بـــلاد.. وعبـــاد… صفعــــة المعلــــم

العدد: 9439

الخميس: 3-10-2019

أكلها بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة صفعة من المعلم سمع دويها العالم في شرقه وغربه (من هذا بومبيو.. أنا لا أعرفه).
بومبيو تطاول في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على سورية وقيادتها وسيادتها واتهمها باستخدام الأسلحة الكيميائية وحذرها من استخدام ذلك مجدداً معتقداً بحكم ما يملك من فائض القوة والهيمنة أن تهديده يرعب مهندس الدبلوماسية السورية.
صفعة المعلم جاءت من معلم يعرف كيف يستثمر في بورصة المواقف الشجاعة، وكنا تابعنا قبل ذلك كلماته الصاعقة، الصادقة، الكاشفة من على منبر الأمم المتحدة وهي تدق رؤوس المتغطرسين وحلفائهم من أغبياء النفط والسياسة: سورية بلد ذو سيادة غير قابلة للتداول والتفاوض ولن تسمح بوجود أية قوة غير شرعية على أراضيها وفيها شعب هو من يقرر مصير بلاده وشكل حكومته ونظامه السياسي.
صفعة المعلم ليست الأولى وكان قد وجه أعنف منها لوزير خارجية أمريكا جون كيري في مؤتمر جنيف حينها كان العالم كله مأخوذاً إلى الخيار الأمريكي ومع ذلك أشار المعلم مهدداً (اسمع يا كيري ليس هناك من قوة على الأرض تملي على السوريين شروطها). كل السوريين كانوا في نيويورك مع مهندس الدبلوماسية السورية، كان المشهد مزيجاً من مشاعر الفرح والاعتزاز، كانوا مع المعلم في مواجهته السياسية الدقيقة، المشهد يصلح للمقارنة بين ما فعله خرونشوف رئيس الاتحاد السوفياتي في خمسينيات القرن الفائت يوم دق بحذائه طاولة الأمم المتحدة تعبيراً عن انتصار روسيا في الحرب الكونية الثانية.
وبين ما فعله المعلم حيث لغة الانتصار ومفرداتها كانت حاضرة في كل كلمة من كلماته الصادقة الكاشفة، الشفافة التي نزلت كالصاعقة على رؤوس المهزومين في الأمم المتحدة كما في جنيف فرد وزير خارجية سورية وليد المعلم كل الأوراق على الطاولة وعرّى كل المختبئين، خاطبهم بأسمائهم وكل استلم كتابه وفيه ما جنته يداه.
وفي كلمته التي ألقاها في اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة كان يصرّح ولا يلمّع، كان يجهر ولا يبطن، قالها بالكلمة الواثقة: سورية تعرضت لإرهاب منظم عبر ثمان سنوات تقف وراءه دول صدّرت الإرهاب، موّلت، وساهمت، وحرضت، لم تنظر إلى بيتها الزجاجي المهترئ قبل أن ترمي القلاع الحصينة بالحجارة.
كنا نتابع تلك الوجوه الصفر لا لعلة فيها حين كان مهندس الدبلوماسية السورية بهدوئه المعروف يشرح ويوضح ويفند مطفئاً النار عن وجه الحقيقة بعد أن حاولوا إشعاله ليكسبوا معركة يعرفون مسبقاً أنها خاسرة.

 إبراهيم شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار