هكذا يعيشون في الداليـــة

العدد: 9443

الأربعاء:9-10-2019


هي تجربة ناجحة ومثمرة، ليتها تتعمم على معظم القرى والبلدات، التعاون والاشتراك في كل ما يصب لمصلحة الأهالي ويطور مجتمعهم ويحسن من خدماتهم.

الجمعية الخيرية في بلدة الدالية والتي تأسست منذ أكثر من خمسين عاماً على أيدي أصحاب الثقافة والعقل والغيارى على المصلحة العامة.
وقد دأب هؤلاء على الإصلاح ما بين الأهالي وحل المشكلات والنزاعات في حال وجودها وقبل ان تصل الى المحاكم إلا ما ندر.
وقد ذكر السيد علي محمود علي مختار القرية وهو أحد أعضاء الجمعية أن الجمعية تحملت تأمين حاجات الأهالي بكل إمكانياتها عبر السنين الماضية حيث ساهمت بشق عشرات الكيلو مترات من الطرق الزراعية التي تخدم بلدة الدالية وأراضيها الزراعية بالتعاون طبعا مع المحافظة ومديرية الزراعة الذين قدموا لنا البلدوزر على مراحل عديدة لشق تلك الطرق على مدى قرابة عشرين عاماً.
وقامت الجمعية كذلك بشراء قطعة أرض وبناء مبنى لمخبز نصف آلي في عام 2007 بطاقة إنتاجية جيدة وهو الآن يعمل بشكل جيد وناجح وبمخصصات 29 كيساً من الدقيق في اليوم طبعاً بعد تخفيض المخصصات في كل أفران القطر والمخبز يوفر فرص عمل لعدد من العمال.

كما واشترت الجمعية قطعة أرض أخرى وبنت عليها بناء من ثلاثة طوابق وقبو وذلك منذ عشرين عاماً وتم تقديم الطابق الأول كمركز ثقافي والثالث كمكاتب لحزب البعث العربي الاشتراكي وطرحنا تقديم الطابق الثاني كمركز لخدمة المواطن، وقدمت الجمعية بناء لمركز عمران حيث يؤمن مادة الإسمنت بالسعر النظامي للمواطنين وهذا أيضاً وفّر فرص عمل للشباب، وقدمت الجمعية أيضاً أرضاً لوزارة الصحة وتم بناء المستوصف الحالي الذي يقدم خدمات كبيرة للبلدة والقرى المجاورة بما فيها أدوية مرضى السكري والقلب وارتفاع الضغط الشرياني وأدوية المسنين وذلك منذ 20 سنة.
كذلك قدمت الجمعية الأرض المناسبة لبناء مدرستين للحلقة الأساسية الأولى والثانية وأرضاً ثانية لبناء مركز الهاتف وأخرى لبناء البلدية.
وقامت في السنوات السابقة ببناء ست صالات عزاء موزعة على كامل جغرافيا البلدة وكل صالة مؤلفة من جناحين واحد للرجال وآخر للنساء والجمعية ملتزمة بتأمين كافة حاجات هذه الصالات بحيث لا يتكلف أهل الميت بشيء وتقوم بتأمين حوائج المقابر التي تم تأمينها وتجهيزها من قبل الجمعية واشترينا سيارة صحية لنقل الحالات الحرجة الضرورية ونقل الجثامين إلى الأماكن المطلوبة.
كما قدمت الجمعية قطعة أرض بعد تسويتها لمركز الطوارئ والإطفاء حيث يؤمن المركز حالياً أكثر من 20 فرصة عمل ونتأمل رفد المركز بالمزيد من الكوادر والمعدات اللازمة وقامت الجمعية منذ عامين بتقديم بناء للصراف التجاري السوري بعد أن جهزته بالتجهيزات اللازمة وهو الآن يعمل.
وآخر مشروع نفذته الجمعية هو شراء سيارة سرفيس للمساهمة في تأمين حاجة الركاب جبلة الدالية ومازالت الحاجة ماسة لسرافيس أخرى لتأمين الركاب بشكل كامل حيث تنوي الجمعية شراء سرفيس آخر بالقريب العاجل.
وإضافة لكل ذلك تقوم الجمعية بدورها الاجتماعي على أكمل وجه حيث تقدم مبلغاً رمزياً لذوي الشهداء والجرحى ولمرة واحدة ولديها لوائح بأسماء الفقراء المحتاجين وتقدم لهم مبالغ شهرية علماً أن صندوق الجمعية محدود ومتواضع وهو عبارة عن تبرعات طوعية من الأهالي.
نقول كل ذلك- والكلام للمختار – ونحن بأمس الحاجة لترميم المدرسة الثانوية بالقرية والتي تم بناؤها منذ الستينات ومنذ ذلك التاريخ لم تجر للمدرسة أية صيانة أو إصلاحات وهي الآن بوضع مذرٍ ومخيف وتشكل أسقفها التي تتناثر خطراً على الطلبة والكادر التعليمي والإداري، النوافذ بدون زجاج وحديدها تآكل والحمامات والأدرج والكريدورات بدون نوافذ وكما هو معلوم المدرسة بموقع مرتفع ومعرض لكل تيارات الهواء ودرجات الحرارة معظم أيام الشتاء تلامس الصفر، هذا بالنسبة للمدرسة أما شوارع القرية وطرقها فهي بحاجة لقميص إسفلتي وترقيع نظراً لكثرة الحفر والتجريف بفعل السيول إضافة لاستكمال صيانة الشبكة الكهربائية وإضافة محولات مقترحة نظراً للتوسع العمراني وازدياد عدد السكان كما ونطالب باستصلاح الأراضي التابعة لخراج القرية أسوة بالقرى المجاورة وتسوية الطرق الزراعية ليتمكن أصحاب الأراضي من الوصول إليها والانتفاع منها كذلك الإسراع بتوزيع مادة مازوت التدفئة نظراً لاقتراب فصل الشتاء كون القرية جبلية وباردة جداً.
في الختام نحن كأعضاء في الجمعية متهمون بالتقصير من قبل الأهالي كون كل القرى المجاورة استلم سكانها سلة غذائية في الأشهر الماضية إلا نحن سكان القرية البالغ عددهم أكثر من 10 آلاف نسمة.
والأهم من كل ذلك كلما طالبنا بخدمة أو مشروع يقال لنا نفذوه عن طريق الجمعية فصرنا نشعر بأن الجمعية أصبحت وبالاً علينا، الجمعية لا تستطيع القيام بكل المشاريع وخاصة الضخمة منها، زد على ذلك الظروف الاقتصادية السيئة السائدة جراء سنوات الحرب الثمانية.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار