العـــــدد 9446
الإثنين 14 تشرين الأول 2019
رحلتنا في تربية أطفالنا ليست سهلة، وكثيراً ما نخطئ خلالها بسبب حبنا وتعلقنا بهم، وجهلنا للأمور أحياناً، وبسبب الظروف والبيئة.
داخل كل طفل صندوق نظيف يمتلئ بمعلومات يتلقاها ويخزنها من أهله والبيئة المحيطة به، وغالباً ما يقلدون أو يرثون صفاتنا التي نتحلى بها ويصبحون إما نسخةً مصغرة أو صورة عندما نرى أفعالهم كأننا نتذكر ما قمنا به أو تكلمناه أمامهم.
* السيدة منور منصور: تمر في حياتنا اليومية مواقف لا نعطيها اهتماماً وتسجل لنا ولكن عندما نرى أطفالنا يتعلمون السلوك الصحيح، هكذا نكون حصدنا ثمرة أتعابنا، ابني في الصف السادس عاد من المدرسة دون دفتر وأقلام وعندما سألته هل أضعت أشياءك؟ أجاب: لا، زميلي لا يستطيع شراء كافة مستلزماته وأحببت أن أساعده كما تفعلين يا أمي عندما يطلب منك الجيران بعض الحاجات.
* نوال أسعد، موظفة: للوالدين تأثير كبير على تربية الأبناء سلباً وإيجاباً لأنه يعيش معهما ويشكلان عالمه ومستقبله، زوجي عصبي جداً، يغضب ويفور كالبركان وبعد قليل يهدأ ويكتشف أنه أخطأ، ولديّ الاثنان ورثا هذا الطيع من والدهما ولكن على الأسوأ فهما عنيدان جداً ويحاولان تقليده في كل تصرفاته وأصبحت عصبيتهما تطال الضرب لأخواتهما ودائماً يرددون نحن مثل والدنا ونحن نملك السلطة في المنزل من بعده والمعاناة تقع على عاتقي وأخواتهما، كنت دائماً أطلب من زوجي ألا يتصرف هكذا أمامهما، وخصوصاً عندما كبرا.
* اسكندر مهنا، موظف: الأطفال يكتسبون العديد من العادات والسلوكيات من الأهل بما يصقل شخصيتهم ويحدد مسير مستقبلهم، وغالباً ما يقوم الأهل بأفعال وأعمال غير مدركين تأثيرها على أطفالهم، وقد نزرع في نفوسهم أشياء جميلة ومفيدة وقد يكون العكس وأخطرها القلق والتوتر وضعف الشخصية وعدم قدرتهم على اتخاذ القرار بأنفسهم حيال أبسط الأمور.
هذا الطفل البريء عبارة عن معجونٍ طري جداً، يمكن التحكم به كما نشاء وعلينا أن نعمل جاهدين لزرع الصفات والأخلاق والسلوكيات المحببة بهم وإبعادهم عن كل من يعرقل مسيرة حياتهم وسعادتهم.
معينة أحمد جرعة