حرائق الكورنيش الجنوبي تؤرق الجوار ولا تقضي على القمامة

العدد: 9439

الخميس : 3-10-2019

  

وكأن الكورنيش الجنوبي لا يكفيه ما فيه من إهمال وتقصير ونقص في الخدمات حتى تأتيه الحرائق اليومية التي تفتقت عنها قريحة بعض عمال النظافة الذين يقومون بجمع القمامة من الشارع حصراً وكأنهم لا علاقة لهم بالرصيف ليقوموا بعد ذلك بإشعال النار فيها لتنبعث روائح حرق العبوات الكرتونية والبلاستيكية وغيرها من المواد التي تنشر روائح مؤذية في ساعتها وعلى المدى البعيد.

والسؤال هنا موجه إلى أكثر من جهة ولتكن بداية مجلس مدنية اللاذقية وهو الجهة المعنية بعملية النظافة والمراقبة أما السؤال فهو لماذا لا يتم زيادة عدد العاملين على نظافة الكورنيش الجنوبي لاسيما في فترة الصيف حتى وإن تم الاستعانة بعمال موسميين أو مؤقتين، ثم لماذا لا يتم الإيعاز إلى عمال النظافة للاهتمام بالأرصفة والعمل على تنظيفها وإذا لم يكن عمال النظافة معنيون بتنظيف الرصيف فمن هي الجهة ذات الصلة وإلى الآن لم نتحدث عن الأوساخ والقذارة المتراكمة ضمن المنشآت القائمة والمهجورة في الكورنيش الجنوبي وإلى متى سيبقى الوضع على ما هو عليه وتبقى هذه المنشآت مرتعاً للقوارض والشذاذ ولا نبالغ عندما نقول: إن عدد الفئران لا بل الجرذان لا يحصى في تلك المنشآت وقد تراها تسرح وتمرح بين المارة صباحاً أو مساءاً، أما الذباب فحدّث ولا حرج، وإمعاناً في تأكيد هذه الظاهرة نضع أمام المعنيين في بلدية اللاذقية تحدياً أن يسير أحدهم على الكورنيش الجنوبي ولا يحرك يديه بضع دقائق لطرد الذباب عن وجهه.

ثم لماذا لا يتم إلزام المنشآت والمطاعم القائمة بالمساهمة في حملة نظافة حقيقية للمنطقة بعيداً عن تلك الحملات التي تسارع العديد من الجهات لإطلاقها أو حتى تنفيذها إعلامياً أو على صفحات التواصل الاجتماعي والتي لا تسمن ولا تغني من جوع حيث يتم تنفيذ حملات النظافة أمام الكاميرات فقط وعلى أرض الواقع لا شيء يذكر إن لم تكن الأمور أكثر سوءاً وهنا لا بد من التنويه ثلاث حملات نظافة تم إطلاقها خلال شهر أيلول وبعضها خصص جهدها في منطقة الكورنيش الجنوبي ولكن الحقيقة أن النتائج صفر نظافة.
وبالانتقال إلى الإشغالات الموسمية وبائعي القهوة والذرة وغيرهم ممن حصلوا على رخصة مؤقتة من البلدية لماذا لا يتم إلزام هؤلاء بتنظيف ما حولهم والاشتراط عليهم ضرورة جمع مخلفاتهم من عبوات وفوارغ ليصار إلى التخلص منها بشكل أصولي عبر سيارات نقل القمامة التي لا تزور منطقة الكورنيش الجنوبي أبداً وكأنها في قطيعة معه رغم الحاجة الماسة لتواجدها بشكل يومي مرة أو مرتين.
الأمر الذي يدفع عاملي النظافة الوحيدين وكلاهما من كبار السن وليس معهم أية وسيلة تعينهم على النظافة، يعملون على جمع العبوات والقاذورات قرب الحوايا أو ضمن الحوايا وسرعان ما يعمدون إلى إشعال الحرائق بأكوام القمامة ظناً منهم أنها أسهل وأيسر طريقة للتخلص من النفايات، وللأمانة أنه ليس فقط عمال النظافة من يقوم بحرق القمامة وإنما بعض بائعي القهوة والذرة وما كان هؤلاء ليجرؤوا على فعل ذلك لو كان هناك رادع من جهة ما أو حل أفضل.
وهكذا نجد أن الكورنيش الجنوبي ليس فقط لا يشهد أية تحسينات من الناحية الجمالية أو الخدمية وإنما يتم الإساءة إليه وإلى الجوار القاطنين قريباً منه ليجدوا أنفسهم أمام مخلفات لا تقل سوءاً عما كان يطلقه مكب البصة الذي أرق ولا يزال أهالي اللاذقية على مدى سنوات.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار