العدد: 9457
الثلاثاء: 29-10-2019
غزت أكياس النايلون والعبوات البلاستيكية حياتنا اليومية شئنا أم أبينا حيث يفضلها الناس بسبب سعرها المناسب لهم مع معرفتنا بالخطر الناتج عنها عند استخدامها وخاصة عند تعرضها للحرارة، ولا يقتصر الضرر على الإنسان بل وصل إلى البيئة التي أصابها بلاءً كبيراً نتيجة الرمي العشوائي لهذه المواد والتي تنتقل بدورها من مكان لآخر مسببة خطراً على خصوبة الأرض على المدى الطويل بسبب تراكم مادة (الديوكسين) الذي يمنع ما تحتاجه من أشعة الشمس.
وقد أقيم أكثر من معمل بلاستيك في المحافظة وبالتأكيد كان لهذه المعامل منتجاتها التي غزت أسواقنا ولاقت رواجاً لها وكان لهذه الصناعة الأثر الإيجابي والسلبي معاً.
الحديث كان مع السيدة (تغريد) وعن مدى استخدام البلاستيك وتخزين المواد الغذائية فيها قالت: رغم معرفتي الكاملة بخطورة العبوات البلاستيكية لكنني أستخدمها لأكثر من مرة وذلك لوجود أطفال في المنزل وخوفاً عليهم من كسر الأواني الزجاجية التي نستخدمها لتعبئة المياه صيفاً عند وضعها في الثلاجة وعن المونة وتخزينها تضيف بأنها تقوم بتخزين المونة للشتاء في أكياس بلاستيكية بيضاء ولكن دون علم أي شيء عن خطورتها ولكن لا بديل عن هذا التخزين بوجود أكياس تخص ذلك.
أما السيدة سلوى- ن وقد تجاوز عمرها (65) عاماً فقد ترحمت على أيام زمان أيام كانت أكياس الورق بمتناول الجميع, وما أحوجنا لها الآن وتضيف بقولها لم نكن نقم بتخزين أي مادة للشتاء بهذه الطرق الموجودة حالياً كنا نقوم فقط (بتيبيسها) على أشعة الشمس وكنا نتمتع بصحة جيدة ولم نعرف أمراض هذه الأيام وأن الغذاء كل شيء بوقته ( حلو) ولا يعجبني كل هذا التخزين المسمى ( مونة).
أحد الصيادلة قال: نعم تستخدم زوجتي أكياس النايلون البيضاء لتخزين مونة الشتاء ولكنني حريص جداً على استخدام العبوات الزجاجية للماء لأنني أعلم مدى خطورة الاستخدام المتكرر للعبوات البلاستيكية.
السيدة علا تقول: نعم أستخدم عبوات بلاستيكية لشرب المياه ولمدة تتجاوز الشهرين بعد أن يتم الانتهاء من المشروب الموجود فيها وقد يتبادر إلى ذهننا بأن اللون الأبيض للبلاستيك غير مضر لذلك أستخدمه لأكثر من مرة, ولكن أحياناً ونتيجة هذا الاستخدام أشم رائحة غير مرغوب فيها صادرة عنها ومؤخراً سمعت بأن هذه العبوات مسجل عليها أرقام هذه الأرقام تبين كم مرة يمكن استخدامها وقد تنبهت لهذا الموضوع جيداً وعند تخزين (المونة) نعم أقوم بتخزين المونة في أكياس بلاستيكية بيضاء.
أما السيدة ندى فلها رأي آخر حيث قالت: الأمر لم يعد يقتصر على العبوات وأكياس النايلون فقد وصلنا إلى زمن لم يعد شيء كما كان وأنا مع تقدم أي صناعة والتطور مطلوب في زمننا ولكن على أن لا يدخل التزوير أي صناعة, وخاصة فيما يتعلق بالأغذية نعم أستخدم العبوات البلاستيكية لمونة المكابيس والزيتون وذلك لعدم وجود البدائل وإن وجدت البدائل فهي مرتفعة الثمن ولا قدرة لي على شرائها.
لقاء مع أحد الأشخاص والذين يقومون بتجميع البلاستيك من الحوايا وإلى أين تذهب هذه المواد, وكم سعرها وهو صبي لم يتجاوز عمره (15)عاماً حيث قال : أقوم بشكل يومي بهذا العمل وأقوم بجمع كل ماله علاقة بالبلاستيك من صناديق مكسرة أو أوعية بلاستيكية وهو عملي المجهد لي ليأتي شخص ويشتري مني الكيلو الواحد بـ 50 ل.س وذلك لصالح معمل بلاستيك وأضاف بما أنني لا أوصله إلى المعمل لذلك سعر الكيلو متدني هكذا مع العلم بأن هذا العمل هو مضر للصحة ولكن لا يوجد لدي عمل آخر أقوم به.
للجهات المعنية دور في الترخيص والمراقبة
هذه هي آراء مواطنين فمن هي الجهة التي ترخص والجهة التي تراقب وما هي القوانين الخاصة بالصناعات البلاستيكية والتي كان لمدير إدارة النفايات الصلبة السيد جودت مرعشلي في المحافظة والذي أكد من خلال حديثه بأن السيد المحافظ أولى اهتماماً لمراقبة مكب البصة من خلال وضع دوريات لمنع النباشين من هذا الأمر وقد تم إغلاق أكثر من مدخل لنفس الغاية وهناك متابعة دقيقة لهذا الموضوع خاصة فيما يخص المشافي من خلال وضع حوايا خاصة بهم لمنع أي تلوث وأي خلل فهو متابع تماماً من قبلنا.
أما السيد إياد جديد مدير التجارة الداخلية فقد أكد بأن المديرية تقوم كل ثلاثة أشهر بأخذ العينات البلاستيكية المنتجة وذلك لمراقبتها إذا كانت مطابقة للمواصفات أم لا . وعن وجود مخبر معياري لفحص المنتج في المديرية أجاب لا يوجد هذا المخبر.
مديرية الصناعة إضافة لشروط الترخيص الخاصة بها.
لمديرية الصناعة دور في التراخيص والمتابعة هذا ما أوضحه لنا مدير الصناعة رحاب دعدع إن آلية الترخيص لمعمل البلاستيك الصناعي وغيره يحتاج إلى:
موافقة شعبة التراخيص المحافظة على الموقع.. بالمحافظة إضافة لطلب ترخيص صناعي مع إيصالات مالية وصورة للهوية ووثيقة غير عامل بالصناعة يصدر قرار صناعي.. بالصناعة ويتم تركيب الآلات حسب شروط القرار الصناعي بالمنشأة واستخراج الترخيص الإداري من مكتب التراخيص الإدارية بالمحافظة مع استخراج السجل التجاري بالتموين وشهادة غرفة الصناعة والتجارة وكشف صناعي على الآلات ومطابقتها مع الترخيص الصناعي بالصناعة. إضافة لذلك يتم تحليل عينات من الإنتاج في مخابر التموين مع إيصالات مالية وصور وكاتلوك وفواتير شراء بالآلات.
أخيراً يتم استخراج السجل الصناعي للمنشأة.. بالصناعة والعلامة الفارقة للمنتج في حماية الملكية الصناعية والتجارية بالتموين.
إضافة لذلك تتم متابعة عند عملية نقل الملكية وتغيير الغرض الصناعي أو إذا ما توقفت المنشأة فإن شعبة الرقابة في المديرية ترسل موظفها إلى المنشأة لمراقبة آلية العمل وعند وجود مخالفة عدم الترخيص نقوم بإنذار أو ثاني وبعدها إغلاق لحين تقديم الترخيص.
مديرية البيئة والشروط الخاصة بها لسير عملية تصنيع البلاستيك
مديرية البيئة أيضاً لديها شروطها الخاصة والمطلوبة في مصانع البلاستيك هذا ما حدثتنا عنه الدكتورة لمى أحمد مديرة البيئة:
بالنسبة لإدارة المياه: ترشيد استعمال المياه في جميع المراحل الإنتاجية
– تنظيف مناطق الإنتاج والآلات بطريقة التنظيف الجاف قبل التنظيف المائي لتوفير استهلاك المياه، والتقليل قدر الإمكان من المياه المستهلكة في عملية الإنتاج باستعمال الصنابير الأوتوماتيكية الإقفال أو الضغط العالي للمياه.
إدارة النفايات الصناعية السائلة: وذلك بعمل الخطوات الآتية:
– فصل المواد الأولية والزيوت والشحوم عن مياه التبريد والتسخين للتقليل من نسبة تلوثها.
– تسليم الزيوت والشحوم المستعملة في صناعة الآلات إلى الجهات المختصة للتقليل من نسبة تلوثها.
– إعادة استعمال مياه التبريد والتسخين في منشاط المعمل.
– معالجة النفايات الصناعية السائلة قبل صرفها بطريقة تضمن توافق خصائصها مع المعايير البيئية الوطنية الموضوعة لها.
– إدارة النفايات الصلبة:
هذه النفايات الناتجة والتي يجب أن يتم العمل عليها من خلال:
– إعادة استعمال المخلفات البلاستيكية عند الإمكان أو تجميعها في مستوعبات مقفلة تمهيداً لإرسالها إلى مصانع مرخصة باستعمالها أو إعادة تدويرها.
– تخزين المواد الأولية الصلبة وفق شروط مناسبة لضمان عدم هدرها.
إدارة التلوث الهوائي وذلك بالعمل على:
– تخزين المواد الأولية بشكل جيد يضمن عدم تبخرها.
– تأمين معالجة الملوثات الهوائية الناتجة عن عوادم المصنع بشكل يضمن توافق خصائصها مع المعايير البيئية الوطنية الموضوعة لها.
– وضع شافطات في كافة أرجاء المصنع موصولة إلى فلتر مناسب يضمن توافق خصائص الانبعاثات الناتجة عن المعايير البيئية الموضوعة لها.
– وضع كل من المولد الكهربائي والمرجل البخاري في غرفة خاصة مقفلة على أن يتم توجيه مدخنة المولد الكهربائي إلى أعلى وأن تراعى الهوائية الناتجة عن احتراق الفيول المعايير البيئية الموضوعة لها.
إدارة التلوث الهوائي من خلال وضع المولد الكهربائي في غرفة خاصة مقفلة وتجهيزه بكاتم منعاً للضجيج يضمن توافق خصائص مستوى الضجيج الناتج عنه مع المعايير البيئية، والعمل على تجهيز معظم الآلات التي تعتبر مصدراً للتلوث الضوضائي بأجهزة عازلة للضجيج.
شروط عامة أخرى منها:
– تزويد العمال بوسائل الحماية الشخصية اللازمة (كمامات- ألبسة خاصة- قفازات- أحذية مناسبة) مع العمل على تطبيق مبادئ الإدارة البيئية السليمة باستمرار مع العمل على تشجير محيط العقار، والقيام بصيانته الدورية للآلات وتركيب أجهزة أوتوماتيكية تتحكم بكمية المواد الكيميائية المضافة إلى عمليات الإنتاج لمنع هدرها.
تأثير البلاستيك على الصحة
لنأتي أخيراً على الناحية الصحية لاستخدام البلاستيك هذا ما أوجزه لنا دكتور التغذية حسن حبيب بعنوان (البلاستيك ما له وما عليه):
إن الأوعية البلاستيكية يجب عدم وضعها تحت أي ظرف في المايكرويف لأنها تزيد من نشاط وتكوين الجذور الحرة المخربة للخلايا الحية والسليمة أو وضع الأغذية فيها في البراد وذلك لاحتوائها على مادة (الديوكسين) التي تسبب أمراضاً خطيرة وذلك بعد انحلالها بالماء الموجود في تلك العبوات أو بالطعام المحفوظ بها ولا بد من ذكر وضع الطعام الساخن فيها أو تعريضها للشمس لأن الحرارة تسرع من عملية انحلال تلك المادة، ونذكر بأن الزجاجات البلاستيكية المعبأة بالمياه تحتوي على بكتيريا ضارة أكثر من البكتيريا الموجودة في الحمامات وهي مرتع لآلاف الجراثيم البكتيرية والتي تسبب أمراضاً مختلفة منها الصداع النصفي والبدانة وغيرها الكثير.
ويضيف حبيب أنه وعند استخدام العبوات البلاستيكية لا بد من حفظها في مكان بعيد عن حرارة الشمس حيث لا ينتهي هنا ضررها ولكن الجميع يستخدمها فلا بد من المحاولة قدر الإمكان من التقليل من أخطارها لأن ارتشاح المادة الموجودة في البلاستيك والتي تدعى (زيتو استروجين) مسببة لأمراض خطيرة لأن هذه المادة تقتل الخلايا المفرزة للأنسولين بالبنكرياس فهي مادة سامة غير قابلة للاستعمال البشري.
كذلك نوه إلى ضرورة اختيار رضاعة الأطفال على أن تكون صحية لأن البلاستيك منها يحوي مركباً يدعى (الفينيل كلورايدام) وهو غير محمود النتائج ويفضّل استعمال الزجاجية منها لأن انحلال المادة فيها هو ارتشاحي وتدريجي وتراكمي.
وأضاف حبيب بأن العبوات البلاستيكية يجب أن لا تستخدم إلا مرة واحدة حيث بيّن لنا بان المكتوب عليها بالأرقام هي:
الرقم (1) عبوات شفافة تستخدم لمرة واحدة
والرقم (2) آمن جداً ويمكن إعادة استخدامه
والرقم (3) غير آمن مع العصائر
والرقم (4) قابل للتدوير لمرة واحدة
والرقم (6) خطر جداً والرقم (7) عبوات الأطفال لا يتم تدويرها لأنها سامة ومؤذية.
وعن تخزين الأغذية في الثلاجة يقول حبيب بأن المواد والأغذية التي توضع بالثلاجة فتكون بدرجة حرارة تحت الصفر فهذا كافي لحماية الأغذية وعدم تفاعل الأكياس مع محتوياته لأنه لا يوجد ذوبان وتفاعل.
أخيراً لابد من القول بأن جميع الشروط والقوانين التي صدرت و تصدر بخصوص معامل البلاستيك ومن كافة الجهات لابد من تطبيق هذه القوانين بشكل فعلي وليس نظري لأن هذا الأمر يتعلق بموضوع الصحة العامة وإن جميع الخطوات البيئية تحتاج من يدعمها و إيلاء نشر الوعي والاهتمام الكامل ولعلنا نصل إلى وقت إنشاء معمل ورق في وقت قريب لأن بدائل البلاستيك صعبة المنال سواء بشراء الملامين أو الخزف لحفظ الأغذية بالبراد وأكياس السيلكون هي السبيل الوحيد لحفظ مونة الشتاء.
أميرة منصور