قراءة الطالع يجذب العاطلين عن العمل .. والحب!

العدد: 9457

الثلاثاء: 29-10-2019

 

 

على الرغم من وضع قراءة الطالع في «قفص الاتهام» فقد حافظت هذه الظاهرة على حضورها القوي وراحت توسع رقعة انتشارها متحدية المد التكنولوجي بـ (عدة أشكال) من زمن كان يا ما كان.

وتتعدد أسباب تعلق الناس بقراءة الطالع للاطلاع على ما يخبئه لهم المستقبل، فبعضهم يلجأ إلى هذا المتنفس هرباً من الإحباط والأفق المسدود وبحثاً عن جرعة أمل والبعض الآخر يطرق هذا الباب من زاوية الفضول لا أكثر، وقد احتل خبراء تقليب صفحات الغد حيزاً واسعاً من اهتمام الناس الذين بات لهم في كل محطة تلفزيون أو إذاعة أو مجلة «عالم فلك» مكلف بـ قياس درجات حظهم وطمأنتهم إلى الآتي، ويبقى التبصير بأنواعه نجم هذه الحمّى التي تجتاح العقول والذي يكاد أن يتحول إلى صندوق فرجة على المستقبل الذي يستوطن فنجاًناً أو صدفاً أو ورقاً أو كفاً لإعطاء الناس بعض الأمل خصوصاً أن البلد يمر بأوضاع صعبة والمفارقة أن عدداً من البصارات يستقبل الزبائن بناءً على مواعيد جرى تحديدها مسبقاً ويرفضون تسمية عملهم بالتبصير بل يطلقون عليها اسم (علم الأرقام) الذي يحدد شخصية الإنسان وحسناته وسيئاته من خلال تاريخ ميلاده واسم والدته ويلقون الضوء على خصال يتمتع بها لكنه يجهلها أو لم يكتشفها في نفسه بعد. فيكشفون هم مفاتيح في شخصيته لم يستخدمها بعد.
وهذا العلم يتناول يوم الميلاد والشهر والسنة والبرج الغربي والبرج الصيني ويسمح بقراءة المستقبل بـ (حلوه ومره)، ويحتم أن يتم استتباعه بتحليل ورق اللعب لأن الإنسان لا يمكن أن يخرج عن اسمه واسم والدته وتاريخ ميلاده وهناك بعض الناس يقصدون البصارات بسبب حرقة عاطفية أو مالية أو عائلية أو حتى حرقة التعرض لحسد من الآخرين وغالباً ما يكون رد البصارة التمسك بالأمل والأرقام الجالبة للحظ والفرص الأخرى المستقبلية فضلاً عن التخلص من نقاط الضعف وإحلال نقاط القوة التي لا تكون مكتشفة لديهم وهذا ما يخلق في نفوسهم راحة نفسية.
والناس يعيشون في الوهم ويسعون للأمل ومعرفة ما تخبئه الأيام والسنوات المقبلة متناسين أن هذا الأمر علمه عند الله تعالى الوحيد القادر على هذه الأمور.
وكل ما يقدرون عليه هو تحليل الأرقام أو ورق اللعب وتفسير رسوماته إضافة إلى التمتع بسرعة البديهة والقدرة على استكشاف قدرة الشخص على تحمل التوقعات وخصوصاً النواحي المحزنة أو الكارثية .
ونشير هنا إلى أن الزبائن متنوعون من كافة الأعمار والفئات شبان وشابات رجال ونساء سياسيون ومن عامة الناس وتتسم بالسرية وعدم التفريط بالثقة الذي يوليها الزبائن للبصارات.
هناك من يسعى لمعرفة ما يخبئه الحظ وما سيجري له لإشباع فضوله عن قصة حب أو سفر أو منصب أو مشكلة تؤرقه لتحصين أنفسهم وتفادي المشكلات وهذا ما أسميه مهرجان الحظ الذي يجذب العاطلين عن العمل والحب ينتج عنه جرعة من الوهم ليس الأمل.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار