الأحـــوال الجويـــة والـــتراث الشـــعبي في الحفـــة

العدد: 9457

الثلاثاء: 29-10-2019

 

أقيمت في مركز ثقافي الحفة محاضرة بعنوان الأحوال الجوية في التراث الشعبي تحدث خلالها الدكتور رياض قره فلاح عن علاقة الأمثال الشعبية بالتنبؤ بالطقس قديما لمواجهة كل تغيير غير متوقع في حالة المناخ، وأشار إلى أن هذه الأمثال لم تأت من فراغ بل نتيجة خبرات متراكمة ومراقبة للطقس لسنوات طويلة، وخوف الناس من الطقس جعلهم يتابعون الأحوال الجوية على مدار سنوات مما أدى إلى وجود خبرة معرفية نتيجة التكرار عن هذا الطقس من خلال أمطاره وجفافه وبرودته وأخذوا يصيغون أمثالاً شعبية تعتبر بمثابة مقياس أو دليل يمكن استخدامه لقادمات الأيام، وأضاف د. قره فلاح بأن السوريين كانوا يستخدمون بعض المؤشرات للتنبؤ بالطقس فمثلا الهالة حول القمر وهي عبارة عن دائرة تظهر في بعض ليالي الشتاء وهي مؤشر على قدوم المطر وقيل في الهالة (عالقمر دارة.. الدنيا مطارة)، وكان لظهور قوس قزح دلالات تنبؤية أيضاً عن حالة الطقس عبروا عنها بقولهم (إذا قوست شرق وغرب فرش ونام عالدرب) وهو مؤشر لحدوث الصحو، وأيضاً الضباب ما هو إلا دليل على رطوبة الهواء المرتفعة وقيل عنه (إذا ضبضبت من عشية لاقيلك شي قرنة ديفية)، وتطرق د. فلاح إلى الأيام والفترات المناخية التي تتمثل في عدة أيام متلاحقة منها قد يمتد إلى شهر أو شهر ونصف كأربعينية الشتاء التي تمتد من 21 كانون أول وحتى نهاية شهر كانون الثاني وهذه الفترة كانت تسمى أربعينية ومع تكرار هذه الأربعينية لسنوات طويلة أصبحت الناس تدرك أن هذه الفترة باردة، أو خمسينية الشتاء وخمسينية الصيف التي تقسم إلى أربع سعود: سعد الدابح ، سعد بلع (السما بتمطر والأرض بتبلع)، (بسعد السعود بدب المي بالعود وبيدفا كل مبرود)، و(بسعد الخبايا بتتفتل الصبايا) أو ما يسمى الأيام العجوز التي تأتي أواخر شباط وبداية آذار (يعني آذار بيقول لشباط ثلاثة منك وثلاثة مني تخلي حنك العجوز)، وأيام الوقدة هي الفترة الممتدة ما بين عيد الميلاد وعيد الغطاس وتتميز هذه الفترة بأنها باردة، وأيام معروفة بحالات جوية معينة مثلاً 17 نيسان المعروف (بمطرة الرابع) ولفت د . فلاح أنه مع تقدم العلم ومصادقة أو مطابقة المعلومات التراثية القديمة مع التفسير العلمي لها تبين أن الكثير من التفسيرات العلمية صب لصالح هذه المراقبات القديمة التي كان يتبعها الناس قديما وأيدتها وبعضها لم تؤيدها كموضوع الأبيات وكيف كانت تحسب الأبيات وكانوا يعتقدون أن كل يوم من أيام الأبيات وهي من 1-7 آب لها عدة أجزاء كل جزء منها يدل على تلت شهر من الأشهر تشرين الأول وتشرين الثاني، وكانون الأول والثاني وشباط وآذار وهذه الآبيات ليس لها أي إثبات علمي وإن كانت حتى الآن موضع اهتمام لدى البعض وختم بأنه نتيجة المراقبات الطقسية المتكررة وخوف الناس من الطقس جعلهم يتابعون الأحوال الجوية ويستشفون أمثالاً شعبية بناء على حياتهم اليومية والزراعية والصحية وكل ما يتعلق بحياة الإنسان والتي أصبحت عرفاً تقليدياً متوارثاً إلى أيامنا هذه ومازال البعض يرددها ويعتمدها كمؤشر طقسي في حياته.

داليا حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار