التصنيع العضوي.. والاستفادة مما توفّره الطبيعة

العدد: 9457

الثلاثاء: 29-10-2019

 

سورية عاصمة المحبة والفرح والسلام والجمال والورود التي تختلط رائحة زهورها وعطورها الفواحة بعطر التاريخ والحضارة والإرادة على الحياة وتجاوز الصعاب، وهي إحدى الدول التي تنتشر فيها الأعشاب الطبيعية بكثرة بفضل تنوع البيئة والمناخ بين السهل والجبل والساحل والصحراء.
التنوع المناخي والتضاريسي في بلادنا أدى إلى تنوع وتعدد الغطاء النباتي الذي يعيش في بيئته الطبيعية التي تحفل بالمئات من النباتات العطرية والطبية بعضها يتم زراعته وبعضها ينمو تلقائياً في مختلف المناطق، وفي ظل التوجه العالمي الحديث للتحول إلى كل ما هو طبيعي ازداد الإقبال والطلب على التصنيع العضوي الذي يعتمد بكامله على الأدوات الطبيعية الأولية، حيث يتم تصنيع المواد الطبيعية الأولية والأعشاب المستخدمة فيه من المواد المحلية التي تزخر بها أرضنا الخيرة المعطاء دون آثار كيماوية مثل زراعة الورد الجوري في المزارع دون استخدام أي مبيدات أو سماد كيماوي ليبقى النبات نقياً من حين زراعته وإنباته وحتى قطافه وتصنيعه، حيث يتم استخلاص المواد الفعالة والعطرية والمائية المعصورة على البارد للاستعمال الداخلي والخارجي من الأعشاب والنباتات العطرية والطبية المبعثرة هنا وهناك. مع تقدم منتجات الطب العشبي البديل صار من الضروري العودة إلى الطبيعة الأم واستثمار التصنيع العضوي في الصناعات الطبية والدوائية والعطور والمنظفات إضافة إلى الكريمات والمستحضرات التجميلية وصناعة المربيات والشرابات وماء الورد وزيته وعطرة ومستحضرات العناية بالبشرة، وتعديل ثقافة علاج العوارض البسيطة المزعجة، حيث تكثر وتتعدد المنتجات والأنواع التي تندرج تحت بند التصنيع العضوي إلى ما يعادل 60 نوعاً وصنفاً.
البيئة السورية تطفو على الكثير من الكنوز المخبأة، والتصنيع العضوي يحمل امكانيات استثمارية واعدة لجهة جني المردود الكبير والعوائد المجزية من منتجات طبيعية أكثر صحية من المستحضرات الكيميائية وفوائده الكثيرة للناس، حيث يمكن استخدام البابونج وزيت النعناع لعلاج حالات المغص بدلاً من استخدام الحبوب الصيدلانية، واستخدام حبة البركة كمطرّ ورفع مناعة الجسم، واستخدام زيت الرمان لمعالجة الإسهال وشد البشرة واستخدام ماء الزهر بديلا من حبوب مضاد التشنج.
التصنيع العضوي يحتاج إلى المزيد من الدعم والعناية والاهتمام، علينا الاعتماد على الإمكانيات الكبيرة التي توفرها لنا بيئتنا وطبيعتها الجميلة، ونشر ثقافة حب تربية الورود والنباتات العطرية واستثمارها واستخلاص مكوناتها وتصنيع المنتجات منها، وهو من القطاعات الواعدة ويملك ميزات تنافسية كثيرة، وذا قيمة اقتصادية كبيرة يمكن التعويل عليها كونها توفر فرص عمل كثيرة وتحسين الأرياف والناس القاطنين بها، ويحمل بين طياته الكثير من الحلول لمسائل معقدة على الصعيد الصحي والطبي والاقتصادي والزراعي والتجاري.

نعمان إبراهيم حميشة 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار