العدد: 9430
الأحد-22-9-2019
أين كانــــــــت إنسانيتكم عندما دمّر «التحـــالف» مدينـــــــة الرقة؟
كلّ جبهة مقاتل ســـــوري صفحة مشرقة في تاريخ الإنســـــــــانية
استخدمت روسيا والصين (الخميس) حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار ألماني، بلجيكي، كويتي، في مجلس الأمن يهدف إلى حماية الإرهابيين في إدلب بحجة وقف الأعمال القتالية.
يحق لنا وبلغة المواطن السوري العادي أن نسأل مندوب الكويت الذي زجّ بأنف حكومته بهذه المعادلة (وهي أكبر منهم): من علّمك الحرف أيّها الرعديد؟
أين كنتم، راجعوا تاريخكم، فإن وجدتم فيه أي شيء إيجابي فسيكون الفضل فيه لمواطن سوري آمن أن (بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدانِ) فترك خلفه أهلاً وأسرة، ودجّن تخلّقكم، ليكون ردّ الجميل بـ (مواقف عنترية) لا تقدّم ولا تؤخّر، حتى شركاءكم في محاولات الاعتداء كل دقيقة على سورية لا يرون فيكم أكثر من رقم..
السيد بشار الجعفري قائد الدبلوماسية السورية قال في تلك الجلسة: (إن دولاً غربية دائمة العضوية في مجلس الأمن تتلطى خلف ما يسمى (حملة القلم) في صياغة مسودة قرار منحاز حول (وقف الأعمال القتالية) في إدلب بهدف إنقاذ الإرهابيين فيها بينما تتجاهل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها ولا يزال ما يسمى (التحالف الدولي) الذي تقوده الولايات المتحدة وأدواته من التنظيمات الإرهابية والميليشيات غير الشرعية العميلة له.. )
بدوره أوضح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن بلاده صوتت ضد مشروع القرار لأنه يهدف إلى إنقاذ الإرهابيين في إدلب ويتجاهل مسألة مكافحة الإرهاب في سورية مشيراً إلى أن مقدمي المشروع تجاهلوا مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي التي تنص على عدم شمول التنظيمات الإرهابية بأي وقف لإطلاق النار.
وقال نيبينزيا: نستغرب كيف اختفت إنسانيتكم عندما دمر (التحالف الدولي) مدينة الرقة وعندما سويت هذه المدينة بالأرض مبيناً أنه عند كل تقدم للجيش العربي السوري بمواجهة الإرهاب فإن هؤلاء الإرهابيين يصبحون ممثلين (للمعارضة السورية).
الهدف واضح
ولأنها ليست المرّة الأولى، ولن تكون الأخيرة، فلم يفاجئنا مثل هذا المشروع، وبذات الوقت لم يفاجئنا ما يحققه جيشنا البطل من إنجازات ميدانية، ولم تفاجئنا (إسرائيل) بطائراتها المسيّرة وبذات الوقت لم يفاجئنا إسقاطها من قبل دفاعاتنا الجوية..
اللعب بات على المكشوف، والإرهاب الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة لا يتعلق بـ (قشة) وحسب، بل يجري وراء الأوهام وإن لم يلمحها يختلقها، ويعرف أنّه ساقط وداعميه لا محالة..
يتكرر المشهد، التنظيمات الإرهابية تقف بوجه خروج المدنيين من المناطق التي يتجه إليها جيشنا بحسمه، ويتخذ منهم دروعاً بشرية، فتتحرك (الخوذ البيضاء) ويمتشقون سيوفهم (حملة القلم)، ويسيّرون مسيّراتهم، لكن الأبشع عندما يساق في كلّ مرّة (نظام عربي) ليكون من ضمن الهاجمين على انتصارات الجيش العربي السوري!
أما بالنسبة لموقف الصديقين (روسيا والصين) فهو مسجّل في وجدان السوريين، وسيبقى كذلك، فقد أثبت البلدان انحيازهما لصالح الشعوب المدافعة عن حقوقها، وهما حائطا الصدّ (خارج الحدود) بوجه تمرير أي قرار دولي يشوّه الحقائق، ويحاول أن يغطّي تجاوزات قوى الشرّ على الأرض السورية، أما على الأرض هنا، فكلّ جبهة مقاتل صفحة مشرقة في تاريخ الإنسانية، وكلّ قطرة دم هُرقت دفاعاً عن الحياة في سورية، ستزيد مساحة شقائق النعمان، وستكتب سفراً خالداً في سجلّ الشرف، لا سورياً وحسب، بل سيتردد صدى ذلك ولمدة قرون طويلة في كلّ الآفاق.