العـــــدد 9447
الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019
كانت سورية في مقدمة الدول العربية المنتجة للدواجن بعد مصر والسعودية، وكان بيض المائدة والفروج السوري يتصدران خارطة التصدير العربية حيث تأخذ صناعة الدواجن حيزاً مهماً للوحة الاقتصادية السورية برأس المال وعدد العاملين فيها، وتشكل رافداً مهماً للاقتصاد الوطني وتساهم بقوة في استقرار الأمن الغذائي في ظل العقوبات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب ضد الاحتياجات الأساسية للمواطن السوري وطالت معيشته في أغلب شؤون حياته وألقت بظلالها الثقيلة على مختلف القطاعات الإنتاجية ومنها البيض واللحوم البيضاء. قطاع الدواجن كغيره من القطاعات الاقتصادية الهامة تعرض للكثير من الأذى والضرر والتخريب الممنهج والسرقة وخروج الكثير من المنشآت بشكل كامل من العملية الإنتاجية والعزوف القسري للمربين نتيجة أعمال التخريب والترهيب التي اقترفتها العصابات الإرهابية، والمعاناة من نقص مادة المازوت وعدم توفر الأعلاف وانقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة ومواجهة الظروف الجوية الصعبة وموجات الحر والصقيع. الدواجن من أهم الاستثمارات في القطاع الزراعي فهي تساهم في توفير آلاف فرص العمل في مختلف مجالاتها وترفد السوق المحلية بالبيض واللحوم وتساهم في استقرار الأسعار ويجب علينا تطوير هذا القطاع وتوسيعه وتذليل الصعوبات والعقبات التي تعترض استمرار العملية الإنتاجية فيه وإيجاد الحلول لها وبناء المعامل العلفية المختصة بإنتاج علف الدواجن وخلطها، وزيادة المقنن العلفي من قبل المؤسسة العامة للأعلاف وترخيص مهنة مزاولة تربية الدواجن من قبل وزارة الزراعة، ودعم المربيين بالكميات الكافية من المازوت لدوام العمل والإنتاج واستقرار الإمداد بالتيار الكهربائي وتخفيض تعرفة الكهرباء للمداجن الخاصة وسيطرة الدولة على تسويقه لمنع احتكاره والتلاعب فيه وضبط أسعاره. يجب النهوض بقطاع الدواجن وتوفير مستلزمات التربية والإنتاج والتسويق وتخفيض الرسوم الجمركية على مستلزمات الإنتاج لتأمين حاجة السوق المحلية والوصول إلى الاكتفاء الذاتي المحلي وتصدير الفائض عن الحاجة إلى الدول المجاورة، والتحول في بناء المداجن الجديدة من المداجن الأرضية إلى الأبنية الطابقية ما يزيد الإنتاج ويقلل التكلفة، وتفعيل مخابر الأمراض في مديريات الزراعة لتأمين الرعاية الصحية وحماية القطيع من الجوائح المرضية والأمراض الفيروسية وتأمين اللقاحات الوقائية للأمراض الجرثومية والمضادات الحيوية ومنع استخدام الهرمونات لزيادة الوزن والحجم، وتقديم المنح المجانية للأسر الريفية، كتقديم 15 دجاجة بياضة و50كغ من الأعلاف شهرياً لتشجيع وتربية الدواجن المنزلية.
نعمان ابراهيم حميشة