الحياة الزوجية بلا حوار… طلاق صامت!

العدد: 9448

الأربعاء :16-10-2019


يؤدي اكتشاف الزوجة بعض الأمور المتعلقة بزوجها إلى قيام حاجز نفسي يسيطر عليها وتساورها بعض الشكوك تجاه إخلاص هذا الزوج.

وكثيراً ما تلجأ بعض النساء إلى الصمت إزاء هذه الشكوك بينما تلجأ أخريات إلى المصارحة التي تؤدي إلى خلق فجوة قد تستمر طويلاً بينهما لتصل إلى الانفصال أو كما يسميه الاختصاصيون في الإرشاد الأسري والزواجي (الطلاق الصامت) أو (الطلاق العاطفي) وهذا النوع من الطلاق يقع خشية أن يتسبب الطلاق التام بتشريد الأولاد وابتعاداً عن كلام الناس كما يعتقد الزوجان وعدم جرأة المرأة في طلب الطلاق يرجع إلى عدم وجود عائل للزوجة ولأولادها غير زوجها.

وهذا يعرف باسم (الطلاق العاطفي) وهي شائعة بين المتزوجين خصوصاً أولئك الذين مضى على زواجهم فترة طويلة والذين لا يحاولون التجديد في حياتهم فتأخذهم مشاغل الحياة والأطفال كما أن نقص الحب بين الزوجين مع افتقار الزوجين للثقافة الزوجية ولغة الحوار ومهارات حل الخلاف تتسبب في الطلاق العاطفي الذي يحصل في الغالب نتيجة لسنوات من الخلافات المتراكمة.
ومع مشاعر اللوم التي يتبادلها الزوجان بطلب أحدهما من الآخر هو السبب دائماً في وقوع المشكلات ،وهذا النوع من الطلاق الذي يمارسه بعض الرجال يعد سلوكاً مرضياً لأن الرجل يرغب أحياناً في الإساءة إلى زوجته فينتج من ذلك الطلاق الصامت أو العاطفي.
فهو يتخذ من هذا السلوك عقاباً للزوجة أو انتقاماً منها نتيجة لشخصية مريضة تستمتع بتعذيب الآخر أو الحط من قيمته.
وعلى الزوجة التي تعاني من هذه المشكلة درس الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى هذه الحالة من الصمت بينها وبين زوجها الذي ربما يعاني مشكلة جسدية فيحاول أن يتجنب العلاقة الزوجية نتيجة لذلك فهذه المشكلة تشعر الرجل بالإحراج وجرح الكرامة والشعور بالدونية والهزيمة ما يجعله يقرر الانسحاب والصمت والعزلة من دون أي رغبة في الحديث أو حتى التعامل اليومي مع زوجته، وهنا يتوجب على الزوجة أن تناقش زوجها بطريقة هادئة بعيداً عن اللوم والتجريح وإشعاره بحبها ورغبتها الصادقة في علاقة زوجية أفضل مع استخدام لغة حوار جيدة.
فمثلاً تقول الزوجة أنا أشعر بالألم لابتعادك عني بدلاً من أنت بعيد عني ولا تشعر بي كما أنه من المهم زيارة المعالج النفسي لكي يعرف الزوجان سبب المشكلة وما إذا كانت نفسية أو جسدية خصوصاً وأن الكثير من الأزواج يرفضون الذهاب إلى العلاج النفسي.
ومع ذلك يمكن للزوجات الذهاب بمفردهن في البداية لأن المعالج الماهر يستطيع استدراج الزوج إلى جلسات العلاج النفسي.
ومن المهم تشجيع الزوج عند قيامه بأي مبادرة وتقدير محاولاته وتشجيعه من خلال الوقوف معه ليشعر بالاطمئنان إلى أن زوجته تقف إلى جانبه فعلاً انطلاقاً من حبها له وفهمها العميق لمشكلته.
ولا بد من الإشارة إلى أن استمرار الانفصال بين الزوجين وهما تحت سقف واحد ينتهي في الغالب بالطلاق من دون أن يشعر الزوجان بذلك حيث أن كثيراً من النساء قد يعانين الاكتئاب والقلق والانهيار العصبي وقد ينعكس ذلك على تعاملهن مع أطفالهن لذلك لابد من الحل السريع للمشكلة وبالطرق العلمية ولا بد من الإشارة إلى أن القفزات السريعة على الصعد كافة التي مرت دفعت الكثير من المشكلات الزوجية لكي تظهر على السطح فازدادت حالات الطلاق والعنف الأسرية وارتفعت وتيرة المشكلات الأسرية بشكل عام.
كما أن غالبية الحالات التي تلجأ إلى طلب العون هي من زوجات يعانين ويشتكين الإهمال وعدم التواصل الكلامي والجسدي والعاطفي من الزوج إضافة إلى انتشار صيغة التعامل مع الزوجة بطريقة قاسية وجارحة لمشاعرها ومؤذية لكرامتها ومهينة لأنوثتها لتصل العلاقة بين الزوجين إلى طريق مسدود.
كما أن بعض السلوكيات السلبية تظهر على أطفال الأسرة من فشل دراسي وسلوك عدواني وانخفاض الشهية وكلها مظاهر لاضطراب التواصل بين الأب والأم ولذلك لا بد من التركيز على إصلاح الخلل المحتمل في الكيان الأسري على ألا نغفل أثر الطلاق العاطفي أو الصامت في نفسية الزوجة بنوع خاص لأنها الطرف الأكثر تضرراً فهي الجانب الأكثر عطاء في الحياة الزوجية وكثيراً ما يدفعها شعورها بعدم الأمان والخوف من ردود فعل زوجها إلى إلغاء ذاتها من أجله فتصبح بلا كيان ولا رغبات وبمرور الوقت تزداد المعاناة وتصل إلى اضطرابات نفسية أكثر حدة.
فيخسر بذلك المجتمع أهم مكوناته الفاعلة وهي الأسرة وعلى رغم وجود هذا النوع من الخلافات بين المتزوجين فإن رغبة الزوجين في الاستمرار تستحق بذل الجهد.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار