العدد: 9443
الأربعاء:9-10-2019
لم يشفع لبلدة القلوع أنها جارة نهر السن ولا موقعها الهام لتحظى ببعض الاهتمام، لتبقى أحد القرى الناجية من التطور، وفي زيارة (الوحدة) للقرية وتحديداً بمنطقة القاموع (حارة بيت حمودي) أكد الأهالي أن حارتهم قد نسيها الزمان فتبدأ معاناتهم من الطريق الضيق والمغطاة بالقصب والأعشاب لتجد الحيوانات مأوى فيها كما ذكر الأهالي ثم ستكتشف أنه رغم ضيق الطريق وكثرة الحفر فالإنارة غائبة ومع كل هذا يقول الأهالي سننسى أو نتناسى ما نعانيه مقابل وجود الصرف الصحي، فوجود الجور الفنية بات مأساة نعيشها على مدار الساعة حتى أن الموضوع بات يهدد صحة القاطنين ومياه الشرب، كذلك أكد الأهالي أنهم ملّوا من تقديم الشكاوي والبحث عن حل لهذه المشكلة لأنه ما من مجيب، فهل يعقل أن تبقى عدة قرى دون صرف صحي في زمننا هذا، للتوسع في موضوعنا (الوحدة) التقت بعض الأهالي وكانت لنا الحوارات الآتية..
* يقول محمد مسعود عدم وجود صرف صحي جعل الناس يلجؤون لتصريف خارجي يؤدي إلى تلوث كبير بالإضافة لوجود ساقية مد إليها الناس الصرف وهذا بالتأكيد له أثر على مياه الآبار التي أتوقع أنها لم تعد صالحة للشرب ناهيك عن الحشرات والقوارض، لذا نتمنى أن نتوقف عن الكلام ونبدأ بالفعل ونحن كسكان نسامح بالإنارة لكن الصرف الصحي من حقنا.
* ويؤكد سمير الجهني غياب الصرف الصحي أكبر مشكلة نعاني منها ومع تعدد الشكاوي جاء بعض الصحفيين وكذبوا أقوالنا ليقولوا أن الصرف الصحي موجود، وتابع هذا المحل تم استثماره من قبل شخص لبيع مواد غذائية لكن بسبب الصرف الصحي والروائح الكريهة تم إغلاقه، كذلك مشكلة الطريق الرئيسي لحريصون والذي يسبب الكثير من الحوادث.
* كذلك السيدة فاديا قالت لا أعلم من أين أبدأ من الطريق السيء المليء بالحفر والمميز بظلمته ناهيك عن الجور الفنية المنتشرة في كل مكان والتي تنشر روائحها في كل مكان بالإضافة للحشرات والأمراض ونضطر في بعض الأحيان لشفطها وقمنا بتفريغها مرة في أرضنا وأخرى في الساقية، وقاطعتها هنا والدتها قائلة لو أن لدي مكان أعيش فيه من المستحيل أن أبقى هنا ولكن ليس لدينا سوى هذا المنزل والأرض هي مصدر رزقنا.
* وقالت إحدى السيدات أن مدخل الحارة مرعب بسبب وجود القصب والأعشاب حتى أننا لا نستطيع التنقل ليلاً دون وجود آلية لأنها باتت مأوى للحيوانات، أما عن الصرف الصحي فقالت الجورة الفنية لكل منزل موجودة بجانبه مما له أثر كبير على صحتنا أولاً وعلى مزروعاتنا ثانياً لأن مواسم البيوت باتت أقل بسبب قربها من الجور مما تسبب بوجود أمراض جديدة بالإضافة إلى البرغش، وقالت: الجور الفنية بدأت تفيض على الرغم من أننا نقوم بشفطها وإفراغ ما بداخلها في أرضنا وهذا له أثر على أرضنا أيضاً وعلى الماء المخصصة للشرب لأن الآبار ستتأثر بها بسبب قربها، وأضافت أن الطريق سيئة للغاية فهي ضيقة ومحفرة ولم تزفت منذ عام ١٩٨٦ بالإضافة إلى أنها تتحول إلى مسبح في فصل الشتاء وذلك بسبب انخفاضها عن مستوى القرية فتتجه مياه الأمطار إلينا لذا لابد من تزفيتها فربما ترتفع قليلاً وتعيق تجمع مياه الأمطار التي أدت في العام الماضي بسبب دخولها إلى البيوت البلاستيكية إلى هلاك المحاصيل الموجودة، أيضاً هناك مشكلة نعاني منها وهي أن الأراضي لازالت تابعة للإصلاح الزراعي لذا نطالب بإيجاد حل لتكون أراضينا باسمنا.
* وقال شخص آخر: معاناتنا في الشتاء شيء لا يوصف لأن الطريق يتحول إلى نهر فنكون مجبرين على استخدام آلية للتنقل لذا نطالب بتزفيت الطريق وإزالة القصب والتعديات الموجودة فعلى الرغم من ضيق الطريق تم فتح خندق (ليزيد الطين بلة)، والأهم من هذا كله هو إنشاء صرف صحي لأن الجور الفنية باتت سبب للعديد من الأمراض والدليل على ذلك أصيب ابني (بحبة) لانزال نعالجها منذ أكثر من أسبوع، مع العلم أننا نقوم بشفط هذه الجور للتقليل من مخاطرها، وقاطعه جاره قائلاً القوارض والبرغش (هلكونا) من جهة والطريق من جهة ثانية فقد تسبب فتح الخندق بتضيق الطريق ليضيف الى وجود الخفر والقصب وعدم وجود إنارة مشكلة جديدة.
فيما قالت أحد السيدات الطريق السيئ جعلني أقدم استقالتي لأن الطريق في فصل الشتاء مأساة حقيقية لأن مياه الأمطار تصل إلى الركبة فكنت أضطر لطلب سيارة ولذلك قررت الاستغناء عن وظيفتي، وأضافت حتى واقع النظافة هنا سيئ جداً لذا يقوم الأهالي بحرق القمامة لأن سيارة النظافة تزورنا كل شهر مرة.
وفي طريقنا أوقفنا أحد المزارعين وقال الطريق الضيق يجعلنا عاجزين عن إدخال الفلين وبعض مستلزمات الزراعة لذا نتمنى الرأفة بحال المزارعين، ولكن يبقى موضوع الصرف الصحي هو الأهم لأن الجور الفنية باتت مكلفة ومعظم البيوت الجديدة تتجاهل انشائها وهذا بالتأكيد سيكون له أثر على مياه الشرب وأتوقع لو أنه تم تحليل المياه لوجدنا أنها غير صالحة للشرب فإلى متى سنبقى دون صرف صحي على الرغم من أن أهالي المنطقة قدموا معروض للمحافظة ولكن (ع الوعد يا كمون) على الرغم من وجود موافقة.
وفي لقاء (الوحدة) مع رئيس بلدية القلوع الأستاذ جابر إدريس قال: يبلغ طول الصرف الصحي في قطاع البلدة ٥كم ونفذ منه حوالي ١٠% وأضاف: قطاع حريصون قطاع كبير يعتمد سكانها على الزراعات المحمية والآبار الارتوازية في إرواء زراعتهم المحمية وحتى بعض الزراعات المكشوفة ولكنها تعاني من مشكلة الجور الفنية التي تؤدي إلى تلوث الآبار الارتوازية التي تروي المزروعات حيث أن بعض الآبار توجد بجانبها وسطياً جورتان فنيتان على الأقل، مع العلم أن وجودها بالقرب من نهر السن لم يشفع لها، وتابع حديثه موضحاً أن هناك مشروعين منفصلين للصرف الصحي الأول في قرية القلوع وتم تم تنفيذ شبكة بنسبة ٨٠ % تقريباً، أما بالنسبة لحريصون والقرى التابعة لها من رأس الوطى إلى محورتي ومزارع الجويبات فهناك دراسة منفصلة عن قريه القلوع وهذه الدراسة لم ينفذ منها شيء بسبب الأحداث وقد تمت مراجعة الجهات المسؤولة وكان الرد أن الأزمة التي تمر بها البلد بالإضافة لعدم إمكانية فتح مصبات جديدة على البحر وبالتالي لا يمكن تنفيذ الصرف الصحي إلا بعد تنفيذ محطة معالجة للقلوع والقرى التابعة لها بالإضافة لمجلس مدينة بانياس والقرى التابعة لها، وكان المقترح أن يتم تنفيذ محطة بالقرب من المسلخ شمال الشركة السورية لنقل النفط، والجدير بالذكر أن الجور الفنية باتت ممتلئة بالكامل وبعض الأهالي لا يجدون مساحات لحفر جور ثانية وبالتالي ستمتلئ الجور وتسيل فوق الأرض سيكون سبب لتجمع البرغش والذباب وهذا بدوره سيؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة أما فيما يتعلق عن شكوى السكان بوجود القصب على الطريق فأجاب رئيس البلدية بأن هذه المنطقة هي منطقة زراعية وبسبب خصوبة الأرض وتوفر الماء فإن القصب والأشجار سينمو بشكل كبير ولا يوجد حل إلا بالمتابعة، أما بالنسبة لتزفيت الشوارع قال: هناك خطة سنوية يجتمع لأجلها المجلس البلدي والمخاتير ورؤساء الجمعيات الفلاحية بالإضافة إلى الوجهاء في المنطقة ويتم فيها اقتراح حل للطرق وذلك حسب الأولوية وحسب التجمعات السكانية بالإضافة إلى الإمكانيات المتاحة، وأوضح أن هناك حل لموضوع أراضي الاستصلاح وهو وجود استثناء من سيادة الوزير يمكن من خلاله البناء في الأراضي الموجودة ضمن التنظيم حيث تمنح رخصه بناء وفي حال كانت خارج التنظيم فتمنح رخصة زراعية ٢٥ متراً، وفيما يتعلق بموضوع إنارة الشوارع فقد تم تقديم خطة و كان الرد أن الإمكانيات ضعيفة ومع تحسن الوضع ستكون ضمن الخطة القادمة، كذلك وضح أن وجود الأشجار الكثيفة لا يسمح بدخول سيارة النظافة وذلك بسبب وجود خراطيم زيت في أعلاها ودخولها قد يتسبب بأذى في تلك الخراطيم وبالتالي سيكون هناك ضرر كبير لذلك طلب من الأهالي تقليم الأشجار لتتمكن السيارة من الدخول وترحيل القمامة.
بعدها تحدث رئيس البلدية جابر إدريس عن القلوع ومميزاتها وقال: تقع بلدة القلوع في الزاوية الشمالية الغربية لمحافظة طرطوس بجوار نهر السن وتتبع لها القلوع حريصون و محورتي، الناعسة ، رأس الوطى، المزارع، الجويبات وجزء من بشنانة وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي التابع لبدة القلوع 330 هكتاراً فيما تبلغ مساحة المخطط الطبوغرافي 600 هكتار ويبلغ عدد سكانها ١٥٣٢٤ نسمة وذلك حسب إحصائية 2010 ، علماً أن عدد السكان على أرض الواقع 43 الف نسمة، ثم تحدث عن الواقع الخدمي وبدأ بالطرق وقال يبلغ طول شبكة الطرق حوالي 60 كيلو متر وهي طرق خدمية تربط قرى البلدة ببعضها البعض ومع الجوار إضافة للطرق الزراعية كما ان استراد طرطوس اللاذقية يمر ضمن البلدة، وفي ما يخص واقع الزراعة فقال تعتمد البلدة على الزراعة بشكل أساسي ومعظمها زراعات محمية بالإضافة إلى الزراعات الموسمية كالزيتون وبعض مزارع الليمون وبعض الزراعات المروية المخصصة للخضار فيما يعتبر القطاع الصناعي ضعيف جداً في القرية وهناك عدد قليل من المنشآت الصناعية، كذلك يوجد مركز للهاتف وتغطي شبكة المياه قسم كبير من البلدة ويوجد كوة جباية ضمن هاتف حريصون، وبالنسبة للصحة هناك مستوصف في قرية حريصون كما نستفيد من مشفى بانياس نظراً لقربه، وبالنسبة لواقع التربية تتوزع المدارس بجميع حلقاتها باستثناء مرحلة التعليم الثانوي حيث توجد ثانوية واحدة في قرية حريصون وتتميز البلدة بوجود عدد من المواقع الأثرية أما بالنسبة لمطالب المواطنين فتنفذ حسب إمكانيات البلدية المتوفرة وتتمثل بتحسين واقع الزراعة وحمايتها وتعويض المزارعين أثناء حدوث الكوارث الطبيعية كونها الأساس في حياتهم، وتعبيد شبكة الطرق لديهم عن طريق الخدمات الفنية وتنفيذ القسم الباقي من الصرف الصحي وتوسيع التنظيم والسماح ببناء طابق إضافي ليصبح 4 طوابق بالإضافة الى تحسين شبكة الهاتف وشبكة المياه وتأمين محولة كهرباء في قرية حريصون عند نقطة تجمع المدارس، وفي ختام حديثه أكد الأستاذ جابر أن الصرف الصحي هو أهم مشروع ينتظر السكان تنفيذه متناسين ما تبقى من نقص الخدمات وهو مطلبنا الأول والأخير وقد سبق وقلت في أحد اللقاءات أنني ومن وجهة نظري لابد أن أشعر بالخوف على نهر السن بسبب وجود هذه الجور الفنية.
رنا ياسين غانم