العدد: 9438
الأربعاء:2-10-2019
لدينا منها في اللاذقية ثلاثة خانات، خان الصغير تحوّل محلات لبيع الألبسة المستعملة والنجارة، وخان الشاه تشغله اليوم منشرة، وثالث يدعى الصغير.
يتوحد فيها النسيج المعماري تقريباً ضمن نمط العقود المتصالبة المشتركة بالركائز، وبعض الأسقف بعقود متصالبة وأقواس أو أنصاف أقواس سريرية، ورد بعضها بإشارات عابرة في بعض الحجج الوقفية القديمة، تعود لـ 1736م- 1139هـ.
وعبر الزمن تفقد هذه الخانات وظيفتها بالحياة المدنية لكنها تحافظ على دورها التاريخي، فحالتها الإنشائية جيدة، لكنّها لم توظّف سياحياً لأي غرض استثماري.
خان الصغير..
رواق البالة الطويل
وأخيراً عرفنا الاسم الحقيقي لسوق البالة إنّه (خان الصغير) الذي يحدثنا عنه وعن الخانين الآخرين مدير آثار اللاذقية م. إبراهيم خير بك:
بناه أرسلان باشا المطرجي في محلّة الصباغين المعروفة اليوم بحارة الموارنة، وكان في نهاية القرن التاسع عشر ضمن وقف يوسف باشا العظم، كما كان للقنصل الفرنسي أدولف جفروا (قراريطَ) فيه، لا يزال الخان موجوداً حتى الآن، وقد تحوّل محلات لبيع الألبسة المستعملة والنجارة، الخان مسجّل بالقرار رقم 593/آ تاريخ 4/10/2000م، يتصف (خان الصغير) بكونه رواقاً طويلاً غير مستقيم وبعرض غير متجانس يتضيّق تحت القنطرة ويتسع بعدها، تتوزع على جانبيه مجموعة من الكتل المعمارية المختلفة المساحة، يختلط النسيج المعماري لهذه الكتل ما بين كتل معمارية ذات سقوف متصالبة بارتفاع غير كبير وركائز متوسطة الأبعاد وكتل أخرى ذات سقوف بأقواس سريرية طويلة نسبياً وكتل معمارية يختلط بها النمطان السابقان مع وجود أسقف خشبية.
يلاحظ وجود ممرات مسقوفة بعقود متصالبة توصل إلى غرف متوزّعة على جانبيها وتؤدي في نهايتها إلى فسحات سماوية تحوي بدورها غرفاً موزّعة على جوانبها ودرج حجري يوصل إلى كتل علوية أخرى.
من الملفت للنظر وجود قنطرة في منتصف الرواق مرتكزة مباشرة على جدران الغرف التي تتوزع على جانبيها، ارتفاعها عال، وسقفها عقود متصالبة وأقواس سريرية.
خان الحنطة ..غائر بالقدم
خان الحنطة أو الجديد، وسمي الخان بالاسم الثاني لأنه يقع بالقرب من الجامع الجديد الذي بناه سليمان باشا العظم، وبخان الحنطة لأنه كان يحتوي على أماكن لحفظ القمح (الحنطة)، مسجّل خان الحنطة بالقرار 593 رقم /آ تاريخ 4/10/2000، في منطقة العوينة العقارية، شارع عبد الرحمن الغافقي، ويعود إنشاؤه للعام 1736م- 1139هـ ، وقد وردت إشارة إليه في وثيقة مؤرخة في العام (1139-1336) تبين فيها أنّ هذا الخان يتألف من طابقين:
* أرضي: عبارة عن ساحة سماوية و(أواوين) داخلها غرف و(بايكة) كبيرة وبئر ماء وأروقة ومقهى ودرجان حجريان يصعد منهما إلى الطابق العلوي الذي يحتوي على ست غرف.
امتلك هذا الخان (عمر آغا) ابن المرحوم (حسين بيك الشهير بابن الدوكير) بالاشتراك مع (أولاد مصطفى بيك قبلان مطرجي).
والخان عبارة عن فسحة سماوية بأبعاد كبيرة يدخل إليها من بوابة شرقية سقفها خشبي مرتفع تتوضع على جوانبها الشمالية والجنوبية مجموعة من الغرف.
كانت تتبع للخان المذكور حاكورة زالت مع الأيام واقعة أمام بابه اشتملت على أشجار زيتون وتوت ومنافع ومرافق.
في الجهة الجنوبية للفسحة والمسايرة للشارع العام يُلاحظ كتلتان معماريتان، واحدة من جهة الفسحة السماوية وتتألف من مجموعة من الغرف بأسقف ذات عقود متصالبة وتوجد فبها فتحات للتهوية علوية، وثانية أمام الكتلة السابقة ولنسيجها المعماري نمطان:
* غرف أسقفها بعقود متصالبة وركائز متوسطة الحجم وأطوال أقواس كبيرة نسبياً.
* غرف بأسقف قوسية سريرية.
وتعلو الكتلة من الجهة الغربية الجنوبية ثلاث غرف بأسقف ذات أقواس سريرية, سقف الكتلة الأولى الأمامية أعلى قليلاً من الكتلة الثانية الخلفية.
في الجهة الشمالية توجد أيضاً مجموعة من الغرف ذات أقواس سريرية، أما في الزاوية الشمالية الشرقية فيتوضّع درج حجري (بردّتين وبسطه) يوصل بدوره إلى قسم علوي متراجع قليلاً عن مقدمة الغرف الواقعة تحته ونمط عمارة القسم العلوي فرنسي نوافذه منخفضة ومن دون سقف.
خان الشاه
يعود للعهد المملوكي، مسجّل بالقرار 593/آ تاريخ 4/10/2000 يقع بحي الصليبة في اللاذقية (شارع عمر بن الخطاب)، ورد ذكره بإشارة عابرة في بعض الحجج الوقفية القديمة وهو ملاصق لفرن الصليبة في الجهة الشمالية منه، تشغله اليوم منشرة ويعتقد أنه مبني في العهد المملوكي.
يقسم الخان إلى كتلتين معماريتين إحداهما كبيرة المساحة والأخرى صغيرة بينهما رواق طويل ذو عرض صغير نسبياً مسقوف بعقود متصالبة، ارتفاعه أعلى من ارتفاع سقف الكتلتين السابقتين، ويوجد في الجدار الشرقي للرواق بوابة أبعادها كبيرة توصل الى الكتلة الأولى.
يغلب على النسيج المعماري لهذا الخان نمط العقود المتصالبة المشتركة بالركائز، وبعض أسقفه بعقود متصالبة وأنصاف أقواس سريرية, مع وجود سقف واحد بقوس كامل.
تتوضع الركائز الحاملة للعقود المتصالبة في كلا الكتلتين على استقامات مختلفة ويلاحظ غياب التناظر في نسيج عمارة هذا الخان.
لجدران الكتلة الثانية سماكات ضخمة، والفتحات في جدران الخان أبعادها صغيرة وارتفاعاتها متباينة.
خديجة معلا