العـــــدد 9446
الإثنين 14 تشرين الأول 2019
أتأمل وجوه طلاب المدارس، حقائبهم، لباسهم، أحذيتهم، ألوانهم المزخرفة، تستوقفني تسريحاتهم، زخرفاتهم محملين بأشياء لم نكن نعرفها عندما كنا في أعمارهم، بدأت تربيتنا من تفاصيل غابت عن ذهن الكثيرين، بدأت من سعر كيلو الموز، نحن جيل الثمانينات، عندما كان من المعيب أن تقتني في حقيبتك المدرسية سلعاً مفقودة وإن وجدت غلا ثمنها، يقول لي أبي إن كان لدينا الموز فمعظم أسر زملائك لا تستطيع اقتناءه، لذلك من المعيب أن تصطحبي معك الموز إلى المدرسة وزملاؤك ينظرون إليك وأنت تأكلينه، فعلاً بدأت تربيتنا من هنا، أذكر أنني وقفت على منبر إذاعة مدرستي في الصف الخامس الابتدائي وكنا نشدو بأصوات بريئة (بلاد العرب أوطان)، بحماس الطفولة وشجاعة الشباب وبعنفوان الوطن، مدارسنا كانت متواضعة بأثاثها وبحار علمها لا تنضب، لم تمتلك مدرستي أدوات التعلم التفاعلي ولم نكن نجلس كصندوقهم المفتوح ولم تكن أقلامها مزخرفة ولم يكن بانتظارنا طاقم من الأساتذة في البيت، لكن مدرستي خرّجت عقولاً نابغة من الاختصاصات كافة.
نور محمد حاتم