العنف في برامـــج الأطفـــال فـــن أتقنــــوه اليــــوم

العدد: 9448

الأربعاء :16-10-2019


جاد سليمان في الصف الأول، تبدو عليه دلائل الصحة الجسمية والذكاء الواضح، وكانت علاقته جيدة مع أبويه وأقرانه في المدرسة، لكنه تحول إلى مصارع ومضارب في البيت لأخته وفي المدرسة لرفاقه كما أنه يرد على أبويه بعبارات سمعها وشاهدها في أفلامه التي تتحدث عن القتال.

ولا ننكر أو نغفل أن أفلام الكرتون التي تعرض من خلال الشاشات إن كانت على الموبايل أو التلفاز أكثرها فيها أبطال يدعون للقتال وانتصار الخير على الشر كما يقال، لكن الصور عجيبة والأساليب رهيبة، لتكون الحروب والاشتباكات والقتل.
والكثير من الأولاد مقلدون وأصبحوا يتخيلون صور أبطال الخير فيهم، ليكون عندهم بعض التصرفات القائمة على العنف…
غنى أحمد، صف ثالث ابتدائي تقول: يوجد في الصف أولاد أقوياء، يقتلون بعضهم ويتشاجرون لتأتي الموجهة وتضربهم ومنهم من يهرب، كما أن بعضهم يشدنا بشعرنا ويسرق ما فيه من دبابيس وشكلات.
مجد وعاصم في الصف الثاني، أشار كل منهما أن لديه بارودة ورشاشاً روسياً وأفضل البرامج التي يشاهدونها (يوغي، سلاحف النينجا، ..) والتي يجدون فيها ما يسليهم ويمكنهم أن يقلدوه ليكونا مع أصدقائهم في الشارع أبطال.
أم يزن موظفة، لا تعجبها أفلام الكرتون اليوم فكلها تتجه للعنف وتعلم الأطفال القتال والقتل كما تقول، ولو كان بعضها ينتصر فيه الخير، فإن الأشكال والصور التي تأتي بها هيئات الأجسام مشوهة ولا معروفة بحيوان أو إنسان، ومخيفة غير مستحبة عندنا، لماذا المتحولون وبسيط وغيرها ليس فيها ظريف، فهناك الرجل الآلي (كرندايزر) جميل، لماذا العنف بأشده والقتل والتدمير والتشويه بالخلق، إن أطفالنا باتوا مجرمين بما يشاهدونه اليوم وليس بيدنا حيلة ولا نقدر أن نمنعهم حين نكون خارج البيت وفي وظائفنا.
أم رزان أشارت بأن طفلتها التي تبلغ الثامنة من العمر، تميل إلى العنف وهي تشاهد برامج الأطفال، لكنها سرعان ما تهدأ وتعود لطبيعتها عندما تنتهي من مشاهداتها، ولما تسألها أن تغير القناة تغضب وتقول: جميعها سخيفة وللصغار فقط توم وجيري وريمي و.. وأنا كبيرة.
أما هيثم عبد الله أب لولدين قال: أعترف كما غيري من الآباء بأن العنف لغة الناس، ومن الواجب علينا تحصين صغارنا من مشاهد العنف، ويكفينا ما رأينا على أرض الواقع وما ابتليناه، وقد نجد ما أثرت فيهم لتوضحها ونستكشفها في رسوماتهم وأحاديثهم وكل اهتماماتهم.
إنك إن تزور مدارسنا وحتى الروضات وتراقب عن كثب فيها الأولاد لتجد بشكل واضح وصريح خلال فرصهم وأوقات فراغهم يلهون ويلتهون بألعاب جماعية خشنة ومزعجة للغير يتصدرها الضرب والعنف حتى لو كانت ألعاباً رياضية وكرة يرمونها لتأتي على جسد بريء أو عينه.
السيدة ختام بدور، علم اجتماع أشارت إلى أن سنوات الطفولة الأولى لها أهميتها في تنشئة الطفل وخلق شخصيته، كما أن الطفل خلال هذه السنوات يتعلم ويكتسب الكثير من الخبرات التي تساعده على النمو السليم من خلال البيئة التي يعيش فيها، ونحن لا نريد أن يكون مجتمعنا مثل الكثير من المجتمعات التي همها الأول التكالب على المادة وعدم الإحساس بالمسؤولية والتصرف بأنانية وعنف واضحين وهو ما لا نريد الوصول إليه، وإنما نريد الإبقاء على قيمنا وعاداتنا وأخلاقنا من خلال غرس القيم والعادات النبيلة فيه، وهو ما لا يتم عن طريق تربية الأبوين فقط، وإنما عن طريق المؤسسات التربوية والمدارس والتلفاز أيضاً، وعلينا تقع المسؤولية الكبرى إذ يجب أن نكون بجانبه ونختار له ما يمكن أن يفيده ويغني شخصيته بعيداً عن العنف..

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار