نصائح واقتراحات تساعد على الحد من غضب الأطفال

العدد: 9448

الأربعاء :16-10-2019

بعد أن تحدثنا في مقال سابق عن أسباب غضب الأطفال، فإننا سنتوقف هنا عند الوسائل التي يمكن أن تساعد على السيطرة والتغلُّب على هذا الغضب، وذلك من خلال آراء بعض المثقفين، الذين يمتلكون الخبرات والتجارب ضمن هذا المجال.

السيدة سهام، متخصصة في الإرشاد النفسي، تقول: على الآباء والأمهات قبل أي شيء أن يطلعوا على كيفية التعامل مع الأطفال حين يصابون بنوبات الغضب، وذلك من خلال القراءات والبرامج التربوية، وأرى أنه من الواجب أيضاً التنبُّه إلى أن الغضب لدى الطفل هو أمر طبيعي خارج عن إرادته، وعن القدرة على التحكُّم به، إذن علينا أن نلتزم بالهدوء أمام هذه النوبات، لأن من الضروري أن نظهر أمام أطفالنا بأننا قادرون على استيعابهم وتفهُّم مشاعرهم، كما ينبغي أن نقول له: أنت منزعج الآن حين تهدأ يمكنك أن تحدثني عن سبب انزعاجك، وكل ذلك بصوت منخفض، بعيد عن الانفعال والتوتر، نظراً لأن مهمتنا هنا تدريب هذا الطفل على الهدوء وسكينة، فنحن أولياء الأمور لا بد من أن نشكِّل القدوة الأولى، والنموذج الذي يجب أن يُحتذى.
الموجهة التربوية السيدة رحاب، تقول: علينا أمام أطفالنا أن نلتزم بالهدوء حتى تنتهي نوبات غضبهم بسلام، فالطفل في هذه الحالة يكون بعيداً عن القدرة على تقبُّل أي أمر، وأي نصيحة، لذلك ينبغي الابتعاد عن تأنيبه، أو الصراخ في وجهه، أو مجادلته، كما ينبغي تجنُّب السيطرة عليه جسدياً، وعدم حمله رغماً عنه في وقت غضبه، مع الحرص الشديد على سلامته، حتى لا يؤذي نفسه، أو سواه.
المهندس السيد سعيد، يقول: أنا أب لطفل وحيد، أحاول دائماً بالاتفاق مع زوجتي أن نبتعد عن فرض القيود والممنوعات عليه طوال اليوم، إذ إنه من الضروري أن نترك لطفلنا مجالاً كي يتصرف فيه بثقة وارتياح، ما دام لم يسبب الضرر لنفسه، ولم يزعج أي أحد من أصدقائه، إن التعامل بهذه الطريقة من شأنه أن يجعل الأطفال بعيدين عن العصبية ونوبات الغضب، كما أننا نحاول أن نشجعه على استخدام الوسائل الإبداعية للتعبير عن مشاعره، كرسم ما يجول في فكره في أوقات غضبه، أو صناعة أشكال من المعجون، أو من الورق، أو الكارتون، فهذه الأمور من شأنها أيضاً أن تسهم في تفريغ طاقاته بصورة إيجابية.
طبيبة الأطفال الدكتورة سوسن، تقول: إن تشتيت الانتباه أمر مهم في أثناء نوبات الغضب، فأنا أحاول أن أجذب نظر طفلي إلى أمور يحبها، كأن أشير بأصبعي إلى صورة، أو لعبة، أو أي شيء يطير في السماء، كما أن حيلة المرآة تُعَد طريقة ناجحة في إيقاف الغضب، وهو أن نجعل الطفل ينظر إلى المرآة في أثناء عصبيته بطريقة غير مباشرة، ليتعرّف بنفسه على ملامحه ومظهره في هذه الحال، وحين يصل الطفل إلى الرابعة من عمره يمكن أن نستخدم معه أسلوب الحوار الهادئ، لنسأله عن سبب غضبه، ونشرح له عن سلبيات هذا الأمر بطريقة لطيفة، بعيدة عن التأنيب، ومن الأفضل أن يتم هذا الحوار خلال نزهة تصطحب الأم فيها طفلها، كي يكون الحديث بعيداً عن مسامع أي أحد.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار