معاناة حقيقية مع النظافة يعيشها «حيّ الزقزقانية» فهل تحسـّنها المناشدات والأماني؟

العدد: 9438

الأربعاء:2-10-2019

 

يعدّ توفير الخدمات لسكان أي حي أو منطقة مهماً جداً وذلك لتقديم سبل العيش الفضلى، والتي من شأنها أن تسهل الحياة وتطورها مع زيادة المشاكل والتحديات التي تواجه أغلب الأحياء، من الازدحام المروري، التلوث البيئي، ظهور العشوائيات والاحتياج الشديد للماء والكهرباء والاتصالات… 

اليوم نسلط الضوء على الواقع الخدمي في (حي الزقزقانية) الذي حالف الحظ جزءاً منه، ومازال الجزء الآخر على قائمة الانتظار..

عامــل نظــافة واحــد للحي والإنــارة الشــارعية غائــبة

 

المطـــالبة بإحـــداث ثانـــوية للبنات ومخبـــز واحـد لا يكفي

 

حفــــر عشـــوائية وتســـرب «الصـــرف المطـــري» إلى بعض الأبنــــية

 

يعتبر الحي من الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان، وذات موقع متميز، كونه قريباً من جامعة تشرين، يكثر في الحي طلاب الجامعة مع عدد من الأسر الوافدة، ويمتد من دوار الجامعة عند مدخل المدينة الشرقي مروراً بأوتوستراد الثورة باتجاه ضاحية تشرين حتى ضاحية الباسل.
وفي زيارتنا للحيّ وتجولنا في شوارعه و سؤالنا الأهالي عن وضع الخدمات بما فيها الكهرباء والماء، أشار المواطنون أن الكهرباء وضعها جيد في الوقت الحالي، أما بخصوص المياه فتحصل أحياناً انقطاعات فيها في بعض الحارات دون الأخرى، فتوضح شركة المياه أنها ناتجة عن أعطال قيد الإصلاح.
وأثناء جولتنا شاهدنا أن المشكلة الأكبر هي النفايات المبعثرة بشكل عشوائي بعيدةً عن المكان المخصص لها، وبالحديث مع الصيدلانية التي فضلت عدم ذكر اسمها قالت بجملة تلفها الحيرة (ما منعرف نحط اللوم ع الشعب ولا ع الرقابة) حيث أن البلدية وفّرت مكبات عدة فجاءت اعتراضات من الأهالي على وضعها أمام ممتلكاتهم وبيوتهم، وأرجع كثيرون وضع القمامة المزري إلى إهمال الأهالي من جهة وعدم فرض عقوبات من قبل الجهات المعنية من جهة أخرى.

مختار حي الزقزقانية السيد باسم إسماعيل سالم قال: يتميز حي الزقزقانية بمركزه القريب من الجامعة، وبالتالي يسكنه عدد كبير من طلاب الجامعة وأيضاً من الأسر الوافدة من مختلف المحافظات، وهذا ما أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار آجارات البيوت مما أثر على الوضع المعيشي للسكان، وهذا ما أثّر سلباً على خزانات الكهرباء سابقاً، منوهاً أن ثلاثة أرباع الحي غير مخطط تنظيمياً.
وفيما يخصّ الكهرباء أكد باسم أن الكهرباء في الوقت الحالي تعمل بشكل جيد ومتواصل وذلك بعد أن تواصلنا مع مديرية الكهرباء، (الدكتور نضال إسماعيل) مؤكداً أنه سيتم تكثيف وزيادة عدد الخزانات فتحسنت الأمور تدريجياً، إلا أنه ذكر أنه في فصل الشتاء في أعوام ماضية كان هناك ضغط كبير على الخزانات ما أدى إلى أعطال وانقطاعها لعدة ساعات ووجود تقنين، وذلك نتيجة الحمولة الزائدة على خزانات الكهرباء حيث أن طلاب الجامعات غير قادرين على تأمين مصروف مادي للغاز والمازوت فيتحولون إلى استخدام السخانات الكهربائية للتدفئة.
مياه الشــرب
وأضاف: كانت هناك معاناة في الأعوام الماضية وتتم معالجتها بالتواصل مع مؤسسة المياه وهناك استجابة حين حدوث أي خلل أو عطل وفي بعض الأحيان يكون الضخ ضعيفاً كما يحصل أثناء عمليات الصيانة.
الاتصالات والأنترنت
وأضاف سالم: تمّ توسيع الشبكة العامة ولكن السكان يعانون من قلة عدد البوابات، وأيضاً هناك ضعف في شبكة الأنترنت وأفادنا بعض الطلبة أنهم يواجهون صعوبات في تفعيل بوابة جديدة كونهم غير مستقرين في سكنهم، مطالبين بتسهيل إجراءات تفعيل الأنترنت وتقصير مدة تفعيلها.
النظـــــافة

 

من خلال قيامنا بجولة ميدانية في شوارع الحي كانت المأساة واضحة من خلال تجمع النفايات في أماكن غير مخصصة لرميها وبشكل مبعثر، ومع وجود مكبات النفايات إلا أن لجوانبها النصيب الأكبر، فأكد المختار: نواجه صعوبة في عدم تعاون الأهالي والالتزام بمواعيد رمي القمامة في أوقاتها المحددة والتي غالباً ما تكون في الفترة الصباحية، بالتوازي مع رفضهم لموقع المكب بعد استجابة من مجلس المدينة بتوفير عدد من المكبات، متابعاً حديثه أنه توجد سيارة واحدة لنقل النفايات تعمل بين نقلتين وثلاث يومياً مع تواجد عامل واحد وهذا غير كافٍ لحيّ مزدحم بالسكان وطالبنا بزيادة عدد عمال النظافة وهناك وعد من مجلس المدينة بتوظيف عمال وذلك بعد انتهاء مسابقة التوظيف، وهناك تجاوب من مدير قسم النظافة في مجلس مدينة اللاذقية عمار القصيري.
الشوارع والإنارة والصرف الصحي
من حوالي شهر تمّ رصد مبلغ محدد اتفق عليه في العقد المبرم حيث أن المبلغ المادي لم يكن كافياً لإكمال التزفيت الطرقات وترميم الحفر العشوائي، قائلاً: أن هناك وعد من المهندس رامز كباس أنه سيتم إبرام عقد جديد قريباً وبمبلغ جديد لإتمام بقية الشوارع غير المعبدة.
وبالنسبة للإنارة فأغلب الشوارع غير متاحة بالإنارة الكافية مما يجعلها خطراً على المارة وفي هذه النقطة أكد أن الإنارة سيئة جداً وبحاجة إلى النظر في أمرها وإيجاد الحلول لها وبشكل خاص الطريق النازل من مشفى عثمان باتجاه ضاحية الباسل، وفي السياق ذاته أشار إلى أن الصرف الصحي جيد وعند مواجهتنا لأي مشكلة أو خلل نتواصل مع مدير الشركة السيد رفيق نوفل في أي وقت يستجيب وذلك وفقاً لتوجيهات من رئيس مجلس المحافظة.
التعـــــليم
وعن التعليم أشار مختار الحيّ أنه توجد مدرسة واحدة وهي مدرسة (جعفر الصادق) للمرحلة الابتدائية، فيما يطالب الأهالي بإحداث ثانوية للبنات كون المدارس الأخرى تبعد مسافة عن الحي وأعاد المختار التأكيد على طلب إحداث المدرسة وبشدة، إذ أن المدارس الإعدادية تقع في ضاحية تشرين (إبراهيم محفوظ للإناث وأنور قاسم للذكور)، وتوجد عدة معاهد تعليمية بالإضافة لجمعية نبض سورية التعليمية المجانية (خيرية).
فــرن واحــد
صعوبات يعاني منها أهالي الحي في تأمين رغيف الخبز بسبب وجود فرن آلي واحد والعدد السكاني الكبير مما يؤدي إلى ازدحام يومي أمام المخبز مع ذكر وجود ثلاث محلات خاصة لبيع الخبز (كولبات) موزعة على أطراف الحي وهناك مطالبات من قبل الأهالي بإنشاء فرن آخر للتقليل من الازدحام.
الحدائق العامة
تتوفر حديقة واحدة في الحي ونوّه المختار أن الحديقة بحاجة إلى صيانة حقيقية كون أغلب الألعاب غير صالحة للعب الأطفال فيها.
الصحــــــة
وحول الصحة يوجد مستوصف الشهيد حسن بدر زوان بإدارة الدكتورة أحلام منصورة رئيسة المركز، يتميز بوجود كادر جيد جداً متجاوب في أي وقت ضمن الدوام المخصص ومن ناحية الأدوية متوافرة حسب الإمكانيات المتاحة كون المستوصف مجانياً بشكل كامل بالإضافة لوجود مشفى العثمان الخاص.

آنجي حسين 
زوزان محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار