رقــم العــدد 9431
23 أيلــــــول 2019
سوط الغلاء يجلدنا يومياً، وهو هم معيشي مستمر يمس المواطن ويطال متطلبات الحياة اليومية، وشكل من أشكال العنف المبطن لصالح انتفاخ الكروش ومضاعفة القروش يمارس على المواطن العادي غير المستور الحال الذي يعجز عن شراء الكثير من الحاجات الأساسية لارتفاع أسعارها.
المشاكل المادية تجعل الإنسان قلقاً غير مرتاح البال، هناك خلل كبير بين الدخل الفردي والارتفاعات المتزايدة بأسعار جميع السلع ومختلف المواد والتقصير غير المبرر في حالة الفوضى ومنع التجاوزات جعل المواطن ضحية مستمرة للجشع وطمع التجار وقدرتهم على فرض السعر الذي يريدونه بفعل تراخي الجهات الرقابية وغياب الرقابة الحقيقية للسوق والتجار والتلاعب بالأسعار بفعل الواقع الصعب الذي فرضته الحرب والحصار المجرم والمفروض على الشعب السوري.
الغلاء أحد لعب جني الأرباح السريعة والكثيرة، والطفرة الكاوية والفلتان والجنون في الأسعار يعود إلى مزاجية التجار الخاصة الذين لا يهمهم إلا تكديس الأموال في جيوبهم والقفز فوق القوانين والاستهتار والاستهانة بالقوانين والأجهزة الرقابية واستغلال حاجة المواطن واللعب على وتر ارتفاع أسعار الدولار لرفع أسعار بضائعهم المكدسة في مخازنهم ومستودعاتهم وعدم الإعلان عن الأسعار وتقاضي الربح الزائد في مختلف المعروضات بعيداً عن التكلفة والمنطق بذريعة ارتفاع أسعار التكاليف والنقل وأزمة المحروقات.
الغلاء يعني اتباع أقصر الطرق لتحقيق أكبر ربح على حساب المواطن المسكين.. يجب ضبط السوق وحماية المنتجات من المستغلين ووضع حد لتلاعب التجار والباعة بالأسعار ومحاسبة وردع كل من يستغل وضع البلد وحاجة الناس والتلاعب بالجودة والمتاجرة بالمواد التموينية المدعومة كالدقيق والمحروقات والغاز ومعاقبة المتلاعبين بقوت وحاجات الناس وردعهم وتفعيل دور الرقابة التموينية كي لا يبقى شرفياً ومن باب رفع العتب وجبر الخواطر وتسجيل الحضور، ورفع الغرامات والإحالة إلى القضاء والعقاب بالسجن لكل من تسول له نفسه العبث بلقمة المواطن.
إن معالجة الأسباب من أولى مقومات العلاج، علينا حماية المواطن من تمادي التجار بالخداع والاحتكار ورفع الأسعار وتوفير المواد الأساسية من خضار وفاكهة وغذائية وألبسة وغيرها في الأسواق وبأسعار مقبولة ونوعيات ومواصفات جيدة حماية للفقراء وأصحاب الدخل المحدود لضمان العيش الكريم لهم.
نعمان إبراهيم حميشة