مكلفــــة ولكنهــــا جـــديدة.. قيثـــارة غــير وتريـــة

العـــــدد 9465

الإثنين 11 تشرين الثاني 2019

وإن كان لدينا مثل هؤلاء الشباب وشيرين عبد القادر إسماعيل، خريجة معهد التقاني للحاسوب جامعة تشرين الطموحين والمبدعين والمبتكرين فلا خوف علينا من المستقبل لندخله بسلام آمنين.

شيرين هي الأولى على دفعتها كما تقول وبانتظار فرصتها في كلية الهندسة (حاسبات وتحكم آلي) فكرت وصنعت قيثارة خلطت فيها الموسيقا بالتكنولوجيا ليكون منتجها مثقلاً بروح العصر، هي تحب الموسيقا لكنها لم تتقن العزف على آلة فيها، إذ لم يكن بحوزتها الوقت لتجيد صولفاجها، تتابع: القيثارة هي أقدم آلة موسيقية اخترتها لتكون بصوة جديدة معاصرة فكانت مشروع تخرجي، وهو ما تقدمت به على هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ونجحت ونلت الفرصة بالعرض مع المبدعين في معرض الباسل للإبداع.
بحثت عن مفردات مشروعي بداية في أماكن لا يدخلها أحد ولا تدخل في حيز فكرهم، فوجدت في نفسي الموسيقا والتي نادراً ما تدخل مجال ابتكارهم وتخطر في بالهم، وبدأت الفكرة بالقيثارة الوترية التي أساسها النغمة وبها لن أكون مقيدة بشكل هندسي أو فيزيائي لينتج شكلاً جديداً، وقد لاقيت بعض الصعوبة في تأمين بعض لوازم المشروع وعدم توفرها وقد كان جميعهم قد فكر بالأجهزة الطبية والحركية.

وفي لمحة عن مفردات المشروع تحدثت شيرين عن:
مكونات المشروع: متحكم صغري، مرسل هو مستقبل الإشارة تحت الحمراء.
استهدفت فكرة المشروع من أن التكنولوجيا قد ساهمت وفعلت الكثير وطورت على جميع الأصعدة بما فيها الموسيقا، ولكن غالباً ما كان هذا التطوير من ناحية التأثير على النغمات الموسيقية والصوت وما شابه تلك و قلما تطرقت إلى تطوير طريقة العزف على الآلات الموسيقية أو التغيير في شكل الآلة واستحداث آلات جديدة هي وليدة التكنولوجيا وآلة موسيقية قديمة يمكن تسميتها آلات هجينة.
إن القدرة على إنتاج الأصوات سيساعد بشكل كبير على زيادة إمكانية إنتاج آلات موسيقية جديدة وعصرية تماماً حيث أننا في هذه الحالة لم نعد مقيدين ومحدودين بخصائص فيزيائية أو أشكال هندسية معينة لازمة عادة لإنتاج الأصوات، وقد تم توظيف هذه الفكرة في المشروع وذلك بإضافة جديدة على آلة القيثارة المعروفة بأحد عشر وتراً بأنها أقدم آلة موسيقية عرفها التاريخ وذلك باستبدال أوتار القيثارة بأشعة ضوئية (مرئية أو غير مرئية) واستخدام أشعة تحت الحمراء، لنحصل على قيثارة يمكن العزف عليها بسهولة أكثر وبمظهر عصري أفضل.
الهدف من المشروع: هو تصميم قيثارة غير وترية باستخدام متحكم الأردويتو والأشعة تحت الحمراء ويعد هذا المشروع مهماً لكونه يقوم باستحداث آلة (القيثارة) تعد من أقدم الآلات عبر التاريخ الموسيقي علاوة على ذلك فإن التعامل مع القيثارة غير الوترية يكون أسهل وقد يساعد على تعلم العزف عليها بشكل أفضل وذلك بسبب وجود برنامج تعليمي فيها فعند تفعيله يصبح من السهل تعلم العزف عليها.
آلية العمل: تم استخدام 7حساسات ir إيجابي لتحسس حركة الأصابع وهي تقابل النغمات الموسيقية السبع فعند مرور الأصبع من أمام أحد هذه الحساسات يقوم متحكم الأردوينو بتوليد إشارة بتردد يكافئ النغمة المطلوبة.
وتتابع: أفكر بتطوير الآلة واستخدام تقنيات أخرى مثل (فلاشة) usp حيث نضع النوطة الموسيقية التي نريدها ونتدرب عليها ففي ذلك توفير للوقت والجهد كما يفيد الأطفال في سهولة تعلمهم إذ يضيء مكان الوتر الذي يجب المرور عليه وبالتالي يعزفون بلا أخطاء ويحفظون.
لا أنكر أن المشروع كلفني الوقت والجهد والمال لكن يبقى له السحر الذي يشدني للعمل والاجتهاد، وقد استبشرت فيه طريقي للنجاح من المعرض الذي شاركت به فقد لفتت آلتي نظر الزوار وجميعهم سألوني صنعها لهم، وهنا يمكن القول أنه يمكنني أن أغير بالشكل لكن المبدأ يبقى نفسه، كما أنني يمكن أن أطور في العمل وأصنع الغيتار أو العود وغيرها من الآلات الموسيقية الوترية لكن لكل منها نغمة لهذا أتحكم في الترددات وأضبط النغمة التي تفتعلها الآلات ويكون عليها الاختلاف.
الحياة النظرية والجامعة تختلف عن الحياة العملية والمنهاج بعيد عنها، ففي المعهد لدينا العملي أكثر من النظري على عكس الكليات بالإضافة إلى أنني لجأت للنت والكتاب لأزيد خبرتي وأفتح أفاق معلوماتي ومجال دراستي كما أن مهندساً قد أشرف على العمل كنت أستشيره كلما أردت ويساعدني وله جزيل الشكر والامتنان، كما أن هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ساعدتني في دخولي لمساحة المشاركة في معرض الباسل للإبداع والاختراع رغم وجود العديد من المشاريع المشاركة من الجامعة ولم يكن للمعاهد مكان فيها، وقد دفعني مشرفو المعهد إليه بأن الفكرة جديدة والسباقة فيها ولم تطرح من قبل، وكانت فرحتي وأهلي كبيرة خاصة عندما نلت الجائزة البرونزية فيه، لم يكن لدي الوقت لأطور الدارة والكوت البرمجي لكانت الأفضل، لهذا أتمنى أن أكون في العام القادم مع ابتكار جديد وأفضل إن شاء الله.
اليوم أنا محتارة بين الوظيفة أو إكمال دراستي في الكلية حاسبات وتحكم آلي فيه أي مستقبل الذكاء الصنعي، لا أحب السفر والهجرة مع أن أخوتي في بلاد الغرب، أحب أن أفيد بلدي وحلمي أن تكون لي بصمة خاصة وليست بالموسيقا فقط.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار