حكرو.. بنت البطة السوداء مـُتعت بوفرة الماء والظلال وحـُرمت من الخدمات

العدد: 9439

الخميس :3-10-2019

خصها الله من الجمال الإلهي والطبيعي كما غيرها من قرانا البهية من طبيعة خضراء وموقع مشاطئ للنهر الكبير الشمالي وآثار من الأولين، لتكون دروبها العتيقة مرصوفة بحكايات أناس وفرسان أبطال، لم تقدر الهجمات الإرهابية السوداء أن تمحو آثار أقدامهم رغم كل الخراب والتدمير، ويعود أهلها بعد انتصارات جيشنا لبيوتهم لتنبض الحياة فيها من جديد.

طرق مهترئة
× الآنسة أمل أسد، أمينة الفرقة الحزبية في القرية: حكرو، قرية صغيرة زراعية لكنها تفتقر لكل أسباب نموها وإنتاجها، فرغم وجود مياه النهر قربها والسدود إلا أنه لم تتم الاستفادة من أي منها في ري أراضي القرية بشكل مدروس والتي لم تخدم أبداً بشبكات للري لتتعرى من مواسمها، فهي تفتقر لاهتمام المسؤولين ودوائر الخدمات فمعظم الأراضي الزراعية تعرضت للتخريب والحرق ولم تساهم مديرية الزراعة في مساعدة أهلها وإعادة تأهيلها والتعويض لهم رغم كل المناشدات المتعددة والمتكررة التي لم يمل أو يفقد الأهالي فيها الرجاء.
كما أن الطرق الزراعية وحتى الطرق العامة لم يتم ترميمها أو ترقيعها بالإسفلت منذ أكثر من عشر سنوات، لتعود ترابية موحلة وتخرج معظم الأحيان عن الخدمة في فصل الشتاء حيث الانكسارات والحفر والانزلاقات التي تؤدي لانقطاع تام عن أوجه الحياة المدنية.

 

وحدة إرشادية بحاجة لتفعيل
وأضافت محدثتنا: توجد وحدة زراعية في (وطى الخان) لكنها لا تقدم أي خدمات تذكر للمزارعين، وتوجد في القرية جمعية فلاحية تقدم الأسمدة للمزارعين ومادة المازوت المخصصة للجرارات والآلات الزراعية، لكن حبل الوصل والوصال بين الوحدة الإرشادية والجمعية الفلاحية مقطوع ولا نتائج لعمل بينهما أو بشائر خدمة تلوح في الأفق.
يذكر أن القرية تشتهر باللوزيات والزيتون والحمضيات، ويزيد عليها بعض الزراعات الموسمية والخضروات في الأراضي المتاخمة لماء النهر، كما ولا يمكن للأهالي الاستغناء عن تربية الحيوانات المنزلية والدواجن والطيور التي يعيشون على إيراداتها ومنتجاتها، مطالبة بتفعيل دور الوحدة الإرشادية لتشمل بخدماتها قرية حكرو وتخصها بنصيب من إشراف على الإنتاج والمحاصيل وتوزيع الأدوية والمبيدات الحشرية، ولتعويض عن خسائر الفلاحين في محاصيلهم والأشجار التي تضررت بالأحداث والأحوال الجوية.
وأما المعاناة الأخرى للقرية فتكمن في حصول البيوت على حصتها من مياه الشرب، والتي لا يمكن وصولها إلا نادراً وفي أوقات متباعدة قد تتجاوز عشرة أيام، من مصدرها الوحيد في (جورين) ومن خزان (بيت الشكوحي) عبر شبكة وقساطل قديمة جداً اعتراها الصدأ والاهتراء وتعرضت للظروف الجوية والأيادي التي تتعدى عليها وتحرم الأهالي من كأس ماء شرب.
4 مدارس
وفيما يتعلق بالتعليم فتوجد في القرية أربع مدارس، ثلاث منها تعليم أساسي، وثانوية واحدة بفرعيها الأدبي والعلمي، كما أن الكادر التعليمي متوفر فيها، لكن ما يرهق الطلاب ومدرسيهم (في مدرسة الشهيد إبراهيم أسد، حلقة أولى) هو تسرب المياه إلى الصفوف ودلفها من السقف والنوافذ حيث لم يتم ترميم الحلقة الأولى حتى اليوم وهي التي تعرضت لقذائف الإرهاب كما تتعرض لماء الشتاء، لكن تم تأهيل الحمامات في الحلقة الثانية من قبل البطريركية كما كانت قد رممت بعض بيوت أهالي القرية وأعادتهم إليها، .حيث أن 70% من أهالي القرية هم من الموظفين وشباب جامعيين وغيرهم الذين يقصدون المدينة التي ليس لطريقها عندهم سرفيس، وهو ما يضطرهم إلى اللجوء لاستخدام سرفيسين خطهما لقرية (تلا) والشاطر يفوز بمقعد.
وتحيط بـ (حكرو) قرى: وطى الخان، غمام، الزوبار، شريفة، وجميعها أفضل منها حالاً لكن ما يجب أننأذكره لينظف وجه الخدمات في (حكرو) أنه يتم ترحيل القمامة بشكل دوري من قبل بلدية وطى الخان.

مشاكل في الصرف الصحي

السيد علي أسد، مختار قرية حكرو وتوابعها يتابع الحديث ويضيف: يتبع لقرية حكرو (بفاسكنير، وطى الكردي، شوفانة، بيت الذكرى، قبر العبد، خان زعرور) وهي تعاني الكثير من النقص في الخدمات وأولها ماء الشرب، والطرق الزراعية والصرف الصحي والهواتف و..
أما الصرف الصحي فهو جزئي، حيث توجد بعض الحارات غير مخدمة به أبداً مثل مزرعة وطى الكردي وحارة البلاطة وحارة المقلعينة، لتطفو المياه الآسنة على الطرقات وتسيل بعد انجرافات التربة من انهيارات فيها شكلتها أمطار الشتاء، أما الهاتف فالإشكال عليه كبير حيث لا يوجد مقسم هاتف يخد م القرية ومزارعها لتخدم من مقسم (تلا) بشبكة تنقطع أوصالها وأوتارها عند أي نسمة هوائية ورياح متقلبة وعواصف وما أكثرها عندنا كما أن كابلاتها تتعرض للسرقة وبالمؤكد لا يوجد (نت ومواقع تواصل الكترونية) إذ يفتقد المركز لهذه الميزة والامتياز فلا بوابات فيها تنفتح لنا وتفتح أبوابنا على العالم، كما يعاني أهلنا من المواصلات وظلمها ونناشد المسؤولين في الأمر أن ينجدونا من محنتنا هذه بوضع باص نقل داخلي يعالج مشكلتنا كما غيرنا بذات الشكل.
مشاريع صغيرة
وتتابع الآنسة أمل كلامها لتختم الحديث ببعض مفردات تثلج الصدر وتضيء الطريق ببصيص أمل ورجاء: تبعد القرية حوالي 25كم، وعدد سكانها حوالي 2500نسمة، قدمت 17 شهيداً مدنياً وعسكرياً، و7 جرحى حرب بإعاقات دائمة وتشوهات لم يعرفوا القعود واليأس بل كان لهم أعمالهم ومشاريعهم التي ساندتهم فيها الأمانة السورية التي تنشط أعمالها في القرية لتدعمهم نفسياً ومعنوياً ويستفيدون من مشاريع صغيرة تقدم لهم مثل: مشروع (خلايا نحل، إصلاح سيارات وكومجي، مزرعة أبقار صغيرة، ..) بالإضافة إلى مساهمتها في إصلاح الآلات الزراعية لبعض الفلاحين وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية وما زالت الأمانة تقوم بعملها منذ سنوات إلى اليوم، فقد تمت إضافة مبلغ مالي جديد عن طريق لجنة اللجنة ورصدها لمشاريع إضافية تخدم القرية وتفيد أهلها .
ولمعالجة مشكلة الغاز وبناء على طلب أحد الجرحى منحه رخصة غاز تمت الموافقة له وتأمينها له من قبل فرع الحزب بالتعاون مع السيد المحافظ والبلدية.
يتم توزيع مخصصات القرية من مادتي مازوت التدفئة والغاز المنزلي بشكل دوري ليصل جميع أهالي القرية بسعر التكلفة بالتعاون بين مختار القرية والبلدية والفرقة الحزبية.
وأخيراً
لا يمكن أخيراً أن نغفل عن مدى أهمية تنشيط السياحة للقرية والعمل على كسبها للزوار والسياح حيث تمتاز بالعديد من المواقع الأثرية والطبيعة الساحرة والمهن التراثية، أي أنها تمتلك الأرضية الخام والخصبة لإقامة المشاريع الاستثمارية والسياحية.
ولا زالت الأفراح عامرة في ديارنا إذ يسود الود والوفاق بين الأهالي في جو اجتماعي مميز يغلب عليه طابع العادات القروية القديمة فيها الطيبة والكرم والجود وإغاثة الملهوف، ولم ينصرف أهلها عنها ولا شبابها المتعلمون ويكون التعاون الجماعي والتفاعل على السراء والضراء.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار