لماذا لا نتعلم من أخطاء وتجارب الأعوام السابقة ؟

العدد: 9451

الاثنين: 21-10-2019

 

أخطاء ومشكلات تتكرر كل عام واللامبالاة، ويبدو أننا كمواطنين ومسؤولين لا نفكر سوى بالساعة التي نعيشها ولا نتعلم من التجارب العملية ولا نستفيد من أخطاء الماضي لتعود وتتكرر ذات الأخطاء، وكأن شيئاً لم يحدث، منذ عقود من الزمن لا تزال المشكلات التسويقية والتربوية والخدمية والاقتصادية وحتى البيئة والتنظيمية تتكرر بشكل أزمات تأخذ بعض الضجيج وليس الاهتمام في حينها ثم يخبو دخان ذلك الضجيج لتستمر المشكلة دون حل جذري وفي أحسن الأحوال يتم إيجاد حل مؤقت وسريع اشبه ما يكون بإعطاء مريض تمّ تشخيص حالته الصحية أنها متردية حبة مسكن والجميع يعلم أن هدوءه لا يعني أنه شفي أو أن المرض قد زال.

نأخذ على سبيل المثال الحرائق التي التهمت الأخضر واليابس وأتت في طريقها على شهيدين وعدد من الجرحى ناهيك عن الأضرار والخسائر والآثار السلبية الأخرى على أكثر من صعيد، هنا نقف لنتساءل هل فاجئنا الحريق أو مسبباته هل هي المرة الأولى أو حتى الثانية أو.. المشكلة أو الظاهرة عمرها سنوات وتتكرر تقريباً كل عام وعندما يحدث الحريق تستنفر جميع الجهات المعنية وتتضافر الجهود ولإطفاء الحريق وحصره والحد من خسائره ولكن السؤال الأهم لماذا لا تستمر جهود هؤلاء جميعاً بعد إطفاء الحريق ويتم العمل بجدية على تفادي الأخطاء والمسببات والجميع يعلم الأسباب والأخطاء ويمكنه الحديث عنها مطولاً ولكن عملياً لا شيء يحدث، وهنا لابد من نقل آراء عدد من المواطنين البسطاء الذين أكدوا أنهم على استعداد للمساهمة حتى المادية في شراء وتجهيزات تساعد على إطفاء الحريق في حال حدوثه وهنا يدخل الفضول قليلاً ليدفعنا للحساب ماذا لو تبرع كل مواطن بليرة سورية واحدة لهذه الغاية وعلى مدى بضعة أعوام كيف ستكون النتائج، تساؤلات كثيرة ومشروعة نأتي عليها باقتضاب ولا ندخل في التفاصيل التي يعلمها الصغير والكبير أنه ثمة العديد من علامات الاستفهام حول حالة اللامبالاة التي تقود الكثير من القضايا الحيوية والهامة، لدرجة يشعر المواطن أنه خارج حسابات واهتمامات المسؤول كما نشعر نحن الإعلاميين أنه لا جدوى من البحث والتقصي والإشارة تلميحاً أو تصريحاً حول أية قضية أو مشكلة لأن المسألة لن تتعدى حدود الورق والفضاء الالكتروني والرد في أحسن الأحوال، ولكن على أرض الواقع قلما يتغير شيء.

ليست الحرائق وحدها
ولا شك أن الحرائق ليست المثال الوحيد ماذا عن المنطقة الصناعية التي مضى على البدء بها ثلاثة عقود ونيف ولا تزال محال النجارة الحدادة والألمنيوم وغيرها الكثير من المهن المزعجة والمقلقة للراحة تقبع في وسط المدينة وفي الأحياء السكنية.
ماذا عن المصارف المطرية التي تغفل بلدية اللاذقية عن تعزيلها قبل بدء الأمطار وكأن الأمطار هي التي تأتي في غير موعدها علماً أن الجميع يعلم أن الأمطار قادمة والفتحات المطرية تحتاج إلى تعزيل وليس مهماً البحيرات التي تتشكل أمام المارة والسيارات وليس مهماً الأضرار التي تنجم عن هذا الإهمال والطاقة أن ذات الحالة تتكرر كل عام، واقع الطرق وسوء الأرصفة، مخالفات البناء، المخطط التنظيمي وضع الحدائق العامة، النظافة عموماً البرغش، الذباب، الفئران التي تسرح وتمرح في الحارات والأزقة، إشغالات الأرصفة، المشاريع الاستثمارية على الكورنيش الجنوبي حتى المقابر تشكو سوء حالها وتحتاج إلى نظرة اهتمام وكل ما سبق ذكره ليست مشكلات وليدة الساعة أو اليوم وإنما عمرها سنوات وفي كل عام يتم ترحيلها إلى العام الذي بعده محملة بالوعود والتمنيات، وهكذا دواليك إذا ما انتقلنا إلى القضايا التربوية والمطالبات الكثيرة بتغيير المناهج وحالة عدم الرضا العامة ماذا كانت النتائج، ظاهرة الدروس الخصوصية وإصدار قرارات المنع وكفى، الندوات المدرسية.
وبالانتقال إلى الفوضى السعرية وغياب الرقابة الصحية على المنتجات الغذائية والغش الذي طال ويطول كل شيء بدءاً من رغيف الخبز وليس انتهاء بالتجهيزات الكهربائية ومواد البناء، ناهيك عن مشكلات تتعلق بالتسويق ففي كل عام يتم عقد الندوات والاجتماعات لبحث آلية تسويق الحمضيات أو التفاح أو الزيتون وزيته وغيرها من المنتجات التي يفترض أن تكون رافعة اقتصادية، ولا شك أنه لو صدقت النوايا والأفعال والعمل الجاد لوجدت هذه المنتجات طريقها إلى الأسواق الخارجية على وضعها أن بعد تصنيعها.
لا شيء
الازدحام على أفران الخبز ظاهرة تستحق التوقف والدراسة والبحث و إيجاد الحلول وهي الأخرى عمرها سنوات ولا حل في الأفق رغم كل هذا الزمن، شواطئنا تئن ولا جديد على رمالها علماً أنها الأفضل على مستوى المنطقة، قانون الاستملاك وتحديداً استملاكات وزارة السياحة كم من الاجتماعات والمناقشات تمّ بشأنها ومنذ عقود من الزمن واللا شيء هو سيد الموقف.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار