جمعيــــة القلب المعطــــاء.. أم المســــاكين والفقـــراء والمحتاجـــــين للعمليـــــــات

العـــــدد 9446

الإثنين 14 تشرين الأول 2019

 

بقلب مفتوح على الجميع يدمي خيراً وعطاء بلا حدود، فتكون النجاة من موت محقق خفق فيه قلب ضعيف بصمام ليس فيه أمان ولا يقوى على دفع التكاليف، ليكون القلب المعطاء هو الدفق والرصيد.
السيدة أم حيدر: إحدى المراجعات للجمعية وعياداتها أشارت إلى أنها تعاني من ارتفاع الضغط الشرياني والقلب والسكر وكل ما يحمله هذا الجسد الضعيف، تراجع عيادات الجمعية كل وقت وحين تشعر بالألم والخطر، وكانت قد تعرفت بأهل الجمعية عندما دخلت والدتها مشفى تشرين إثر إصابتها بكسر في الفخذ واحتاجت لأسياخ، عندها نصحها أحد السامعين لشكواها باللجوء لجمعية القلب المعطاء لكن طلبها لم يكن عندهم، بل وجدت فيها ما يساعدها على حالها وينفع لأمراض شكتها منذ زمن، ولتكون عندهم نزيلاً بالعيادات التي تخص أمراضها فالحياة وتكاليفها صعبة هذه الأيام، ومن بعدها لم تقصد عيادة طبيب غير عياداتهم، وتؤكد أن العاملين في الجمعية أطباء ومتطوعون لديهم قلب محب وكريم، وجميعهم متعاونون وطيبون (الله يكتر من أمثالهم) وجزاهم الله خيراً كثيراً على خدماتهم للدراويش.
الدكتور لؤي نصور رئيس جمعية القلب المعطاء أشار إلى أنها جمعية خيرية طبية أشهرت بتاريخ 5/3/2018 وهدفها الأساسي هو الرقي بالوضع الصحي في المحافظة نحو الأفضل.
النشاطات التي نقوم بها هي نابعة من أهداف الجمعية وكما نلاحظ الوضع الصحي في المحافظة هو قاب قوسين واسعين يحمل الكثير من الآلام لنكون عوناً للمرضى الفقراء والمحتاجين في (العمليات الجراحية، المعاينات والكشف، الأدوية المجانية حملات التوعية ..).
حملات التوعية صحية وطبية نقصد فيها الأرياف بعد أن نكون قد نشرنا خبرها وأعلنا عنها مسبقاً وقبل أسبوع ليعلم الجميع بها، وهدفها تشخيصي وعلاجي ومتابعة بالإضافة إلى التوعية، الحملة تتشكل من متطوعين أطباء قلبية وهضمية ونسائية وأطفال يتم التنسيق فيها مع مديرية الصحة ونحط برحالنا وأهداف حملتنا في مستوصف القرية التي نبغيها، ليأتي أهل القرية إلينا من المرضى والمحتاجين، وقد زرنا معظم قرى المحافظة وأخرها حملة لقرية حرف المسيترة، نفحص مريضاً عنده ارتفاع ضغط على سبيل المثال أو عنده سكر أقيم له الضغط وأعدل له الدواء الذي يأخذه وغير متناسب مع ضغطه وممكن في نهاية الحملة أن نعطيه بعض الملاحظات والنصائح عن مشاكل الضغط وطريقة الوقاية منها أو نعطيه بعض الملاحظات عن مرض السكري بالإضافة إلى ذكرنا عوامل الخطورة فيه وطريقة الوقاية منه، والقرى التي لا يوجد فيها مركز صحي نلجأ فيها للمدارس وهنا يقبع إجراء آخر ليس فيه سلب أو هوان، فقد تكون القرية قريبة من قرية أخرى ومجاورة لها وليست عنها بمسافة بعيدة فيها مركزاً صحياً، أو قرية نائية وصغيرة بعيدة عن المستوصف أو مركز صحي فتكون المدرسة الموجودة فيها هي ملجأنا وبصراحة هذه الحالة قليلة ونادرة.
في الحملة قد نصادف مريضاً محتاجاً وفقيراً ولا يستطيع شراء الدواء عندها نعطيه عنوان الجمعية وعياداتها ليقصدنا ونخصه بإضبارة عندنا ليأتي بشكل دوري وينال من عندنا دواءه مجاناً كما يحظى بالاهتمام بمتابعة حالته بجداول وبيانات، وقد نلحظ عند بعض المرضى مشاكل تستدعي المتابعة، فيرجع الطبيب المختص لزيارته وتشخيص مشكلته، فإذا ما كانت عصية ومستفحلة هنا يستدعيه للجمعية لتشخيص حالته بشكل أدق فقد يحتاج لمشفى.
من علاقاتنا في العمل وارتباطنا بشركات الأدوية وغيرها مع منظمة الهلال الأحمر كانت لنا مصادرنا لأن نوفر الأدوية للمحتاجين لها، ما قد يكون أحد المراجعين للجمعية لديه أدوية محفوظة بشروط سليمة وليس بحاجتها يقدمها لأهل الجمعية ليستفيد منها مريض آخر، أما التبرعات المالية ليس لدينا هذا الدعم والرأسمال والجمعية غير متبناة من قبل أي منظمة لكن قد يكون لنا بعض التبرعات وهي قليلة جداً.
دائماً يكون الاختراع وليد الحاجة فمن خلال عملنا رأينا الكثير من المرضى المحتاجين الذين ليس لديهم قدرة على إجراء العمليات المأجورة وأغلبها هي العمليات المنقذة للحياة والمنقذة للأعضاء وعلى سبيل المثال المشاكل القلبية (شبكة، تبديل صمام، جراحة نوعية ..) كلها مأجورة في المشافي وتتعدى كلفتها نصف مليون ليرة وقد سجلنا فيها الوفيات لعدم قدرتهم توفير المال ومن هنا ولدت جمعيتنا لتعينهم في أمرهم، وقد وصل عددنا نحن الأطباء المتطوعين في الجمعية ما يقارب المئة.
السيدة رنا درغام، متطوعة، وهي المدير التنفيذي للجمعية خريجة رياض أطفال، عملها إداري يأتي على تنظيم العمل في الجمعية وتحرير أمورها مثل استقبال المرضى والمراجعين لعيادات الجمعية والصيدلية وغيرها، قالت: تستقبل الجمعية كل يوم ما لا يقل عن 40مريضاً بحالات متنوعة وحسب العيادة المتوفرة في كل يوم فمثلاً اليوم تتوفر خدمات العيادة الهضمية، نعاني من ضيق المكان حيث تجدين كل يوم خميس المرضى يتزاحمون داخل وخارج الجمعية ويجلسون على الدرج وفي الرصيف، وقريباً ننتقل للمركز الجديد على دوار الزراعة جانب شركة العنكبوت ليصار باليوم الواحد عيادتين وسنعمل على إحداث روافد جديدة للعيادات مثل مخبر ونقدم كل ما يمكننا من خدمات طبية وصحية لمن يقصدنا نغطي ما يقارب 50% من تكاليف التحاليل لأي محتاج.
نحن بحاجة للدعم المادي وشراء الأجهزة القلبية والعينية و.. وهي غالية جداً وحتى أننا بحاجة لعيادة متنقلة تتضمن تخطيط أيكو لأجل طلعاتنا إلى الريف، لكن ما يثلج صدرنا أننا حصلنا على الصيدلية، وهي المنحة الوحيدة التي نالتها الجمعية وكانت من المفوضية السامية للاجئين، ونحن اليوم على تواصل مع برنامج الأمم المتحدة الذي وعدونا فيها خيراً إن شاء الله على السنة الجديدة.
الدكتورة شذى اليوسف متطوعة في الجمعية وتأتي لعيادة الغدد كل يوم إثنين، قالت إنها تعرفت على الجمعية من زملائها الأطباء في المشفى، وهي تحب العمل التطوعي وترغب بتقديم المساعدة الطبية لكل من يحتاجها فكانت أول الواصلين للجمعية بعد أن استحوذت على متسع من الوقت في برنامج عملها اليومي لتكون بينهم وهي سعيدة جداً بعملها هذا، وترجو جميع من يملك الوقت والقدرة على مساعدة ناسه وأهله أن لا يقصر، فمن خفف مشقة أو ألماً عن أحد خفف الله عنه وجزاه خيراً، عيادات الجمعية مفتوحة في وجه كل مريض ومحتاج.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار