العدد: 9453
الأربعاء:23-10-2019
مزرعة بمثابة قرية لم يتجاوز بيوتها أصابع اليد الواحدة، ومن بين هذه البيوت بيتان من الطراز القديم حجر و(لبن) ولا زالت محافظة على تراثها الأصيل والقديم، سكانها من المزارعين البسيطين المتشبثين بأراضيهم، تحس بأنها ربطت بسلاسل وسلال لتتوضع بين جبال تكسوها أشجار الزيتون والطبيعة الساحرة المتنوعة بين غابات وأشجار من مختلف الأنواع، اسم القرية اللتيتين هجرها أغلب أهلها نتيجة سوء خدماتها ولم يبقى منهم سوى العشرات، تتبع كخدمات إلى ناحية برمانة المشايخ في الشيخ بدر وقد تبعت حديثاً إلى بلدية الصوراني المحدثة كما إنها تتبع إلى نفوس ناحية حمام واصل في ريف القدموس، وما بين نفوس حمام واصل وخدمات الصوراني تقف هذه المزرعة مكتوفة الأيادي لتبقى كل الوعود التي وعدت بها بالخدمات حبراً على ورق من خلال المراسلات لتعبيد الطريق الذي يصلح السير به للرعاة لرعي قطيعهم أكثر منه للمواطنين وساكنو هذه القرية، طريق قد شق ورصف بالحجارة من خلال المعسكرات الإنتاجية التي قامت بها معسكرات الشبيبة منذ تسعينيات القرن الماضي، ولا زال هذا الطريق الذي يطول لمسافة ثلاثة كيلو مترات على وضعه السابق دون لحظه بالتعبيد ليصبح حاله يرثى لها في الوصول للمزرعة من اتجاه حمام واصل وحتى الطريق (القشق) الذي يربطها بأقرب قرية (بسطريام) باتجاه بلدية الصوراني لا يمكن السير عليه لا من خلال دراجة أو واسطة نقل، وحتى إن طريق حمام واصل بحاجة لعبارة مرور مياه التي تعيق مرور سكان هذه القرية شتاء الذين بالأساس يعانون من الطريق صيفاً، لقد أنهكتهم الوعود التي ملّ منها الأهالي دون تحريك ساكن، وذكر لنا السيد إبراهيم محمود من قاطني هذه القرية إنه هناك كتاب رسمي بتعبيد الطريق بطول 3 كم وقد تم رصد تمويله بكلفة 50 مليون ليرة سورية على أن يكون التنفيذ 2019 ونحن في نهاية العام ولم ينفذ بحجة أنه لا توجد إمكانية وسوف يدرج بالخطط القادمة في حال كان هناك إمكانية.
ذكرت لنا السيدة أم محمد أكبر أبناء القرية سناً بأنه ليتها تستطيع تحميل الطريق بين كفيها والذهاب به إلى المحافظة لكي يشاهد المسؤولون في المحافظة سوء الطريق والمعاناة التي يعانون منها كما فعلت في منتصف التسعينيات عندما أخذت (بصبوص الإنارة) ووضعته بين أيادي المسؤولين ومن بعدها تم تمديد شبكة الكهرباء إلى القرية، ولصعوبة ووعورة الطريق وبعدها وانطوائيتها يتم أخذ تأشيرة عدادات الكهرباء من خلال الاتصال عبر (الجوال ) كما يدفعون أجور نظافة مع فاتورة الكهرباء وعلى الأغلب موظفو البلدية (النظافة) لا يعرفون أين تقع هذه القرية، والقرية بحاجة إلى شبكة اتصال رغم تجربة أهل القرية المريرة مع الهواتف من خلال البث الضوئي من ناحية حمام واصل وتم إلغاؤه نتيجة كثرة الأعطال بانقطاع الكهرباء أو نتيجة الصواعق في المنطقة.
وأما بالنسبة لواقع المياه فهو ليس بعيد عن واقع الكهرباء، يوجد في القرية نبع ماء وقد مد أهل القرية خرطوم بطول 350 متراً على نفقتهم لكي تصل المياه لمنازلهم وهم بحاجة لمد قساطل رئيسية وأساسية من شبكة المياه العامة لخوف أهل القرية من شح الأمطار التي تغذي النبع ، فهل تتحرك الجهات المعنية لتلبية مطالب خدمات هذه القرية، ورغم سوء الخدمات في القرية ما أن تزورها حتى تتمنى أن تبقى بداخلها لجمال طبيعتها في حضن الطبيعة..
عادل حبيب