العـــــدد 9467
الأربعـــــاء 13 تشرين الثاني 2019
نحن نعيش في بيئة غير آمنة مليئة بالملوثات التي بين أيدينا وتحيط بنا من كل جانب، وصارت القمامة المنزلية والصناعية والطبية والالكترونية واقعاً حتمياً مفروضاً لا جدال فيه، وما علينا إلا التفكير بعقل وشجاعة وجدية للتعامل معه وتحويله من وبال وبيل على البيئة والإنسان والمجتمع، إلى نعمة ومصدر رزق ودخل يساهم في رفد الاقتصاد الوطني والدخل الفردي بمداخيل جديدة.
النفايات الالكترونية التالفة والعاطلة والمنتهية الصلاحية تشكل قضية بيئية عالمية حيث يقدر حجم النفايات العالمية بشكل سنوي أكثر من أربعين مليون طن، ما يشكل خطراً كبيراً على البيئة والإنسان كونها مكّونة من مركبات معدنية خطرة وشديدة السمية ومن الملوثات المسببة للسرطان.
الملوثات الكهربائية والالكترونية الأكثر شيوعاً في أيامنا هذه هي البرادات والغسالات والمكيفات والبطاريات والمعدات التكنولوجية والهواتف الثابتة والمتحركة وأجهزة الإنارة والكومبيوتر والشاشات والحاسبات وغيرها، التي يشكل الرصاص والكاديوم والزرنيخ والنحاس المادة الرئيسية لتصنيعها، وهي مواد خطرة على الإنسان والبيئة المحيطة به في ظل غياب المعلومات الحقيقية عن كيفية التخلص منها أو إعادة تدويرها بطرق صحيحة، حيث يؤدي الحرق والطمر والدفن إلى خطر داهم يلوث الهواء والتربة والمياه الجوفية.
التلوث الالكتروني من أخطر الملوثات التي نواجهها الآن، والاتفاقات الدولية تشدد على منع تصدير واستيراد المخلفات الخطرة والنفايات السامة، والمطلوب إعادة تدوير هذه النفايات لإنتاج سلع جديدة تساهم في التخفيف من النفايات التي تعالج بالحرق والملوثات التي يتم طمرها في جوف الأرض، اليابان مثلاً تستغل النفايات للحصول على المعادن النفيسة كالذهب والفضة والبرونز وفي صناعة الميداليات وتقوم بتصنيع غالبية الأجهزة الكهربائية والالكترونية الحديثة من تدوير القمامة الالكترونية والكهربائية.
من أهم المنجزات الوطنية الهامة على الصعيد البيئي هو الإسراع في إنشاء مصنع لإعادة تدوير النفايات الكهربائية والالكترونية لسهولة الحصول عليها وكونها منجم غني لإنتاج الكثير من المعادن الثمينة المطلوبة في الصناعات الحديثة عوضاً عن استخراجها المكلف من المناجم الطبيعية ويسهم في التخفيف من التكلفة العالية التي تتكبدها الدولة في معالجة والتخلص من النفايات، ويساهم في توفير فرص عمل كثيرة لليد العاملة وداعماً للصناعة والاقتصاد الوطني والحفاظ على البيئة والصحة العامة.
علينا نشر الوعي بين السكان للتنبيه لحجم هذه المشكلة وانعكاساتها السلبية على الصحة العامة والبيئة المحيطة والتكيف معها والتعامل إيجابياً مع هذا الخطر الداهم للحفاظ على سلامة البيئة وصحة الإنسان.
نعمان إبراهيم حميشة