الدفـــاع المــــدني.. أتم الجاهـــزية أم «تمشـــــاية» الحــــال؟!

العدد: 9462

الثلاثاء: 5-11-2019

 

 

وحدها الحرائق تخرج مديرية الدفاع المدني عن روتين عملها, فيها يكرّم العامل ولا يهان استبسالاً وليس امتحاناً.

مذاق الحقيقة مرّ لا يستسيغه الآخر, ظنّاً أنّه بلغ الكمال, كمال لا يكشف نقصه إلّا الوقوف على نقيضه فاعلية إطفاء الحرائق كان من الممكن أن تكون أكبر فيما لو توفّرت ظروف أفضل! (فأتمّ الجاهزية) عبارة إن تجنبنا خوض غمارها سنرتضي من دون السحاب مرام و(بتمشاية الحال) يعتبر الدفاع المدني نفسه بأحسن الأحوال إن تدّخل في إنقاذ وإسعاف طفل مصاب في حي الدعتور أو نقل حطام من شركة كهرباء اللاذقية أو بتزويده المياه لبعض الجهات، فما بالك بشفط مياه في ضاحية الباسل أو المنطقة الصناعية أو إطفاء حريق بسيط في قرية البصة أو قرب جسر المزيرعة (أعشاب وأشجار) أو في صنوبر جبلة ومزار القطرية (أحراج ومروج)

تدخل الحرائق بحالة إسعافية إلى اجتماعات المسؤولين وتخرج من أجنداتها بتؤدة على شكل تصريحات تخال من برودتها أن صقيعها وحده كفيل بالإطفاء فلا داعي بعدها للماء.
(ضرورة إعادة تأهيل أسطول الإطفاء الذي تضرر خلال الحرب, وزيادة عدد آليات الإطفاء من 30 إلى 40 آلية في العام القادم مع إعادة توزيعها ونشرها بما يراعي الحاجة والضرورة، والحاجة فوق الضرورة لتجهيز بعض الحوّامات الموجودة بالتجهيزات التي تساعد على إطفاء الحرائق في المناطق الجغرافية الوعرة الأمر الذي يسرّع من التدخل).

نذكر مسؤولينا بهذا الكلام العام المقبل ومع اندلاع أوّل حريق ضخم قد ينكصون عهدهم وينفضون أيديهم من وعود.
مساهمات مجالس المدن والبلدات لعام 2019 في ميزانية الدفاع المدني كانت 16 مليوناً و230 ألفاً فقط, خصّص للآليات إصلاحاً وشراء قطع 6 ملايين ليرة فقط وللمحروقات 6 ملايين و600 ألف, لصيانة الأبنية مليون و530 ألفاً وللكهرباء والمياه والبريد والهاتف والخليوي 700 ألف ليرة ولكسوة العاملين 700 ألف أخرى و700 أيضاً لمستلزمات تدريب ولباس صيفي وشتوي لكن هذه المبالغ كيف يمكن أن تترجم على أرض الواقع, من 97 آلية هناك 19 معطلة ثلاث للإطفاء و 6 للإسعاف 3 هندسة و 6 مضخات مياه ومقطورتين, عدا عن آلية إطفاء صهريج مجموعة مرسيدس بحاجة لعمرة محرك كاملة بكلفة مليون ونصف المليون وآلية إطفاء صهريج محروق الكبين بالكامل أثناء الحريق في ريف اللاذقية بقيمة 8 ملايين ليرة تقديرية وآلية إطفاء أخرى بحاجة لمجموعة دبرياج وفي آليات الهندسة:
– رافعة بحاجة إلى زيت هيدروليك (400كغ)
– حفارة بحاجة إلى إطار خارجي بقيمة 400 ألف ليرة
– تركس فاحص كبير بحاجة إلى إطار خارجي بقيمة 3 ملايين ليرة
وهناك 6 مضخات مياه 3 منها بحاجة إلى عمرة محرك نتيجة أعمال شفط أثناء فيضانات و3 مضخات بحاجة إلى رؤوس بخاخ و…..
ونحن على مشارف نهاية عام فإنه الحاجة لا تتوقف للإطارات الخارجية قياسات مختلفة للإطفاء والإسعاف وللمدخرات من كافة القياسات ولزيوت ديزل وهيدروليك و…
كذلك الحاجة لقطع غيار لزوم آليات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف ولخراطيم الإطفاء وخراطيم ضغط عالي لزوم مقطورات الإطفاء بودرة و فوم وأيضاً خراطيم وقواذف لزوم أجهزة الإطفاء 12 كغ و6 كغ ولا ننسى بدلات الغطس والبدلات المطرية والجزمات المطرية ومفيد ذكر المديونية للهاتف بـ 900 ألف و المبلغ نفسه للكهرباء وثلثه للمياه, وليس جديداً التنويه بأن مناهل المياه تستخدم لتعبئة آليات الإطفاء والهاتف والكهرباء للمصلحة العامة وأن المخصص للمياه والكهرباء والهاتف الخلوي لعام 2019 هو 700 ألف بعد أنه كان لا يتجاوز في الأعوام الماضية الـ 50 ألفاً كما أن المخصص للمحروقات رقم قليل 6 ملايين و800 ألف ليرة فقط مع الزيوت والشحوم.
نؤكد أخيراً ما بدأنا به أن الميزانية هي من مساهمات مجالس المدن والبلدات والعتب على رفعها كبير.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار