مساحـــات لا حـدود لأحلامهـــم وعقبـــات تقف أمــام طموحاتهـــــم ..

العدد: 9457

الثلاثاء: 29-10-2019

 

البدايات تحدّد النهايات، لذلك فإن مرحلة الشباب هي المرحلة التي تحدد مستقبل الشباب وتكّون شخصيتهم ،فإما أن يثبتوا أنفسهم بطريقة سليمة أو أن يتجهوا اتجاهاً لا يرضي مجتمعاتهم ولا عائلاتهم ولا دراستهم الجامعية.

للتعرف على تجارب الشباب الحياتية والمهنية التقينا عدداً منهم فكانت البداية مع الشاب إبراهيم فقال: تخرجت منذ سنتين من كلية الاقتصاد، وكان حلمي أن أطبّق ما درسته على أرض الواقع، ولكن تبخر هذا الحلم بعدم صدور أي مسابقة تخص هذا الاختصاص. اتجهت إلى العمل في إحدى المحال التجارية لبيع القهوة والشاي كي أستطيع تأمين مصروفي الشخصي، مع العلم أن هذا العمل لا يناسبني لأنني أتعرض إلى مواقف محرجة بالنسبة لي، ولكن في النهاية أشعر بالرضى لأنني أستطيع إيجاد عمل لي لأحقق مصروفي فقط ولا زلت أنتظر أن تصدر مسابقة تشملني وألا تذهب دراستي سدىً.
أما الشاب محسن فقال: أنا خريج جامعي ولكنني لا أعمل بشهادتي إنما أعمال حرة التي تحمل الكثير من المتاعب لي، وإذا بقي الأمر كذلك ولم أحصل على وظيفة مناسبة لاختصاصي سـأنسى ما درسته وتعبته خلال الأربع سنوات، وهكذا ضاع حلمي وحلم عائلتي وكي لا أظل عبئاً عليهم اتجهت إلى هذا العمل المتعب.
وقال علي: لا أملك طموحاً في حياتي. فالحياة قصيرة ومهما تعبنا ودرسنا لن نتمكن من تحقيق ما نرغب بهِ. فلقد رأيت اشخاصاً تخرجوا من أفضل الاختصاصات وتدمرت أحلامهم بسبب عدم تمكنهم من إيجاد وظيفة مناسبة .أنا عاطل عن العمل وأقضي يومي بالتسلية وأسهر خارج المنزل.
ورأي آخر لعمر قال فيه: منذ سنوات وأنا أبحث عن فرصة للسفر للعمل لأن هذه الفرصة لم تتح لي فبلدي مع علمي بالصعوبات التي ستواجهني خلال سفري ولكن لتكوين نفسي ما علي إلا أن أسعى بهذا الاتجاه الذي قد يحدد لي عيشة ولو بأبسط الأمر، فرأيت من سافر ومن بقي يبحث عن وظيفة في هذا البلد ووجدت السفر هو الحل الوحيد.
وقال محمد: أنعم الله علي بوظيفة حكومية ولكن أجد نفسي بلا عمل بسبب البطالة المقنعة فمن كثرة الموظفين تكاد الغرفة لا تتسع لكرسي واحد فالوظيفة تقتصر على أشخاص محدودين والباقي لا عمل لهم وبالتالي قد اجد نفسي مضطراً للبحث عن عمل في قطاع خاص أو عمل إضافي لأن الراتب لا يكفي شيئاً وقد لا أجرؤ على التفكير بالزواج لعدم قدرتي على تأمين أبسط متطلبات هذه الخطوة فأنا لا استطيع تدبير أمور نفسي ،فكيف أكون مسؤولاً عن أسرة وهذا واقع الكثير من شبابنا.
وأخبرنا زيد عن تجربته قائلاً: تخرجت من الجامعة وكانت غايتي فقط حصولي على شهادة جامعية وبدأت العمل من الصفر لتكوين نفسي في الاتجاه الذي أتمناه، وقد تنقلت من عمل إلى آخر في البداية واليوم أنا تاجر بناء وسأواظب في هذا الاتجاه لأنني مع المثل القائل من جد وجد.
وقال براء: دخلت إلى اختصاص لا أحبّه ففشلت بهِ ولكنهُ لا يعني نهاية الحياة لأني أجد نفسي في مجال آخر وهو تصميم الأزياء فتركت الدراسة وسافرت ومارست العمل الذي أحب منذ نعومة أظفاري وبرعت بهِ وأنا اليوم مصمم أزياء أصنف نفسي من بين الناجحين.
رأي الأهالي بتوجهات أولادهم:
السيدة أمينة قالت: كنت أتمنى أن يصبح ولدي طبيباً ناجحاً وقد عملت كل ما في وسعي ليتحقق هذا الحلم ولكن للأسف أن ولدي لم يكن يتمنى ذلك، وكان يرغب بدراسته الهندسة فلم يستطع أن يحقق حلمي ولا حتى حلمهُ، وهو اليوم يعمل في شركة سفر لذلك يجب على الأهل ترك الأولاد ليقرروا مستقبلهم وألا يلزموهم في دراسة اختصاص لا يحبونه.
والسيدة سميرة قالت: قد نستطيع التدخل في أحلام
أولادنا إلى عمر معين ولكن عندما يصلون إلى مرحلة ما بعد المراهقة يحسون أنهم قد أصبحوا شباباً، وهم قادرون على تحديد مستقبلهم حتى أننا لا نستطيع السيطرة عليهم سواء بالتصرفات أو التدخين أو السهر خارج المنزل لأوقات متأخرة وهذه المرحلة دقيقة جداً في تحديد مستقبل أي شاب لذلك يجب التعامل معهم بأسلوب معين يستطيع تقبله من أهله.
السيد أبو كميت قال: أعاني من سهر ولدي خارج المنزل يومياً وهذا الموضوع يؤثر على شخصيته وعلاقته معنا .فالمنزل بدا كأنه فندق بالنسبة له وحتى احتكاكه بالمنزل وإخوانه ضعيف جداً وقد حاولت مراراً أن أنسيه هذه العادة ولكن عبثاً، وأنا متأكد أن أصدقاءه لهم دور كبير في تصرفه ويقولون له: إن الرجولة هكذا.

بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار