آلاف الدونمـــــات الزراعيـــة والحراجيـــة ضحيتهـــــا.. حصر الأضرار هل أقفل ملفّ الحرائق هذا العام؟

رقــم العــدد 9452
الثلاثــــاء 22 تشرين الأول 2019

أتت الحرائق الأخيرة التي شهدتها محافظة اللاذقية اعتباراً من 13 تشرين الأول 2019 على (1300) دونم زراعي وحوالي (300) هكتار حراجي، وفي طرطوس أتت الحرائق على حوالي 1600- 1700دونم من الأراضي الزراعية والحراجية وذلك على مدى 3 أيام استنفرت خلالها كل الدوائر والشركات المختلفة عبر مؤازرتها لعناصر الإطفاء والدفاع المدني والزراعة بالآليات المتوفرة وصهاريج المياه لتكون الحصيلة الأخيرة مادية فقط وكبيرة، وسنحاول في هذا الملفّ أن نلمّ بهذه الحرائق وما تركته خلفها من سواد ومآسٍ
شارك في إخماد هذه الحرائق آليات ومعدات هندسية من داخل وخارج المحافظة، حيث شارك من مديرية زراعة اللاذقية (33) إطفائية، و(3) صهاريج تغذية، و(14) جراراً مزوداً بمقطورة إطفاء، و(17) فرقة عمال حرائق، و(8) بلدوزرات، و(3) تركسات، إضافة لصهريج تزويد بالمازوت وناقلة من مشروع التنمية الزراعية ونقطتا لودر، وشاركت أيضاً (5) إطفائيات من الدفاع المدني، و(7) إطفائيات من فوج الإطفاء إضافة إلى صهاريج تغذية بالمياه من مديرية الخدمات الفنية، وشارك من خارج المحافظة (10) إطفائيات..
الخسائر المادية كانت كبيرة جداً، إضافة إلى ارتقاء شهيدين، وإصابة (8) عمال إطفاء إصابات مختلفة..

ضبوط ولكن!

أعلن عن تنظيم (17) ضبطاً في محافظة طرطوس بحق من قام بحرق أعشاب، الأمر الذي تسبب باندلاع مزيد من الحرائق وامتدادها لمساحات أوسع، كما نظم (39) ضبطاً في اللاذقية، وضبط واحد في حمص، وتم إعطاء الأوامر للتوسع بالتحقيق مع الموقوفين لمعرفة أسباب الحرائق.
جميل، لكن كلّ محامٍ يطلب الأخذ بالأسباب الموجبة لتخفيف الأحكام يجب أن يُمنع من مزاولة المهنة لأن الجرائم كانت كبيرة جداً..

التعويــض.. هــل نحســبها جيــداً؟

هناك مطالبات بالتعويض على المتضررين، وهذه هي عادة (الأم) التي تنفخ على الجرح وتداريه، ولكن وقبل أن نطلق العنان لعواطفنا هل نحكّم عقلنا ونمنع هذا التعويض عن كلّ شخص عارض ولو منذ عشرين عاماً شقّ طريق زراعي أو حراجي، فدخل هذه الأيام مسبباً أساسياً في هذه الحرائق؟
لو نحسبها بشكل صحيح كم كلّفت كلّ شجرة بدءاً من زراعتها ووصولاً إلى إطفائها فنعرف كم كان إثم من عارض أو سيعارض شقّ الطرق الزراعية!

فـــي أقـــرب فرصـــة..

يستحق رجال الإطفاء الذين بقوا عدة أيام متواصلة دون نوم، وقاموا بعمل كبير وبذلوا جهوداً جبّارة كلّ تكريم..
ننتظر أن تنظم محافظتا اللاذقية وطرطوس حفلي تكريم لهؤلاء الرجال الأشداء الذين وقفوا بوجه النار معرّضين حياتهم للخطر من أجل الدفاع عن الناس وأرزاقهم، ولن يختلف أحد على أحقيتهم بتكريم مادي سخيّ وقبل أن يجفّ عرقهم.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار