تعليمات

العدد: 9449

الخميس :17-10-2019

عندما تُذكِّر الآخرين بوجود قرارات وتعليمات رسمية، مضى على صدورها فترة من الزمن، يقولون لك: (أكل الزمان عليها وشرب) أي أنها ماتت واندثرت، ولم تعد الحاجة لها ضرورية، أو أن المعنيون بها هم من أهملها وتجاهلها.

ففي عام الألفين على ما أتذكر صدرت تعليمات عن رئاسة مجلس الوزراء، تم تعميمها عن طريق التسلسل إلى السادة المديرين ومن في حكمهم، في مؤسسات الدولة ومديرياتها، لتحديد يوم من أيام الأسبوع يتم فيه استقبال المراجعين من المواطنين في مكاتبهم، والاستماع إليهم، ومعالجة مشاكلهم العالقة بسرعة، وتوفير الوقت والجهد ومنعاً للاستغلال، من أجل كبح جماح البيروقراطية التي كانت وما زالت متفشية في مؤسساتنا الرسمية.
البيروقراطي: هو الموظف الذي يؤدي عمله بطريقة روتينية جامدة.
البيروقراطيون: هم الذين يقومون بتطبيق القوانين والأنظمة حسب السلم الإداري، والتي تتسم بالبطء في التنفيذ، مما يؤدي إلى عرقلة السير الطبيعي لشؤون المواطنين (البيروقراطية تعني حكم المكاتب) خلال تلك الفترة شاهدنا الالتزام على أكمله، حيث تم وضع لوحات كرتونية على أبواب المكاتب تحمل عبارات فيها كل الالتزام من حيث الشكل فقط أي أنها(رفع عتب) كما يُقال، لأن الكثير منهم كان يتواجد طيلة أيام الأسبوع إلا في اليوم المحدد لاستقبال المراجعين، ففي ذلك اليوم كان يترك باب مكتبه مفتوحاً على مصراعيه ويغادر، ويكلف أحد الأشخاص من ذوي الباع الطويل في الأخذ والرد، حلو اللسان، له خبرة في مجال الاستقبال والتبرير وإرضاء المراجعين على مبدأ (لاقيني ولا تطعميني) فيختلق الحجج والأعذار، بان السيد المسؤول مطلوب للاجتماع مع جهات عليا وسيعود بعد قليل( وع الوعد يا كمون).
أما الآن وقد مضى على تلك التعليمات فترة طويلة والتي ما زالت تتحلى بروح القانون ولها فاعليتها نفسها ولم تصدر أية قرارات بإلغائها ولكن قد نسيها الجميع ولا حياة لمن تنادي بهذا الخصوص، ولو قمنا بجولة على بعض المديريات في أكثر المؤسسات الرسمية لشاهدنا الأبواب موصدة في وجوه المراجعين ومكتوب عليها بالخط العريض: تمنع المراجعات من أجل التوظيف، لا شواغر وظيفية والا اعتمادات مالية عند الإدارة فهل نعود ونستذكر تلك التعليمات حرصاً على مصلحة المواطن واحتراماً له، لأن المسؤول وُجِدَ من أجل خدمة ورعاية مصالح المواطنين.

حسن علان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار