العدد: 9430
الأحد: 22-9-2019
في إحدى صالات المؤسسة السورية للتجارة في اللاذقية وهي صالة أوغاريت أو ما يعرف بصالة (الصليبة) نسبة للحي الذي يشهد كثافة سكانية عالية الأمر الذي انعكس على حركة البيع والشراء في الصالة وخلق نوعاً من الإقبال على معروضات الصالة، وقد لمسنا ذلك من خلال الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها داخل الصالة وضمن أجنحتها المتنوعة التي تحوي كل ما بحاجته المنزل لدرجة تشعر بها وكأنك في سوق مصغر ولعلّ ما يميز هذه الصالة إضافة إلى تنوع المعروضات هو آلية عرض السلع وذلك أشبه بما هو قائم في المولات الكبيرة وخلال جولتنا ضمن صالة البيع كان لنا بعض الملاحظات منها السلبية ومنها الإيجابية كما عمدنا إلى استطلاع آراء بعض زبائن ورواد الصالة حول تقدمه صالات المؤسسة السورية للتجارة وتجربتها التي أطلقتها بخصوص التدخل الإيجابي في السوق المحلية وسعيها لضبط الأسعار أو على الأقل البيع بأسعار منافسة للسوق مع الحرص على تقديم المنتج الأفضل.
وقبل الدخول في حيثيات وتفاصيل آراء وانطباعات رواد الصالة لابد من التوقف عند ملاحظة هامة ربما تكاد تكون عامة في معظم الصالات وهي إمكانية حدوث سرقات أثناء ساعات الازدحام وليس هناك إمكانية لضبط الصالة بالكامل من خلال كاميرات المراقبة وإن حدث ذلك فلا شك أن عملية المراقبة يحد ذاتها تحتاج إلى كادر بشري ربما من الأجدى استخدامه في عمليات البيع ترتيب المعروضات وعمليات أخرى تحتاجها الصالة التي تستمر فيها عمليات البيع طيلة أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة ومن الساعة الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة مساء وهذه الفترة الطويلة من العمل تدفع العاملين في هذه الصالة إلى توزيع ساعات العمل فيما بينهم وتجزئتها عليهم خصوصاً وأن البقاء حتى الحادية عشرة ليلاً هو اجتهاد شخصي من مدير الصالة السيد عمار حسن حيث أن الصالات الأخرى لا تستمر بالبيع إلا خلال ساعات العمل المحدودة و ذلك حتى الخامسة مساءً لا أكثر.
وهذه النقطة كانت مثار إشادة ورضا من قبل رواد الصالة الذين أبدوا إعجابهم بهذه المبادرة وأنه لا يجوز إغلاق مكان بيع في حي شعبي ويفترض أن تستمر عمليات البيع طالما هناك إقبال وطلب على الشراء، وقد أوضحت السيدة زهراء علاء الدين أنها انقطعت عن الشراء من الأسواق الأخرى منذ افتتاح هذه الصالة حيث تجد ضالتها وكل ما ترغب بشرائه دون التعرض لازدحام الأسواق والروائح وإمكانية التلاعب بالأسعار ولفتت إلى الخطوة الأخيرة من خلال افتتاح مركز بيع اللحوم الحمراء بشكل مباشر في الصالة وأكدت أنها كانت تضطر إلى الذهاب لشراء اللحوم تحديداً من السوق لعدم توفرها في الصالة أما الآن فكل مستلزمات المنزل متوفرة حتى الخضار والفواكه واللحوم، التقينا أيضاً بالسيد أيمن فران وهو رجل متقاعد أوضح أنه يأتي إلى الصالة في الوقت الذي يناسبه وخلال تجواله في الصالة لا يتعرض لأشعة الشمس الحارقة في الخارج ويشتري كل ما يحتاج إليه ولكنه نوه إلى ضرورة تأمين عربات للزبائن لتجميع المشتريات لأنه يعاني صعوبة في حملها لاسيما عندما تكون قائمة المشتريات كبيرة.
في قسم القرطاسية التقينا بطالبة جامعية أكدت أن الأقلام المتوفرة في الصالة جيدة وأسعارها أرخص كثيراً من السوق والمكتبات الخاصة ولفتت إلى فارق سعري يصل ما بين 35 إلى 50% بالنسبة للأقلام تحديداً.
بالمقابل أوضحت السيدة ميادة وهي مدرسة وأم لولدين أن أسعار الدفاتر هذا العام لم تكن منافسة في الصالة على عكس الأعوام السابقة، وهذا ما أكده مدير الصالة حيث أوضح أن مبيعات القرطاسية تحديداً لم تكن بسوية الأعوام السابقة ولكنه أوضح أن العمل يشكل عملاً ممتازاً وحركة البيع جيدة جداً خصوصاً وأن الصالة تحوي كافة المستلزمات المنزلية والمواد الغذائية والألبسة والقرطاسية والمعلبات والمنظفات وأدوات كهربائية ولعل الجديد في عمل الصالة هو منفذي بيع الخضار والفواكه واللحوم وهنا لابد من الإشارة إلى أن آلية العمل أو البيع بالنسبة للخضار والفواكه واللحوم تتم وفق صيغة الاستثمار وذلك وفق نشرة أسعار التموين وهكذا تكون الأسعار غير ثابتة وإنما وفق النشرة السعرية مع الالتزام بشروط البيع المتفق عليها.
في حين أن باقي المواد التي يتم بيعها في الصالة فيتم استجرارها إما القطاع أو قد تكون من إنتاج السورية للتجارة ذاتها حيث أنها تنتج أو تقدم مختلف الحبوب والسكر والأرز وغيرها من المواد كما يتم استجرار بعض الطلبات من شركات خاصة شريطة أن تضمن إمكانية البيع بسعر الجملة أي أقل من السوق.
وعند سؤالنا عن أسعار الخضار والفواكه التي لا تباع في وقتها أو في اليوم الأول لفت مدير الصالة إلى أنهم يستمرون في البيع حتى ساعات متأخرة بهدف بيع كل ما هو موجود من خضار وفاكهة وأنه في نهاية اليوم يتم البيع بسعر مخفض بهدف التخلص منها وعدم الإبقاء عليها لليوم الثاني، وعند السؤال حول التعامل مع مزاجية بعض الزبائن جاءنا التأكيد من مسؤولي الصالة ومن عدد من الزبائن أنه يتم استيعاب الجميع بصدر رحب والصالة تسمح بالتبديل وأحياناً إلغاء البيع نهائياً وتعمل وفق القاعدة التجارية التي تقول بأن الزبون دائماً على حق.
هلال لالا