العدد: 9443
الأربعاء:9-10-2019
لا أحد ينفي وجود ظاهرة الغش في الأسواق حيث يسرح الفاسدون من الباعة والتجار بكل حرية وطغت معايير الغش واختصار وجني الربح السريع على جميع معايير الاخلاق لدى ضعاف النفوس.
في هذه الظروف الغائمة التي يعيشها الوطن والمواطن تشهد الأسواق المحلية الكثير من عمليات الغش والاحتيال والقفز فوق القوانين من قبل حيتان الغش لنهب جيوب المواطنين ويظهر البون الشاسع بين الدخل الفردي وأسعار أغلب المواد والحاجات اللازمة لاستمرار الحياة وحجم الغش الذي يطال الجانب الأكبر منها.
هناك الكثير من الباعة والتجار الذين تمردوا في غياب من يردعهم، يمارسون الغش بالبضاعات المعروضة نهاراً جهاراً وعدم الالتزام بتسعيرة واحدة محددة نتيجة تراكم الخبرة لديهم في الاحتيال على القوانين والتفنن في طرق التلاعب بالمعروضات التي تدخل بيوت وبطون وجيوب المواطنين وممارسة التدليس على المواطن المستهلك وإيهامه بإجراء تخفيضات كبيرة على الأسعار القديمة.
هناك مخالفات بالجملة في المواصفات والجودة في العديد من السلع والمواد الأساسية تتعلق بحياة وصحية الناس بفعل التمادي من قبل أصحاب النفوس الضعيفة في طرح مواد غذائية غير صحية سواء محلية أو مهربة وغير صالحة للاستهلاك البشري، حيث هناك سلع كثيرة تفتقد للبيانات (تاريخ الإنتاج – مدة الصلاحية- بلد المنشأ- الوزن – التركيب – السعر الحقيقي…) أو وجود بيانات مزورة وإرفاقها بتاريخ صلاحية مزور جديد، وحيازة مواد منتهية الصلاحية أو فاسدة كتلوين غلاصم الأسماك أو إضافة البهارات إلى اللحوم الفاسدة، وتم ضبط العديد من الورشات والمعامل الصغيرة التي تقوم بتصنيع المواد المنتهية الصلاحية كالألبان والأجبان والزيوت والسمون واللحوم والمنظفات وتزوير عبوات المياه المعدنية وتعبئتها بمياه ملوثة وغير نظيفة وليست صالحة للاستهلاك البشري وغيرها لتحقيق الأرباح الكبيرة على حساب المواطن المسكين.
الإجراءات الخجولة تعطي الضوء الأخضر للغشاشين لارتكاب المزيد من المخالفات… علينا تكثيف الرقابة التموينية والصحية للتأكد من سلامة الغذاء والشراب للمواطن وضبط الأسواق وعدم العبث بها من قبل بعض الفاسدين الذين لا يشبعهم إلا ملء فمهم من التراب وصارت الحاجة ماسة للتصدي بصرامة والضرب بيد من حديد لكل المتلاعبين ولكل من تسول له نفسه العبث بغذاء وحاجات الناس، وسن تشريعات جديدة تعالج الغش المكشوف والمخفي المستتر وتفعيل دور السورية للتجارة وزيادة صالاتها في المدن والمناطق.
نعمان إبراهيم حميشة