الطفل الوحيد.. تربيته بلا شروط ودفاتر حساب

العـــــدد 9456

الإثنين 28 تشرين الأول 2019

 

لقد اكتفى كل زوجين اليوم بطفل وحيد فيه كل الأماني ومعه كل الأحلام، فلطالما انتظراه بفارغ الصبر بعد أن قصدا عيادات الأطباء لتوقف الأمل ونبض القلب، وتوقفا عند إرشادات الأهل وتجارب القريبين والبعيدين، وكان النقاش فيه شائكاً، ليأتي وحيدهما وتبدأ التحديات في تربيته والمسؤوليات، فكيف لنا أن نربيه على الصحيح والسليم؟
ختام بدور، علم اجتماع أشارت إلى صفات الطفل الوحيد فقال : إن افتقاده للإخوة يجعله متعلقاً بوالديه ويدفعه للأنانية والاتكالية، وإحساسه بالوحدة يوقعه في شرك الغيرة والانطوائية وكثيراً ما يكون التخريب والعبث شغلته ليجذب انتباه الجميع إليه.
إن الدلال والمبالغة بمكافأته والتشديد على الاحتفال بأعياد ميلاده وغيرها من المناسبات، وغياب الحساب ليكون عنده كل شيء مسموحاً وليس ممنوعاُ لديه، لذلك من الواجب عليك سيدتي ألا تبالغي بدلاله ويكون له بحدود، والفضل أن تكوني قريبة وصديقة لتحمليه المسؤولية ولا تتهاوني معه في كل أموره وسبل حياته، ولا تحققي له كل ما يرغب ويطلب ليشعر بقيم الأشياء فلا يصطدم بالحياة فالدينا لا تعطينا كل ما نريده، ادفعيه ليقوم بواجباته ولا تعفيه منها، كما لك أن تجيبي على كل أسئلته، واقضي معه وقتاً كافياً وممتعاً فذلك يشبعه بالحنان والحب ويشعره بالأمان، وفري له فرص اختيار الأصدقاء والمشاركة بالأنشطة والاختلاط، علميه أن يكون صديقاً جيداً ووفياً، اتركيه يلعب ولا تخافي عليه ليكون كغيره من الأولاد ويختار الحياة التي يحبها، وإذا كان الأقرباء والأصدقاء يدللانه فلا يكون في أمرك إحراج واطلبي تركه لنفسه، وليس له أن يكون طفلك المعجزة فقد تكون لديه اهتماماته وهواياته، كما عليك أن تتركيه يعيش سنوات حياته ومراحل نموه وتطوره.

هدى سلوم 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار