ثلاثي الرحيل الصمت والغواية

العدد: 9463

الأربعاء:6-11-2019

تدعونني الأسطر المحفوظة في ذاكرتي الممتلئة بك بتلاوين أحرف هواي، وسكر هواك..

أتذكرينني؟ أخبريني بحق ما بين الورد وعطره، الزمن وعمره، البحر وشطئه، بحق ما بينا أما زال قابعا في مومياء الذاكرة مدوناً في دفتر القلب؟ أم مثلي أنا نسيتني، ونسيته.
أجيئك مسافراً أدمن إلى ربوعك وإليك الرحيل، عاشقاً غزلاً كقيس ليلى، زيدون ولادة، أو لعلي كالسندباد أجوب البحار، أركب الأنواء، أروضها كخيول السباق، أصادق الأخطار، أمتطي صهوة الوقت، وآتي إليك، أمد لأقطف كالأطفال قمرك ونجومك من دالية مسائك، ألفّ ذراعي، ألف دوارة الخصر، أعزف على حدوده سيمفونية قمرية، نقشت على قيثارة الهوى شدت على أوتاره تراقصت جذلى من نشوة الفرح تهمسين لي بحكايا شهرزاد ألف قمرية وقمرية، وشهريار المنتظر نهاية الرواية…
قادم نحوك ألف حولك كما النجوم في درب التبانة انتظري، كوني بينلوب في مدى إغريقية، أو بحرية الحكاية.
لي بين عينيك رسم نقش، بل كأنه وسم، أين أنت؟ تلوّحين لي باليدين وحرير المنديل.. أنا أبتعد، أهوى الترحال كصيادي القصائد في صحارى الشعر ورمال المسافات، أهوى الغياب، أتقن إيماءات وأحرف الصمت، تعلمت منك الغياب أيتها الماهرة في كل ما يقض مضاجع الروح ودهاليز الفرح عبر الوجدان والنفس الأمارة بالحيرة الجميلة والقلق اللذيذ، أنت متقنة للغياب والسكوت، أواه بحق ما يجمعنا من فصول الغواية، لا.. لا تلوذي بالصمت من قال: إن الصمت لغة تثمر حروف الحب؟ يطرح عناب الرغاب، أتقصى بين عينيك وسما كأنه في السماء الشهاب.

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار