ســتات بيــوت على فنجـــان قهـــوة

العـــــدد 9456

الإثنين 28 تشرين الأول 2019

 

 

 

تمرّ الأيام والسنوات والمرأة غير العاملة تبقى حبيسة أعمالها المنزلية متناسية نفسها مبررة بأنها تقوم بواجباتها وتحقق السعادة لعائلتها، وما أن تنظر لنفسها في مرآة حياتها لتجدها قد اندثرت على أرصفة النسيان وأضحت آلة تختزنها عائلتها بين جدران المنزل.

السيدة أروى قبيلي: منذ عشرين عاماً وأنا أقوم بواجباتي في منزلي، ولم أجد في نفسي سوى خادمة ومربية أطفال وطاهية ومعلمة، صحيح كل هذه الأمور حصدت نتائجها عندما رأيت أبنائي ناجحين، وحققوا كل الأحلام ولكن الجميع تناسى أنني إنسانة، ومن حقي أن أتنفس خارج نطاق الأسرة وقيودها وقوانينها، كنت كلما رأيت نفسي بحاجة إلى بعض التنفس وأثناء غيابهم من المنزل أذهب إلى السوق لأشتري الخضار والفواكه واحتياجات المنزل والالتقاء ببعض الجارات نتبادل الأحاديث وسماع بعض الأخبار وأكثر زيارة ممكن أن أقوم بها (عزومة فنجان قهوة ع السريع)، لأنني أريد أن يأتي الجميع وكل متطلباتهم جاهزة وهكذا إلى أن أصبحت حياتي على نفس الروتين.
السيد عاطف أبو أمجد، موظف أكد أن هناك نوعاً من النساء يظلمن أنفسهن وهن راضيات وراغبات ظناً أنهن يعملن على تأدية واجبهن، هذا ما رآه في زوجته حيث قال: كل يوم أذهب إلى دوامي وأترك زوجتي غير العاملة في المنزل تصول وتجول، وتعمل طوال الوقت لدرجة أنها حبست نفسها وأنفاسها داخل المنزل، وهذا الوضع يزعجني جداً أحاول إخراجها من الروتين واصطحابها إلى الحدائق والمطاعم أو لزيارة الأقارب، ودائماً حجتها ليس عندي وقت، لذلك فأولادي وبيتي أهم ( اذهب أنت واتركني أنهي أعمالي)، لاحظت في هذه الفترة كأنها تبحث عن أشياء تريد التنفس من خلالها ولم تستطع ولا تريد الاعتراف من أجل مساعدتها، لهذا أساعدها كلما أتاحت لي الفرصة ولا أنتظر منها السؤال.
السيدة ازدهار: حياتي تختلف عن حياة المرأة العاملة، صحيح أنها تبذل جهداً أكبر داخل وخارج المنزل إلا أنها تعيش حياة اجتماعية مختلفة، وتستطيع التعايش مع المجتمع والسيطرة على أمورها فهي تتعلم من مواقف وحياة الآخرين، تزوجت منذ عشر سنوات، وظننت أنني مسؤولة عن كل شيء في المنزل وتتالت الأيام والشهور، وهكذا لم أجد نفسي إلا في المنزل وتدريس الأطفال وتأمين طلبات زوجي ونسيت نفسي في عجقة الحياة، والجميع راضٍ ولم يهتموا لي ولم يبذلوا جهداً في مساعدتي، وكان تنفسي الوحيد على الشرفة أنا وجارتي نتحدث ونتناقش في الأمور العائلية وماذا ستطبخين؟ هذه حياة المرأة التي لا تعمل تكرس حياتها لغيرها، وتنسى أن من حقها أن تعيش، ولكن الذي يعوض شقائي وتعبي رؤية أبنائي متفوقين، فهذا هو الثناء والنجاح الذي حصلت عليه لقد ملأت بهم كل الفراغ والسلبيات في حياتي.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار