أعطِ طفلك ما يشــــاء ولكـــن ضمــــن الحــــدود

العدد: 9458

الأربعاء :30-10-2019

الأطفال هم حلم الحاضر وأمل المستقبل، وكم هي من الأمم التي قرأت مستقبلها من أطفاله لذلك يجب أن نعطي أطفالنا كل ما يستحقون من رعاية وعناية كفاية، ونلاحظ بأن الطفولة قد حظيت باهتمام المجتمعات منذ القدم، ولكن الاهتمام زاد في عصرنا هذا، إذ يعمل الكثير من الباحثين على وضع الطفل في دائرة الاهتمام لاعتباره غاية في النشاط والذكاء لذلك نقول: إن أطفالنا الذين يعيشون حالياً حالة الحضارة المعقدة في كل تركيباتها وبمختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتي يجب أن نبسطها لهم ونأخذ منها النواحي الهامة لمستواهم العقلي كي نجد استجابة في نفوس هؤلاء الأطفال حتى لا يصابون بخيبة أمل عند اطلاعهم على هذا الواقع، ويجب علينا أن نبني عالم الطفولة بناءً متيناً وقاسياً مع قدرات الطفل واستعداداته، ونرى في الفترة الأخيرة الكثير من الأطفال الذين يعشقون كل ما هو خيالي لأنه يسمو ويترفع على واقعهم ويصل مداه ويحبون سرد الحكايات المختلفة التي تكشف عن نزعاته والبطولات الخارقة، وهناك من لديهم ولع بالقصة والتمثيل والغناء وتعلمه لأنها تخفف من التوتر بالدرجة الأولى والقصص التي تأتي بالدرجة الثانية، ولكن العالم أرسطو أدرك قيمة الموسيقى للطفل والتي تسبق القصة حيث قال :إن الموسيقى هي أحسن وسيلة لتربية الأطفال ثم تتبعها القصة ولكن أفلاطون اشترط في سرد القصص أن تكون جميلة وأن لا تكون مملوءة بالأكاذيب، وألا نخلط ما بين الحقيقة والمجاز لأن الطفل لا يستطيع التمييز بينهما.

كما ثبت أن الطفل يحبّ الموضوعات التي تخص الحيوان والرحلات والمخاطرات ويجب ألا نقلل ما يملكه الطفل من إحساس وحاجيات، ويمتلك الطفل من مزاج وطبع وإدراك وتفكير وفي الحقيقة أن هناك فرقاً ما بين جيلنا وجيلهم، ولا يوجد أب أو أم على الأرض لا يرغب في السعادة والفرح لأولاده، لأن النجاح والسعادة يكونان من سعادة الأهل أيضاً غير أن هؤلاء الأطفال غير مدركين أو آبهين.
وإن تطور الحضارة والتقنية التي يشهدها العالم حالياً لا يمكن تأمينها للطفل بالشكل الكامل لذلك يجب أن نترجمها إلى معلومات ونصائح قابلة للفائدة لأن هناك الكثير من الأهالي الذين وقعوا في مواقف حرجة من أسئلة تطرح عليهم من أبنائهم ولا نعرف جوابها ونمتنع عن الجواب بسبب أو لآخر ونرجع بأسبابنا إلى أننا لا نريدهم أن يعانوا ما عانيناه نحن بسبب آرائنا حتى وصلنا إلى ما نحن عليه لذلك يجب علينا أن نشرح ونبين لهم أخطاءهم وأحياناً هذه الأخطاء بنظرهم تكون عين الصواب ولهم رأي خاص يجب أن نحترمه، وأخيراً نقول: أعطِ الطفل ما يشاء ضمن الحدود يكون ما تشاء.

عواطف الكعدي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار