«ثقــــــافة المواطنــــة» في محاضــرة فكريـة

العدد: 9435

 الأحد-29-9-2019

 

 

المواطنة تبدأ من شعور الإنسان بالانتماء إلى وطن، وهو شعور متأصل ومتجذر في النفس الإنسانية، وينمو هذا الشعور عند الإنسان من أيام طفولته الأولى، ويكبر الإنسان، ويكبر هذا الشعور معه، وخاصية الالتصاق بالوطن تتجاوز الإنسان إلى كافة الكائنات الحية، كل مشدود إلى وطنه بشكل أو بآخر، بهذه المقدمة استهلّ الباحث عبد الوهاب زيتون محاضرته التي حملت عنوان (ثقافة المواطنة) وذلك في صالة الجولان بمقر فرع اتحاد الكتّاب العرب في اللاذقية. ونظراً لأهمية المحاضرة نسلط الضوء على أهم ما جاء فيها من محاور وأفكار ومعلومات أغنت موضوع المحاضرة ..

بداية أكد المحاضر على وجوب غرس المواطنة الأولى وتعزيزها لدى الإنسان المواطن مع بناء الإنسان البناء الأمثل في عقله وجسمه وفكره بحيث يكون شعور المواطن التصاقه ولاؤه، انتماؤه إلى الوطن أولاً، والمواطنة يتحدد إطارها وعمقها في إطار وعمق الانتماء الوطني بعيداً عن العصبيات الأخرى العشائرية منها والمذهبية الضيقة، وفي إطار المواطنة الكل على مسافة واحدة من الوطن الذي يتسع لجميع أبنائه وهم متساوون في الحقوق وما يترتب عليهم من التزامات وواجبات للمحافظة على الوطن وسلامته وإعماره والدفاع عنه، وممارسة المواطنة في سلوكية المواطن وفي غيرته على الملكية العامة والمنشآت العامة ذات النفع العام لكافة المواطنين دون تمييز في صونها والمحافظة عليها من التلف وعدم الاعتداء عليها أو نهبها أو التطاول عليها، وهذا ما يسمى بالتربية المؤسساتية، وفي غرس هذه التربية لدى الأطفال أولاً في البيت والمدرسة والحديقة..
أما من هم في موقع المسؤولية الوظائفية العامة، ومن هم في موقع المحافظة والإشراف والمراقبة فعليهم أن يكونوا القدوة وليسوا الحظوة في الالتزام بالقوانين، وعدم خرقها وأن يطبقوها على أنفسهم وذويهم أولاً قبل تطبيقها على عامة الشعب. وذكر زيتون بأن المواطنين ليسوا جميعاً في مستوى واحد فهم مختلفون بالفطرة في طرائق التفكير والقدرة على العمل والإنتاج والمعتقد الروحي، وهذا الاختلاف بين البشر إن أُسيء فهمه فهو نقمة على الجميع، وإن أُحسن فهمه بعقل وحكمة من خلال لغة الحوار فهو نعمة للجميع، وختم الباحث عبد الوهاب زيتون محاضرته بالحديث عن الحوار الذي يفضي إلى الإبداع والتطور والتقدم نحو الأفضل، والحوار لا يتفق مع العنف، وإن من أهم شروط الحوار: امتلاك المقدرة على الحوار وثقافة الحوار، وهذا لا يكون إلا عبر القبول بالآخر واحترام ثقافته ومعتقده وعدم تسفيهه أو نكرانه أو اقصائه أو إلغائه، وهناك ثوابت لا يجوز الخلاف عليها كالوطن فهو سفينة النجاة،
وتحت سقف الحوار السلاح لا يُرفع إلا باتجاه واحد باتجاه العدو الذي يحتل أرضاً، ويشرد شعباً.

رفيدة أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار