أمير الحسن.. الفـــن حكـــاية ألـــم

العدد: 9455

الأحد: 27-10-2019

 

 

من قرية صغيرة تقع في جبال القدموس تدعى (المقرمدة) نشأ وتربى وأكمل دراسته في مدارس دمشق بحكم عمل والده، ومنذ طفولته كان محباً للفن، موهوباً بالرسم، عاشقاً للموسيقا والغناء، وفي سن الرابعة عشر بدأت موهبته تتجسد في لوحات رسم بالخط العربي، ولوحات من الحجارة الطبيعية ذات ألوان طبيعية تعلمها باجتهاده معتمداً على الموهبة والفطرة وكان يحصل على مردود مادي جعله يولي الاهتمام بفطرته الفنية.

عاش في أسرة متوسطة الدخل، الأب عامل كادح بالكاد يأتي بقوت اليوم للعيش بكرامة، ورث منه التصميم والإرادة والصدق والأمانة.
أمير عيسى الحسن، العمر ٣٩عاماً، لا ينتسب إلى أي مدرسة فنية والمدرسة الحقيقية للوحاته الحرية في التعبير.
لا يتقيد بمدرسة أو نمط فني محدد ويقوم بالتعامل مع كل الانماط وكل مدارس الفن،
لم يتبق من أفراد عائلته أي شخص للأسف فقد توفوا جميعاً، يتحدث عن تجربته الفنية، في البداية يقول: القوة والإرادة زاد الفقير للحياة والشرف والكرامة هدف لا نساوم عليه، تطوعت في القوات الرديفة، في عام ٢٠١٢ التحقت بالقوات الرديفة وكان لي شرف أن أروي ولو بقطرات من دمائي تراب بلادي.

في عام ٢٠١٤ وأثناء القيام بمهمه لتحرير بعض الأبنية من رجس الإرهاب في منطقه جوبر في ريف دمشق وبعد حصار دام ٥ أيام تعرضت للإصابة أثناء التسلل على السلالم قام أحد المسلحين من منطقه قريبة برشقي بعدة طلقات، كانت إحداها قد اخترقت مفصل يدي اليسرى وتسببت بتفتيت المفصل وقطع العصب الزندي والحمد لله، نقلت بعدها إلى مشفى العباسيين لإجراء العمل الجراحي وتوالت السنين وإلى هذا اليوم لازلت أقوم بإجراء عمليات جراحية، ولتاريخ الآن قمت ب ٨ عمليات جراحية وحصلت على نسبة عجز ٤٠ بالمئة وإصابة حرب حركي بمفصل يدي بنسبه ٣٥ بالمئة إضافة إلى بتر إصبع خامس وتوقف الإصبع الرابع بسبب الأذية العصبية وبقيت ثلاثة أصابع لا تعمل بالشكل المطلوب.
الفن حكاية ألم
بداياتي كانت عام ٢٠٠٣ كنت أقوم برسم اللوحات وبيعها وقد جذبتني لوحات من الفسيفساء، تعلمت بمفردي تقنية الرسم بالرمل وقررت أن أخوض هذه التجربة
معتمداً على موهبتي الفطرية واجتهادي حتى برعت بلوحات الفسيفساء والرمل وأصبحت أعمالي معروفة لدى الكثيرين ومقتناة في قبرص وأوكرانيا وروسيا
وأعمل حالياً في مجال الديكور ورسم القليل من اللوحات بسبب الوضع المادي بعد ما خسرته بسبب الحرب أما بالنسبة للوحات الرمل فهذه من ابتكاري وفي سورية قليلون من يقومون برسمها حلمي تأثر خلال الحرب.

طبعاً وكنت على وشك أن أصنع أكبر لوحه فسيفساء في العالم أتحدث بها عن سورية من ٩٠٠٠ عام عن حضارتها والآثار وكل محافظة على حدة بآثارها وتطورها
بالإضافة إلى أقدم ٦مساجد و ٩كنائس في العالم في سوريه وأول زورق وأول أبجدية في سورية، كل هذه التفاصيل والكثير كنت أحلم أن أجسدها بعمل عالمي أرفع به اسم بلادي عالياً.
جرحي وسام أعتز به وما هو إلا شيء قليل أمام أرواح شهدائنا الأبرار رحمة الله عليهم، والفن رسالة ستصل يوماً مع العلم أن الفن لم يأخذ حقه منذ العصور القديمة
وكلنا يعرف أن كبار الفنانين مثل بيكاسو أو ليوناردو دافينشي أو رينه وغيرهم الكثير لم يحصلوا على الشهرة ولم تلمع أسماؤهم إلا بعد رحيلهم واليوم الفن روح حاضرة في حياتنا وستصل رسالة الفن يوماً كما يتمناها كل فنان وبذات الإحساس،
أما عن علاقتي بالمرأة أرى في المرأة الحياة والأمل والحنان، فهي الأم والأخت والصديقة والزوجة وهي عتاد الرجل وهي السند.
طموحي أن أنجز أكبر لوحه في العالم أتحدث بها عن سورية مهد الحضارة، وأمنياتي كجريح قوات رديفة أن نلقى القليل من الاهتمام والدعم كرفاقنا في الجيش العربي السوري فنحن نحارب الإرهاب وننزف الدماء ونستشهد ولكن حقوقنا قيد الدراسة بلا أمل.
في الختام، أشكر لفتتكم الكريمة على هذا اللقاء الشيق للإضاءة على واقع الجرحى
وأوجه تحية لقائد الوطن السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد وتحية للجيش العربي السوري والقوات الرديفة وكل إنسان شريف في هذا البلد يقوم بواجبه ويدافع عن بلاده بعمله.

زينة هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار