العدد: 9448
الأربعاء :16-10-2019
يقولون: لا يمكن للإنسان أن يعيش بعيداً عن محيطه الاجتماعي فهو يتشارك بإنسانيته مع الآخرين، ويسعون معاً ليتسع هذا المجتمع ويشمل مجالاً أبعد من تأمين الغذاء والدواء والكساء، ويصل إلى نشر الثقافة والمعرفة وصون القيم النبيلة، وهذا ما تؤمن به ضيفة هذه السطور، الدكتورة نايا حسن، المديرة الطبية في (مجموعة احكيلي التطوعية للأطفال) التي أكدت إن كل ما نحلم به لمجتمعنا بشكل عام ولأطفالنا بشكل خاص، يمكننا كمتطوعين – مهما كانت مهنتنا أو مكانتنا – أن نتشارك بأدائه، شريطة أن نؤمن بذلك ونؤصله كأسلوب حياة وأبجدية تكرس القيم الإنسانية النبيلة خصوصاً في تعاملنا مع الشريحة الأهم في المجتمع – الأطفال – ومن هنا انطلقنا ليكون العطاء عنواننا، والرغبة في مساعدة الآخرين هدفنا، فقمنا برسم لوحات الخير في الكثير من الفعاليات والمبادرات باسم التطوع.
جريدة (الوحدة) التقت الدكتورة نايا حسن، وكان الحوار الآتي:
* عن تجربتها في الأعمال والمبادرات التطوعية قالت: بدأت بالعمل التطوعي في (مجموعة احكيلي احكيلي التطوعية للأطفال) منذ نيسان 2018، وأنا المديرة الطبية في المجموعة وأساهم أيضاً في تنظيم الأنشطة والتواصل والتصميم.
تتضمن المجموعة عدة متطوعين وكل متطوع يقدم فقرة للأطفال حيث نقوم بنشاطات تطوعية في رياض الأطفال والمدارس العامة والخاصة والمعاهد، يتضمن النشاط فقرات تربوية تعليمية وطبية وترفيهية: قراءة قصص، محاضرات طبية وتوعية صحية، رسم وأشغال يدوية، رقصات للأطفال، مسابقات وجوائز وغيرها من الأنشطة.
وعن كيفية تقريب مفهوم الطب والدواء والمصطلحات العلمية للطفل ومدى تقبله لها
قالت الدكتورة نايا: تتضمن الفقرات الطبية التي أقدمها بنوداً عديدة كالتعريف بأجزاء جسم الإنسان وطريقة عملها، من هو الطبيب وماهي وظيفته، المحافظة على نظافة الجسم وطريقة غسل اليدين، الإسعافات الأولية، والهدف من هذه الفقرات الطبية هو إلغاء حاجز الخوف بين الطفل والطبيب، فأنا أحاول دائماً أن أتقرب منهم بلطف وأجعلهم يمثلون دور الطبيب ويصغون لأصوات القلب بالسماعة الطبية، ودائماً أحاول أن أُدعّم محاضراتي بالصور والألوان (صور مطبوعة أو على اللابتوب) لتكون قريبة من ذهن الطفل، وفي آخر نشاط لنا على مسرح المركز الثقافي ألقيت محاضرة (عرض تقديمي) موجهة للأسرة و لإدارة المدارس والرياض عن (إنتانات المدارس) تحدثت فيها عن العوامل الممرضة وأنواعها والأمراض التي تنتقل بين الأطفال في المدارس وسبل الوقاية منها.
وعن فريق العمل التطوعي في (مجموعة احكيلي) وماذا تتضمن فقرات نشاطاتهم وتوجهاتهم قالت الدكتورة نايا: لا تقتصر نشاطاتنا على رياض الأطفال والمدارس، إنما نتوجه أيضاً نحو فئة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة (التوحد، متلازمة داون، صعوبات التعلم..) والأطفال المرضى المقبولين في المشافي وأطفال السرطان، أنا أحب هذا العمل التطوعي كثيراً، فهو عمل يساهم بالارتقاء بالمجتمع من خلال التوجه لهؤلاء الأطفال، خاصة وأنّ الأهالي يتجاوبون بشكل رائع مع نشاطاتنا، ومع الزمن أرى أن نشاطاتنا ستكبر وتتطور وسننفذ أفكاراً جديدة إن شاء الله.
وعن رؤيتها المستقبلية للدور الذي تنهض به مع فريق العمل في المجتمع الأوسع إنسانياً قالت الدكتورة نايا: أتمنى أن تستمر نشاطاتنا كفريق وأن يتخذ عملنا التطوعي أسلوباً جديداً، فلا يقتصر حب العطاء على التبرع بالمال أو الجهد، بل يتخطاه إلى أفق رحب من التحوّل الإيجابي في تعاملنا مع الآخرين، وكذلك أتمنى أن نستطيع أن نحدث فرقاً وأثراً إيجابياً في بلدنا الحبيب، أما عن تطلعاتي للمستقبل فأنا أرى نفسي كطبيبة محاضِرة عاملة في المجال الإنساني وفي مجال البحث العلمي لأرفع اسم سورية عالياً في المنابر الدولية.
ونحن بدورنا نقول: إن هذه الروح الإيجابية الجماعية لكل الفرق التطوعية والتي تؤمن بأهمية العطاء اللامحدود ودوره المجتمعي، هي وحدها من باستطاعتها أن ترسم البسمة على وجوه الأطفال وتلبي احتياجاتهم وتتشارك معهم لحظاتهم وتخفف آلامهم، لذلك لابد من تقديم الشكر والامتنان لكل يدٍ تمتد بالرعاية والاهتمام لترسم الابتسامة على وجوه الأطفال فما من متعة في الدنيا كلها تضاهي متعة التعامل مع الأطفال، والأخذ بيدهم ليتخطوا الواقع وليرسموا للطفولة أحلامها مزينة بطقوس الفرح وبقلوب مليئة بالمحبة والعطاء.
فدوى مقوص