العودة إلى الطبيعة هل تعود النباتات الطبيعية لتتربع على عرش العلاج؟

العدد: 9453

الأربعاء:23-10-2019

على الرغم من رفض البعض للعلاج بالأعشاب والنباتات الطبية إلا أننا نجد أنفسنا وباللاشعور نلجأ للنعنع والبابونج واليانسون وغيرها لنحصل على نتائج ترضينا ولكن لم نقبلها في حالات ونرفضها في أخرى؟ وهل هي فعالة حقاً؟

الوحدة التقت بعض المختصين في هذا المجال وكانت لنا الحوارات الآتية:
خبيرة الأعشاب الطبية إلهام بشارة بدأت بتعريف الطب البديل بأنه ما يعالج الشعر والبشرة والجسم وقد وصلت نتائجه الإيجابية إلى ٧٠% ولكن هناك حالات مرضية لا يمكن التدخل بها، بالمقابل هناك من ٧٠-٨٠% من الحالات يمكن فيها الاستغناء عن الطب، ولكن مشكلة أغلب الناس هي رغبتهم في الحصول على نتائج سريعة وعدم قدرتهم على الصبر، فمثلاً في مجال التجميل كالبوتكس يمكن الاستغناء عنه عن طريق استخدام كريم مصنوع من كافيار البحر ونسبة الحصول على النتيجة المطلوبة ٨٠% عدا عن الفرق الكبير بالتكاليف، وعن بداية اهتمامها بالطب البديل قالت: كانت البداية منذ الصغر حيث كانت هناك قصة حب بيني وبين الأعشاب ثم شاءت الظروف وأصبت بعمر مبكر بفتق نواة لبية في الظهر (الديسك) وأجمع الأطباء على ضرورة القيام بعمل جراحي لكني رفضت إجراء العملية ولجأت إلى المعالجة الفيزيائية وبعدها تعلمت علاج الديسك بالرياضة والأعشاب، وكان أستاذي الدكتور أنيس خوري (رحمه الله) وتوفي بعمر ١٠٩ أعوام بسبب اعتماده على القريص والخبيزة مع العلم أنه كان لديه بطارية موجودة في قلبه لكن اعتماده على الطبيعة جعله أكثر صحة وقوة.
وأشارت لكل حالة مرضية ما يناسبها فمثلاً القريص الذي يعيد الكوليستيرول ويرفع الحديد أقوم بتقطيره بواسطة آلة خاصة للحصول على الزيت كذلك بالنسبة للخبيزة التي تعالج الالتهابات، فأساس العمل بالطب البديل هو معرفة فوائد كل عشبة، وعند سؤالنا عن كيفية الحصول على بعض الأعشاب البحرية قالت: أتفق مع بعض الصيادين للحصول على الكافيار ومحار البحر والأعشاب البحرية، وهذا له دور في وضع سعر الكريم فإذا فرضنا أن سعر القريدس ٥٠٠٠ ليرة من الصياد سنرى كمية الكريم التي يمكننا صنعه من خلاله وعلى هذا الأساس يتم التسعير مع إضافة نسبة ربح بسيطة، ولتبقى هذه النسبة بسيطة قمت بزراعة بعض الأعشاب كالورد الجوري الذي يصنع منه زيت الجوري وكريم الورد بالإضافة لصابون الورد، وعند سؤالها عن قيام الفتيات بصنع بعض الكريمات نوهت إلى بعض الأخطاء التي تقع فيها الفتيات كنبات الأوليفيرا مثلاً يخرج مادة صفراء عند قطفه وهي ضارة بالبشرة لأن النبات يفرزها كوسيلة دفاع عن نفسه لذا يجب قطفها وتركها لمدة ٢٤ ساعة أو إزالة الجل واستخدامه كذلك الأمر لمن يستخدمون مثلاً الليمون دون معرفتهم إن كان يناسب بشرتهم أم لا، وفي الختام قالت: وجدت الأعشاب للإنسان والحيوان وهي هبة من الله عز وجل خلقها لتكون دواء فلكل داء دواء، لذا ندعو للعودة إلى الطبيعة فأجدادنا عاشوا بالاعتماد على الأعشاب وكانوا يتمتعون بصحة جيدة وهذا دليل على صحة كلامنا.
وبدورها قالت السيدة فريال علي وهي صاحبة إحدى المحال التجارية التي تبيع المنتجات الطبيعية: هناك زيوت مستخلصة من المادة الطبيعية الأصلية سواء من الكريمات والشامبو والصابون حيث يؤخذ القسم الفعال من النبات كالجذر أو الأوراق أو الثمار، وتابعت: قديماً كان الناس يعتمدون على الطبيعة وكانوا أكثر صحة وجمالاً أما اليوم فقد كثرت الأمراض والمشاكل الصحية وفي عودة العديد من الناس إلى المنتجات الطبيعية حيث أن هناك إقبالاً كبيراً ومستفيدين كثر ومن أكثر المنتجات طلباً هي زيوت تقوية الشعر ومنع تساقطه وقد استفاد منها الناس بشكل كبير أيضاً هناك ما هو علاجي للأكزيما والبواسير وبالطبع كلها منتجات طبيعية بالإضافة إلى المنتجات التجميلية والتي يتم تركيبها بإشراف دكتور وعن الأسعار فقد قالت: الأسعار مناسبة للجميع مقارنة بأسعار الكريمات ذات الماركات العالمية وخاصة أنها باهظة الثمن وأغلب الناس لا يستطيعون شراءها وأشارت هناك أحد الزبائن تقوم بعلاج الناس عن طريق الزيوت وهي تتعامل معنا بشكل دائم وتشتري الزيوت بكميات كبيرة وعندما سألتها عن النتائج التي يحصل عليها الناس قالت إن معظم الناس يحصلون على نتائج مرضية والدليل على ذلك هي عودتهم أو إرسال أشخاص يعرفونهم ومن الزيوت التي تستخدمها زيت البركة والكركم والزنجبيل والعسل.
وفي استطلاع للوحدة قالت السيدة جيداء نعمان أنها ومن بعد تجربة شخصية باتت تشجع الطب البديل فبعد معاناة من التصبغات على الوجه حصلت على نتائج مرضية حيث اختفت بنسبة ٧٠% و لكن لابد من الانتظار والصبر باستخدام المنتجات الطبيعية فأنا حصلت على هذه النتائج بعد عامين من العلاج.
فيما قالت مها جديد: رغم معرفتي أن مستحضرات الطب البديل تستخرج من الأعشاب الطبيعية والمكملات النباتية ومعرفتي بقلة تأثيراتها الجانبية، إلا أنني أفضل استخدام الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب والالتزام الدقيق به، وخاصة أن هذه المستحضرات لا تخضع للرقابة وعدم تبني مصنعيها لبحوث ودراسات علمية دقيقة لإثبات كفاءة المستحضر من عدمه وتوضيح أخطاره وفوائده بشكل موثوق لاسيما في مجتمعاتنا حيث يختلط كل هذا مع معدومي الضمير وراغبي الكسب السريع.

 

أما العم أبو علي فقال كنت أعاني من انقراص فقرات (الديسك) في الظهر ووصلت لمراحل كنت أعجز فيها عن الوقوف وفي أحد الأيام جاء أحد أقربائنا ومعه عشبة قام بطحنها ووضعها على ظهري بعد إضافة الزيت، صحيح أنها تؤلم عند وضعها لأنها كالحرق تماماً لكنني والحمد الله بعدها شعرت بفرق كبير، لذا ومن بعد هذه التجربة أقول بالتأكيد لم يخلق الله شيئاً إلا وله فائدة والنباتات الموجودة لم تخلق إلا لما فيه خير لنا ولكن علينا البحث لمعرفة فوائدها وعلى كافة الأحوال فهي إن لم تنفع فلن يكون فيها ضرر.
وبدورها تقول هيفاء علي: الأعشاب الطبية ذكرت بكتب دينية لها قيمتها لذا يجب استخدمها طبعاً بعقل لأنها بالتأكيد أفضل من الأدوية، أما فيما يخص كريمات التجميل والعناية بالوجه أو مثلاً تأخير التقدم بالعمر فمن وجهة نظري هي (كمن متل يتعلق بقشة) لأن الوراثة والظرف المعيشي والطعام لها دور كبير في ذلك، أما العادات المتوارثة كاستخدام المليسة للمغص و الزوفا للسعال والبابونج لنوبات التحسس.
وتؤكد دعاء غانم بعد تجربة مريرة مع ابنها أن بعض الوصفات الطبيعية ذات فائدة كبيرة وقد تتفوق على الدواء وخاصة بعد فقدان الأدوية للمادة الفعالة، تتابع حديثها قائلة بدأت معاناتي مع ابني عندما كان عمره سنتين تقريباً حيث بات السعال رفيق كل أوقاته ولجأنا لعدة أطباء لكن لا فائدة ترجى وبدأ بجلسات الرذاذ لكنها للأسف باءت بالفشل، وعندما بدأنا نيأس وصف لنا أحدهم وصفة طبيعية مكونة من العسل وحبة البركة والبصل وبالفعل كانت الدواء الذي فيه الشفاء بعد معاناة كبيرة ومصاريف أكبر.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار