الثقافات ترتقي بلمساتها الإنسانية

العدد: 9455

الأحد: 27-10-2019

 

موضوع تعريف الفن شغل مؤلفه هربرت ريد في طبعة جديدة مترجمة، منذ فجر التفكير الإنساني، ومهما يكن تعريف الفن، «فهو كائن في كلّ ما نصنعه لإمتاع حواسنا، إنّ الشكل هو الهيئة التي يتخذها العمل الفني، ولا فرق في ذلك بين البناء المعماري أو التمثال أو الصورة أو القصيدة أو المعزوفة، فجميع هذه الأشياء تتخذ شكلاً معيناً خاصاً، وهذا الشكل هو هيئة العمل الفني، غير أنّ اتخاذ العمل الفني لهذا الشكل إنما يتم عن طريق شخص معين هو من نسميّه الفنان، والفنانون أنواع ودرجات ولكنهم جميعاً يعطون شكلاً خاصاً لشيء ما».
لم تكن الفنون سوى إفرازات لمجتمع ما بكل ما يتمتع من قيم أخلاقية وانعكاس للواقع الذي يعيشه عموم الناس وهي مرآة الشعوب منذ بدء الخليقة، لا يمكن القول إن العلاقة بين الفنون ومجمل القيم علاقة عكسية وإنما هي علاقة تبادلية وتجسيد حي لها، بالفن تحيا الشعوب ،فهي أداة تفاهم غير لغوية فليس بالضرورة أن تكون ملماً باللغة المحكية لهذا البلد أو غيره لكن بإمكانك فهم فن هذا الإنسان، نطرب لموسيقا غريبة عن لهجاتنا ونستمتع للوحة فنان عالمي ونقرأ ترجمات الشعوب، ونقف مطولاً عند صورة ملتقطة .لذلك فإن دور الفن سواء أكان تشكيلياً أو غناء أو دراما أو شعراً هو التأثير بالآخر ،فالثقافات ترتقي بلمساتها الإنسانية ومدى تأثيرها بالناس ينطفئ نار الإبداع ويتوقف الإلهام عند المبدعين عندما لا يكون لديهم القدرة على تطويع الفن برسائل فنية إبداعية.

 نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار