حـــرائق الغابات والبيئــة.. وإجـــراءات توعويـــة ورادعـــــة

العدد: 9467

الأربعاء:13-11-2019


أقام المركز الثقافي العربي في بانياس محاضرة بعنوان (حرائق الغابات والبيئة) ألقتها المهندسة هيفاء تجور من شعبة حراج بانياس حيث بدأت بتعريف الحريق بأنه موت وتلف الخلايا نتيجة تعرضها للحرارة الشديدة وهي ظاهرة مطابقة للظواهر الفيزيائية كونها تنشأ عن الامتزاج السريع للأكسجين بمادة أخرى قابله للاشتعال بوجود حرارة مناسبة وهذا ما يسمى مثلث النار وتعتبر الحرائق العدو الأول للغابات حيث بإمكانها القضاء على ماجنته الطبيعة خلال مئات السنين بأيام قليلة أو بساعات والحرائق الحراجية أربعة أنواع: الحرائق السطحية وهي أخطر أنواع الحرائق تحدث على سطح الأرض حيث الأغصان والأعشاب والأشواك اليابسة.
وتحدث في جميع أنواع الغابات، الحرائق التاجية وهي التي تحدث في قمم الأشجار ويقتصر حدوث هذه الحرائق على الغابات الصنوبرية وهذا النوع خطير جداً على القائمين على إطفاء الحرائق بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة حيث تنفجر أكواز الصنوبر عند تعرضها للحرارة وتتطاير البذور المجنحة إلى أماكن أخرى مما يسبب ذلك في إشعال النار مكان سقوط البذرة، وهناك الحرائق الأرضية التي تحدث في الغابات التي تتراكم فيها كميات كبيرة من المواد العضوية وخاصة في الأماكن الرطبة بعد تعرضها للجفاف وينتقل هذا النوع بشكل بطيء حيث تقل نسبة الأكسجين تحت سطح التربة، أخيراً الحرائق الشاملة أي الحرائق السطحية والتاجية والأرضية معاً، وتحدثت بعدها عن أسباب الحرائق ومنها اللامبالاة بالتعامل مع النار والحرائق المتعمدة لغايات ودوافع مختلفة (كتسهيل عملية وضع اليد على الأراضي الحراجية ومن ثم تملكها، إيجاد فرص عمل تلي الحريق(قطع استثماري – تشجير…)، القضاء على الأدغال والأشواك التي تعيق حركة الإنسان ومواشيه، وقد تكون لغايات شخصية كيدية وانتقامية، كذلك انتقال النار من أراضي زراعية مجاورة للحراج، وإلقاء أعقاب السجائر، عمال التفحيم، وهناك حرائق بفعل الطبيعة كالصواعق والقطع الزجاجية المعرضة لأشعة الشمس، خطوط التوتر العالي والقطارات وعوادم السيارات.
وأكدت تجور أن معرفة أسباب حدوث حرائق الغابات وتحليل دوافعها تعتبر من أساسيات حسن تحديد واختيار الأساليب المانعة والتي يجب أن تهدف أولاً إلى التأثير بالمجتمع وإيصاله إلى مرحلة التجاوب مع كل ما يطلب إليه من عمل حيال حرائق الغابات ويعود ذلك إلى الإرشاد والتوعية ويترتب على عنصر الحراج أن يعمل كالبائع المتجول الذي يستخدم كل الفنون والحيل لترويج بضاعته واختيار الأساليب التي تؤثر بعواطف الناس وعقولهم ولتحقيق ذلك يعتمد على ما يلي أولا الإقناع والتعليم والترهيب بأساليب كثيرة أهمها التوضيح بأن الغابة تزيد من الاقتصاد الوطني وتوفر المادة الخشبية وعلف الحيوانات والبذور والثمار ومكان الاستجمام ولإثارة هذا الشعور يمكن وضع شاخصات على مداخل الغابات مكتوب عليها لا تحرق أموالك بيدك، أيضاً إثارة العواطف الوجدانية لدى المجتمع فشعبنا عاطفي بالفطرة شديد التأثر بالمناظر المؤذية وذلك عن طريق إعلانات ولوحات تعبر عن معاناة الحراجيين وما يحصل للحيوانات البرية أثناء حرائق الغابات، والشعور بالانتماء القومي والوطني وذلك بوضع لوحات وشاخصات يمكن أن يكتب عليها حافظ على خضرة بلادك وغيرها، أيضاً استخدام القوة والترهيب وذلك باتباع القانون الذي يترتب مسؤولية مدنية وجزائية حيال الإخطار والتخريب الذي يلحق بالغابات واستخدام السلطة والنفوذ في كل ما يتعلق بحماية الغابة بالإضافة الى الضغط الاجتماعي من قبل رجال الدين والمنظمات الشعبية وغيرها، أيضاً الاستعانة بالملصقات والنشرات والإعلانات بالإضافة للاحتكاك المباشر بالتجمعات البشرية، ثم تحدثت عن الأعمال الفنية الحراجية وهي إجراء أعمال التقليم والتفريد والتنظيف وغيرها، وإنشاء الغابات المختلطة، تنظيف جوانب الطرق، شق الطرق وخطوط النار وتنظيفها سنوياً، قطع الأشجار والأغصان الواقعة تحت أو التي تحتك بخطوط التوتر العالي، إقامة أبراج المراقبة وتزويدها بكافه المستلزمات الفنية والإدارية وإنشاء محطات الرصد الجوي بالإضافة إلى إعداد مواقع مناسبة للسياحة والمتنزهين.
وبما أن عناصر الحياة هي الهواء- التربة – الماء والقضاء على عنصر من هذه العناصر يعني القضاء على الحياة لذا لابد من الحديث عن المشاكل البيئية الناتجة عن الحرائق: القضاء على الغطاء النباتي وانجراف التربة وعدم تنظيم مساقط المياه بالإضافة إلى القضاء على بعض انواع النباتات والأشجار النادرة وعلف الحيوانات وبعض أنواع البذور والثمار الحراجية، والتأثير على الإنسان والحيوان من خلال نواتج الحريق، القضاء على المادة الخشبية أيضاً ارتفاع حراره البيئة وانخفاض الرطوبة، زياده نسبة ثاني أكسيد الكربون وقلة نسبة الأكسجين بالإضافة إلى التأثير على الموسم السياحي، وقلة نسبة المياه الجوفية، ثم تحدثت عن المقترحات ومنها تقسيم الغابات الطبيعية إلى وحدات إدارية إنتاجية على أساس المساحة والتوضع والنوع وإسناد مهمة إدارتها إلى فنيين وحراجيين وزراعيين ذوي خبرة، تخصيص الاعتمادات الكافية للحماية، التنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة للمشاركة في إطفاء الحرائق في حال حدوثها، بالإضافة إلى التنسيق مع أجهزة الإعلام لتركيز حملات إرشادية وتوعية المواطنين، أيضاً منح حوافز ومكافآت دورية للموظفين وذلك بما يتناسب مع طبيعة عملهم، تأمين وسائل الإطفاء الكافية وخاصة الصهاريج وتزويدها بكافة مستلزمات الإطفاء وخاصة المحطات اللاسلكية، العمل لدى السلطات القضائية للإسراع في حسم الدعاوي الحراجية وتنفيذ الأحكام الصادرة مع التشديد في تطبيق القوانين بحق مسببي الحرائق الحراجية ووضع الخطط والبرامج الهادفة إلى منع حدوث الحرائق والسرعة في إخماد ما يحدث منها، وفي الختام ذكرت المهندس هيفاء أن أسباب الحرائق الحراجية هي ذاتها أسباب الحرائق الزراعية وأكدت على ضرورة وجود طرق زراعية تخدم الأراضي الزراعية وتساعد على وصول آليات الإطفاء إلى تلك الأراضي، ومنع انتشار الحريق وتوجيه المواطنين بضرورة فتح الطرق الزراعية في أراضيهم حفاظاً عليها من الحرائق، لأن الطرق الزراعية بحاجة إلى موافقة مالك الأرض، ثم تحدثت عن أعمال شعبة الحراج ضمن خطة الطرق شق طريق حراجي في تالين 600 متر وآخر في وادي تالين بطول ٢كم وترفع خطة الطرق من قبل شعبة حراج المنطقة، وبالنسبة للتحريج فهناك خطة لتحريج ٣هكتار بالإضافة إلى التعديات (قرارات نزع اليد) التي تساوي ٧.٥ هكتارات وقد تزيد الخطة تبعاً للتعديات والحرائق الحاصلة التي ترفع في بداية العام، وستكون الأنواع المدرجة ضمن خطه التحريج ( الكينا- الصنوبر الثمري- غار-خرنوب) وهي من الأوراق العريضة المقاومة للحرائق ضمن مواقع الصنوبريات، وتشمل خطة التحريج ٧٩٠٠ غرسة قد تزيد أو تنقص تبعاً لحاجة الموقع، ونوهت إلى أن الجهات المشاركة في عمليات الإطفاء هي إطفاء بانياس- إطفاء التون الجرد- فوج الإطفاء- شركة مصفاة بانياس- الشركة السورية للنفط وفي الحرائق الكبيرة يتم إرسال صهاريج إطفاء من باقي المناطق ومراكز الإطفاء، وبالنسبة للحرائق الحراجية التي حصلت فكانت على الأوتوستراد- جوانب الطرق العامة- غابة جليتي- غابة بارمايا- موقع سفح الزللو- حريق قرية حيبو فيما بلغ عدد الحرائق الزراعية حتى الآن ٦٧ حريقاً زراعياً منها في (بارمايا- بيت السخي- الروضة- البساتين- العنينيزة- بستان الحمام- تعنيتا- بعمرائيل- ضهر صفرا- اسقبلة- بعمرائيل- الزوبة – العنازة- المرانة) وتكمن أسباب الحرائق الزراعية بقيام بعض المواطنين بحرق بعض مخلفات النباتات النامية ضمن أرضيهم ووجود عوامل جوية مساعدة لانتشار الحريق أو وجود أعشاب جانب الطريق وقيام البعض برمي أعقاب السجائر، أيضاً التوتر وأسلاك الكهرباء نتيجة احتكاكها ببعضها، وبالنسبة لتعويض الحرائق الزراعية فيكون عن طريق شعبة الثروة النباتية و الوحدة الإرشادية المختصة.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار