الصنوبر جوهرة الساحل السوري

العدد: 9448

الأربعاء :16-10-2019

كما نشير دائماً إلى السلبيات والنصف الفارغ من الكأس لابد لنا أيضاً من الإشارة إلى الإيجابيات ولفت النظر إلى المشاريع التي تمّ تنفيذها في فترة زمنية بسيطة بعد تأجيل طويل وخاصة في منطقة حيوية تبدو كالقلب من الجسد متوسطة مدن اللاذقية وجبلة والقرداحة وهي قرى بلدية الصنوبر التي تبعد عن كل منها نحو الـ ١٠ كم والتي تحظى منذ الأزل بمقومات الجمال الثلاثة: ماء وخضرة ووجه حسن، فكل ما في هذه القرى يدعونا للتأمل والدهشة والإعجاب، من الأهالي الذين جسدوا قيم التعاون والعطاء، وقدموا أجمل الصور عن العمل الشعبي بالتعاون مع البلدية لتخديم قراهم بكل إمكانياتهم، إلى نهر الصنوبر الذي يخترق القرية، ويهبها الحياة، إلى جسر الصنوبر والذي يعتبر من معالم القرية المحاذية للبحر وعمره يتجاوز المائة عام والمبني بطريقة جميلة للغاية والواقع على الطريق الدولي الوحيد قبل التسعينات والذي كان صلة الوصل ما بين تركيا ولبنان والأردن عبر الأراضي السورية، وصولاً إلى شاطئها الذهبي الجميل الذي يتداخل مع غابات الصنوبر الكثيفة وبيارات الليمون في لوحة قل نظيرها على الشاطئ السوري.
إلا أن الصنوبر والقرى التابعة لها عانت فترة طويلة سابقة من الإهمال والتجاهل والنسيان إلى أن تحولت بعض الخدمات الموجودة فيها إلى آثار وبعضها كالصرف الصحي إلى نقمة على الأهالي والبيئة والأراضي الزراعية كافة، واستمر ذلك إلى أن أُحدثت البلدية الجديدة فيها مطلع هذا العام لتخدم أكثر من ٣٥ ألف نسمة على أرض الواقع بينما لا يتجاوز عددهم في بيانات أمانة السجل المدني خمسة آلاف نسمة.
وخلال الأشهر السابقة وبعد تأسيس البلدية شهدت هذه القرى حركة مشاريع نشيطة وخاصة على صعيد تنفيذ مشاريع الصرف الصحي الذي عانت من إشكالاته الويلات.

جريدة (الوحدة) قامت بزيارة ميدانية إلى بلدية الصنوبر والتقت فيها الأستاذ يامن حسن رئيس البلدية وهو الشاب النشيط الذي لا يكلّ ولا يملّ من المطالبات لتخديم قرى بلديته وتراه دائماً ما بين المحافظة والخدمات الفنية والكهرباء والمياه و . . . . وجهوده دائماً واضحة ومثمرة، وقد بدأ حديثه معرفاً بالبلدية التي أنشأت مطلع هذا العام وتخدم قرى الصنوبر، الخرنوبة، الحكيّم، الحكر، الشامية، برك شمسين، الناصرية، قرقص، نبع الشريف، البريكة، ويخترقها الأوتوستراد الدولي ويقسمها إلى نصفين، وتزيد المساحة المخدمة عن الـ٩٠٠ هكتار، مضيفاً أن المنطقة عقدة مواصلات بشكل عام، وتوسطها ما بين اللاذقية وجبلة والقرداحة يشجع على الاستثمار فيها، وقد لُحظ في قطاع البلدية منطقة صناعية في قرية الناصرية وهي حالياً قيد التصديق وستتم المباشرة بها بعد الانتهاء من دراسة الاعتراضات ومن المتوقع بدء العمل بها مطلع العام القادم، وهنا شاركنا الحديث مجموعة من المواطنين المراجعين للبلدية متسائلين لمَ لا يتم الاستثمار على شاطئ الصنوبر والذي يعتبر من أجمل الشواطئ في سورية مؤكدين بأن شاطئ وادي قنديل ليس أجمل من شاطئ الصنوبر فيما لو حظي بالاهتمام المطلوب مؤكدين أن افتتاحه للسياحة الشعبية سيعود بالفائدة على المنطقة بأكملها، وحول هذا الموضوع أجاب السيد يامن بأن مساحة شط بحر الصنوبر تزيد عن الـ٨٠٠ متر بطول ٣ كم مستملك من قبل السياحة والزراعة والموانئ، وجميعها تترك هذا الشط مهملاً بلا أدنى خدمات كالكهرباء والماء والطرق حيث الطريق المؤدي إليه أسوأ من السوء فيما تم فتح المجال أمام الناس لاستثمار شواطئ أقل جمالاً وأماناً بكثير منه وتقديم العديد من الخدمات لهم، ونحن ندعو للاستثمار على هذا الشاطئ الجميل بالتنسيق مع السياحة والقليل من الاهتمام بهذا الشاطئ يحول منطقتنا إلى قبلة للسياحة وخاصة أنه يتداخل مع غابات الصنوبر وأشجار الحمضيات في ميزة حصرية وحيدة لهذا الشاطئ ولكنه يفتقر إلى الطريق المعبد حيث أن الطريق المؤدي إليه طريق ترابي محفّر ومهمل حتى المزارعين الواقعة أراضيهم على جانبيه والذين كانوا ينتجون سابقاً أطناناً من الفستق أو البطاطا لخصوبة أراضيهم واختلاط تربتها برمال البحر هجروا أراضيهم لعدم قدرتهم على تخديمها ونقل محصولهم منها بسبب مساوئ الطريق، وأضاف: نتمنى وكل أهالي المنطقة أن تفتح مجالات وضعه في الاستثمار وأن يحظى بنصيب وحيّز من الاهتمام والدراسات خلال هذا العام لأنه فعلاً يستحق ويحوّل الصنوبر إلى جوهرة حقيقية يتوهج بريقها لينير كل الساحل السوري، وأما عن أهم المشاريع المنفذة خلال العام ٢٠١٩ فقد أشار حسن إلى اهتمام السيد المحافظ بالمنطقة ودعمه لها من خلال زياراته الميدانية وتتبع مراحل العمل في كل مشروع وقد أعطى توجيهاته بتلبية متطلبات أهل المنطقة حسب الإمكانيات وذلك نظراً لأهمية موقع قرى البلدية المحاذي للبحر ووجود عدة مؤسسات هامة منها الإسكان العسكري والأشغال العسكرية والمداجن والمباقر بالإضافة إلى أضخم شركات القطاع الخاص مثل مطحنة الجود وشركة سيريتل ومعمل تعبئة الحبوب ومعمل الأعلاف ومعمل الجونسن، وكانت أهم مطالب الأهالي الملحة إيلاء الاهتمام لشبكات الصرف الصحي المتخربة واستبدالها واستكمال تخديم بقية القرى ومن أهم المشاريع التي تم تنفيذها: مشروع صرف صحي في قرية برك شمسين بطول ٣٠٠٠ متر ونفذ بتخطيط متقن لتخديم كامل القرية حيث كان منفذاً فيها خط قديم ويمر في وسط الغابة وقد تخرب بمرور الزمن وازدياد الضغط حتى شكل بحيرة من الصرف في غابة المعسكر، مؤكداً أنه بالمشروع الجديد تم التخلص من كافة تلك المظاهر الملوثة للنظر والبيئة والمياه الجوفية، بالإضافة لذلك نفذ مشروع ربط محور الأوتوستراد بمحور طريق المزار حيث صار بإمكان المواطنين القاطنين على الأوتوستراد استخدام الصرف الصحي بدون أي عائق حيث تم الانتهاء منه بالكامل وبقي تعبيد الطريق مكان تنفيذ المشروع وسيتم ذلك خلال فترة قريبة، كما تم الانتهاء من المرحلة الأولى لمشروع الصرف في شامية المهالبة بطول ١١٠٠ متر حيث تم التخلص بتنفيذ هذا المشروع من مشكلة تسرب صرف اسطامو في الأراضي الزراعية للشامية وتخديم القسم الأكبر من أهالي قرية الشامية وبانتظار استكمال المرحلة الثانية منه، بالإضافة للمشاريع السابقة المنفذة تم تنفيذ مشروع صرف في قرية الناصرية بطول ٨٠٠ م مع التفريعات وقد انتهى العمل به وبانتظار استكمال تخديم ما تبقى من أهالي الناصرية بالقسم الشرقي من القرية في وقت قريب، كذلك يتم استكمال مشروع الخط الغربي لصرف الصنوبر بطول ٢٠٠ م وهذا المشروع حالياً قيد الإنجاز، كما نُفّذ مشروع آخر على مفرق الجوبة بطول ٥٠٠ م لتخديم مجموعة كبيرة من الأهالي والانتهاء من مشكلة الصرف الصحي القديمة كما تم الانتهاء من مشروع وصلة في قرية الخرنوبة بطول ٢٠٠ متر لافتاً أن الخدمات الفنية مشكورة قد قامت بتنفيذ غالبية تلك المشاريع بهمة عالية وسرعة في الإنجاز.
وفي مجال آخر لفت السيد حسن أنه تم خلال هذا العام تعزيل مجرى نهر الصنوبر وتلبيس جانبيه من قبل الموارد المائية، بالإضافة لتعبيد ثلاثة طرق لذوي الشهداء، كما نُفذ جدار استنادي جانب تجمع المدارس بطول ٣٠٠ متر وبعمل شعبي ومشاركة بالعمل من قبل غالبية الأهالي، كما تم بفضل مساعدتهم وتعاونهم طلاء الأرصفة بعد تعزيلها وتنظيفها لافتاً أنه ومتابعة للعمل الشعبي الذي تميز به أهل المنطقة ولإظهار قراهم بأفضل حلة فقد اجتمعوا بالأمس القريب أيضاً لتنفيذ مشروع إنارة لطريق المزيرعة قرب مدخل قرية الحكيّم.
ومن ناحية ترحيل القمامة التي كانت مكدسة في مناطق كثيرة فقد تم العمل بالتعاون مع الأهالي على ترحيلها بالكامل وخاصة بعد أن استلمت البلدية حديثاً سيارة قلاب لزوم النظافة لنصل لترحيل القمامة بشكل يومي من كافة قرى البلدية بالاعتماد على الجرار الذي خصص لبعض القرى والسيارة التي خدمت بقية القرى بل وحسنت في مجال التخديم.

أما في مجال المخططات التنظيمية فقد تم تصديق مخطط السنديانة وحالياً مشروع توسع الصنوبر قيد التصديق كما بدأ العمل بالمسح الطبوغرافي بقريتي الخرنوبة والحكيّم تمهيداً لوضع المخطط التنظيمي لهما بالإضافة إلى مخططي الشامية والصنوبر المصدقين سابقاً.
وبالنسبة لضابطة البناء في قرية الصنوبر فقد أجاب بأنه مسموح البناء حسب الشرائح، ففي البلدة القديمة مسموح ثلاثة طوابق إذا بدأ البناء من الصفر وضمن رخصة جديدة أما توسع البلدة فقد بقيت فيه الشريحة طابقين بينما السكن الحديث أربعة طوابق إذا كان البناء أيضاً من الصفر لافتاً أنه وحسب نظام ضابطة البناء فأنه سيتم تلقائياً زيادة عدد الطوابق.
وعند سؤالنا عن بعض الأحياء التي لم تخدم بالصرف الصحي رغم الحاجة الملحة مثل بعض المنازل في الشامية والتي يفيض الصرف فيها شتاء إلى داخل المنازل فأجاب: تتداخل بلدية الصنوبر مع أربع مناطق عقارية هي عقارية الصنوبر وفديو واسطامو والقرداحة وقد وقع بعض الظلم على العديد من المواطنين نتيجة هذه الحدود المتداخلة وضاعوا في تبعيتهم لأي منطقة ومن قبل أي وحدة إدارية سيتم تخديمهم مثل الحي المذكور في قرية الشامية والواقع على الحدود الإدارية ما بين اسطامو والصنوبر والذي يتبع إدارياً لبلدية اسطامو وكافة أحياء الشامية الباقية تتبع لبلدية الصنوبر، ويتم حالياً التعامل مع هذا الموضوع من خلال وضع حدود تأشيرية من خلال لجنة لترسيم الحدود العقارية بين هذه المناطق وفي هذا المجال تم وضع حدود تأشيرية بين فديو والصنوبر في مكتب التخطيط الإقليمي بجهود السيد أيهم كحيلي كما تم التنسيق مع بلدية مزار القطرية والاتفاق على الحدود التأشيرية فيما بين البلديتين، وبقي لدينا وضع الحدود مع بلدية سطامو وخصوصاً الشريط السكني الموازي لمعمل زنوبيا حيث أزمة الصرف الصحي التي تم ذكرها وسيتم العمل على إيجاد حل لهذه المشكلة قريباً.
وأخيراً لابد أيضاً من ذكر الجباية في بلدية الصنوبر حيث أنها على حداثة عهدها فهي من بلديات الريف التي حققت إنجازاً في الجباية حيث يتوقع أن تصل الجباية في نهاية هذا العام كما ذكر رئيس البلدية إلى أربعة ملايين ليرة سورية وهي كفيلة بإعطاء رواتب للموظفين في البلدية وتأمين الوقود لترحيل القمامة وذلك من الجباية من الشركات والمعامل الموجودة ضمن قطاع البلدية.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار