العدد: 9439
الخميس :3-10-2019
إلغاء الاستثمارات في الحدائق العامة أثار مخاوف العديد من مستثمري الأكشاك البسطاء، الحديقة تستقبل زوارها في الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من الليل يقصدها عامة الناس للرياضة والمشاوير وعابر السبيل كما يقصدها باعة جوالون مع عرباتهم للبحث عن لقمة عيشهم، يصعب على المرء أن يلتمس معاناة الآخرين عن بعد ولهذا كان للوحدة آذان صاغية لما يقصه الباعة في الحديقة والزائر والمارة.
قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
ياسر سلوم شاب ثلاثيني استثمر كشكه لبيع الفلافل، هو المعيل الوحيد لأسرته له ثلاثة أطفال تباع سندويشة الفلافل بين ١٥٠ و٢٠٠ ليرة سورية الحال مستور والحمد لله ويتابع سلوم أن لا علاقة له بما ينتج من ضرر للحديقة فهو يقدم خدمة السندويش والمشروبات الباردة دون الجلوس، وأن رمي القمامة تأتي من زائر الحديقة، ويأمل أن تنظر البلدية بحاله فلا مكان آخر يقصده للرزق كما أن الاستثمار تضاعف مرات ومرات بعد الحرب حيث كان في الماضي /٥٠/ ألفاً أما الآن يدفع /٤٠٠/ ألف في السنة والتموين تضبط التسعيرة بربح رمزي مشيراً إلى أن صندوق الكولا لا يربح به إلا مئة ليرة بالكاد يشتري سندويشة فلافل من بيع صندوق كامل وبألم يقول أين نذهب، خلقنا على هذه الحياة وجميع الأبواب مغلقة في وجهي.
أبو العبد عماد حلوم استثمر محله لبيع الفطائر ويقول: ضيق الحال عند معظم الناس أثر على عملي والتكاليف بتزايد مستمر سعر التموين فطائر الجبنة /١٠٠/ والبقية /٧٥ / هذا الدخل لا يؤمن حياة كريمة ولا يمكن الاستطباب به فقط يسد الرمق وزاد الأمر سوء هو القرار بإلغاء الاستثمار سنضطر للتوقف عن العمل فتره لا يعلم بها إلا الله ونحن لم نتسبب بأذية للحديقة والمنطق أن تكون الحديقة مخدمة من كل وسائل التسلية والراحة مع وجود ضوابط صارمة.
مرهف عامل يقدم المتة والأراكيل يعمل من العاشرة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً يدرس معهد صناعي ودخله بالكاد يكفي مصروفه الشخصي بإلغاء الاستثمارات ماذا سيحل به فهو يعمل في الحديقة منذ خمس سنوات.
عبد الله شاهين بائع قهوه ستيني أب لأربعة شباب والجميع مستأجر والحالة ضيقة يعمل ١٤ ساعة ليكون عوناً لأولاده العساكر.
وآخر رفض إعطاء اسمه وقال إن البلدية تنوي تأجير بعض الأكشاك لمهندسين وتفتح مكاتب لهم ويتسأل ما حاجة المهندس للمكتب في هذا المكان ضاقت أعينهم به يمكن أن يفتح مكتب بأي مكان بعيداً عن رزقنا؟
والباعة الجوالون يعانون من مزاجية البلدية اليوم يسمح لهم بتلقيط رزقهم وغداً لا؟
على عربة خشبية بعجلتين كبيرتين يضع بائع الفول عدته للبيع ومنها جرة الغاز، أبدى حسرة وألماً وقال إنه يشتري جرة الغاز بسعر الحر /٥٠٠٠/ ليرة وإن الجميع يتحكم برزقة البلدية وقلة النقود عند الناس كما أننا نقدم على فصل الشتاء ويقول أنا إنسان بائس أعيش تحت رحمة الجميع ولا رحمة بقلوبهم.
وكذلك عربات الغزلة والذرة والبوشار كلهم أبدوا انزعاجهم من مزاجية التعامل معهم.
الزوار يطالبون بخدمات أفضل
أما الزوار، فيقول أحمد إنه يأتي الى طرطوس مرة كل شهر ليقبض راتبه ويحضر بعض الحاجيات وفي كل مرة يشرب المتة في الحديقة يرى فيها جمالية وعند سؤاله عن الأكشاك طالب أن يكون منظرهم أفضل وأن يحافظ الناس على نظافتها.
يوسف يجتمع مع أصدقائه كل فترة وأخرى في الحديقة لم يبد انزعاجه من المستثمرين وقال إن المنطق هو وجود هذه الخدمات في الحديقة مع المحافظة على مرافقها وتغريم كل مستثمر عن الجزء الذي يستثمره ان لحق به الأذى ومن ضمنها المقاعد واعتبر قرار إلغاء الاستثمار أمر مجحف بحقهم.
علي يقول: قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ونحن نعيش زمناً أسود ويجب الرأفة بحال الناس وإن كان لهذا القرار شيء إيجابي للمحافظة على الحديقة إلا أن عسر الحال لدى الناس يجب أخذ النظر به.
إيناس: أنا أحب الجلوس هنا وبشكل دائم أقضي أوقات فراغي والملفت للانتباه حالة الفلتان للشبان بشربهم للأركيلة وهذه ظاهرة خطرة يمكن وضع قوانين تمنع منح الأراكيل دون سن ١٨ وبغرامات مالية كبيرة أما قطع الرزق فهذا أمر مستهجن.
مروه طالبة هندسة تقنية تطالب بخدمات أفضل من بائعي البوظة والكوكتيلات والفطائر والشاورما ومع وجود ضوابط تمنع أذية الحديقة وأيدها من كان بصحبتها
لا صحة ما يشاع عن استئجار المهندسين
بعد هذه اللقاءات توجهت الوحدة إلى المهندس علي محمود رئيس دائرة الحدائق في طرطوس مبيناً أن إلغاء الاستثمارات جاء بناء على التعميم رقم ١١ في ١٤/١/٢٠١٩ الذي تم التأكيد فيه على ضرورة الحفاظ على الحدائق العامة لتحقيق الغاية التي أنشئت من أجلها وأن الاستثمار لحق الأذية بالمسطحات الخضراء والمرافق العامة من مقاعد ودورات مياه وشبكة مياه وغيرها كما جاء التعميم بناء على مطلب اجتماعي للحد من التصرفات المسيئة وأن تكلفة الصيانة أكثر بكثير من قيمة الاستثمارات
وعن واقع الأكشاك في حدقة الباسل يقول محمود إن الأكشاك منتشرة في ثلاث كتل في حديقة الباسل، الكتلة الشمالية يتم تحويلها إلى مظلات وتمت المباشرة بها والهدف تأمين مقاعد للرواد في كافة الفصول والكتلة الوسطى سيتم تحويلها لأماكن للعمال لتبديل ثيابهم وأخرى للحفاظ على المعدات الزراعية الموجودة في الحديقة مشيراً إلى أنها كانت في العراء عرضة للسوقة والضياع وللعوامل الجوية والكتلة الجنوبية سيتم تحويلها إلى مظلات عند الانتهاء من عقود المستثمرين وينوه محمود أن الكتلة الأساسية على مدخل الحديقة الغربي هنالك فكره لتحويلها إلى معرض زهور بإدارة المدينة ونفى تماماً وبشكل قاطع ما تم تداوله عن استئجار المهندسين لبعض الأكشاك وإن الاستثمارات ألغيت من تشغيل مطعم متواجد في الحديقة ليوضح قائلاً إن التصميم الأساسي للحديقة يتواجد مطعم في الجهة الشرقية بقي لسنوات أرضاً بوراً ومنذ خمس سنوات تم الإعلان عنه ورسي على مستثمر وهو مستقل وليس له أي علاقة باستثمارات الحديقة.
ربى مقصود