هــذه هـي ســورية

العـــــدد 9456

الإثنين 28 تشرين الأول 2019

 

قال لي صديقي، وكنا معاً نسير: مدينتي أحبها، أشتاقها إذا غادرتها ولو ليوم واحد.
المكان هو المكان نشتاقه رغماً عنا، هنا كنا صغاراً والزمن يمر، هنا كنا تلاميذ نقضي الرحلة بين البيت والمدرسة بشتى أنواع المشاغبات والألعاب. وهنا كنا طلاباً نستعد لخياراتنا الكبرى في الحياة، وهذه الجامعة، جمعتنا زملاء وأساتذة لسنين.
قلت له: نعم، نعم، هذا هو الوطن، وهناك على الحدود مع العراق الشقيق، في مدينة الحسكة الحبيبة عملنا في التدريس لسنين، وكانت من أحلى السنين، والوطن مسقط رأسنا وكل ما يتعلق بحياتنا من ذكريات، ولا أنسى فترة خدمة العلم، قضيتها بين المدينتين الغاليتين درعا والسويداء قرب قرية اسمها (الثعلة) وقرية أخرى أسمها (أم ولد) وكانت من أحلى أيام العمر، سهرنا الليالي نحرس سماء الوطن على شاشة الرادار، كنا عائلة واحدة، يداً واحدة من كل أنحاء سورية الحبيبة، أذكر شاباً رائعاً من حمص اسمه وائل، خفيف الظل وصاحب نكتة، وشاباً آخر اسمه عبد العزيز من إدلب، وشاباً من طرطوس كان يحدثني عن قريته ضهر مطرو، وآخرون ما زلت أحتفظ بعناوينهم، ولم تسعفني الظروف لزيارتهم، لهم مني كل المحبه والشوق.
قال صديقي: ما أروع وطن تجمع أبناءه المحبة والغيرة عليه، وهذه هي سورية وستبقى هكذا رغم أنف من أرادوا بها شراً.

إحسان محمود جوني

تصفح المزيد..
آخر الأخبار