العلـــم والأدب

العـــــدد 9456

الإثنين 28 تشرين الأول 2019

 

بالأدب تمام العقل، ولقد عدّه الحكماء أحد أربعة أمور يسود بها الإنسان وهي: العلم، والأدب، والفقه، والأمانة.
الأدب هو عنوان السعادة، وجمال الحياة، الذي به قوامها وصلاح أمرها، وهو ثمرة العلم ونوره وبهجته، وهو مفتاح فهم العلم، فالفرق شاسع بين مَن حاز العلم والأدب، ومَن حَفِظ العلم وحُرِمَ الأدب.
أدب المرء هو عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته، وكلمة الأدب بصورة عامة تستخدم لوصف أي شيء من الكتابة الإبداعية المرتبطة بالمخيّلة، والتي يندرج تحتها الشعر والمسرح وأدب الواقع والخيال، وهو مرآة لكل زمان ومكان، وهو قادر على تغيير رؤية الإنسان للحياة، وعلاقة الأدب بالمجتمع هي بالذات تشمل علاقة الأديب بمجتمعه ووعيه لما يجري حوله وكشفه ما يخص المجتمع، وما يَخفى على الآخرين. وهو أي الأدب التعبير عن التجربة الشعورية التي يحسها صاحبها بأسلوب جميل ومؤثر، لأن الأديب يأخذ دور المصور الفوتوغرافي ليس بالكاميرا الخاصة به بل بالحروف والكلمات والجمل. وللأدب مراتب تختلف باختلاف المتأدب معه، فالأدب مع الله وأنبيائه ورسله أعلى المراتب، ثم مرتبة الأدب مع عامة الناس، وهناك مرتبة مهمة جداً وهي التأدب مع النفس، بإعطائها نصيبها من الحلال، وتأدبها في المأكل، والمشرب، والملبس وسائر أحوالها (إنّ لنفسك عليك حقاً). وأخيراً، لكي نستمع حقاً بالأدب، لا بد أن نتخلّى عن جميع أفكارنا حول الموضوع الذي نقرأ عنه، أن نقرأ وكأننا لا نعلم، أن نقرأ وكأننا نشعر لأول مرة، أن نقرأ وكأننا برحلة اكتشاف الحياة، وحين ننتهي من القراءة يمكن لنا أن نستعيد أفكارنا المسبقة ونكتشف إن كنا قد أضفنا شيء أجمل، أرفع، أنقى لأفكارنا، أم أننا أضعنا الوقت والجهد بقراءة ما لا يستحق القراءة، ولكنها تقدم نفسها طواعية للنقد بعد القراءة خصوصاً حين يكون هذا الأدب يتحدث عن الواقع.

حسن علاّن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار