أوركســترا طــلاب رامــز غنيجة تحيي الجيــش

العدد: 9430

 الأحد-22-9-2019

 

 

لأن الموسيقى لغة الروح، صارت للأمم والشعوب حاجة ملحة في كل زمان ومكان، ويقال عندما تعجز الكلمات عن البوح تحضر الموسيقى، في مدى من السنوات الماضية والحرب التي مرت على سورية، كان الملاحظ ازدياد الإقبال على المعاهد الموسيقية للتعلم والغناء، وما هو إلا تعبير عن إرادة الحياة بمنطق هذه الأرض التي لا تعرف إلا السلام، ومن سلام الروح للروح كان السلام من مدرج دار الأسد باللاذقية حيث قدمت (فرقة رامز غنيجة الموسيقية) يوم الخميس الماضي الواقع ١٩ أيلول حفلاً موسيقياً تحت عنوان (تحية إلى الجيش العربي السوري)، ابْتُدِئ الحفل الموسيقي بتحية إلى الجيش العربي السوري وبمعزوفة النشيد العربي السوري وقدم قائد الفرقة الموسيقي رامز غنيجة الحفل بكلمة ترحيبية قال فيها:
(أنا تهجرت من مدينة دمشق من بداية الحرب وخسرت منزلي ومعهدي وأغراضي وأتيت إلى مدينة اللاذقية وبدأت أعمل جولات على القرى والأرياف البعيدة وجولتي كانت على أغلب قرى وضواحي اللاذقية ومن سبع سنوات وأنا أنشر الثقافة الموسيقية وخصوصاً للصغار وقد أسست أجيالاً كثيرة من الموسيقيين والمغنيين).
قدمت بعدها الفرقة الموسيقية مقطوعات موسيقية جماعية وفردية على الآلات الموسيقية المختلفة، بعض هذه الفقرات من تأليف الموسيقي غنيجة، وبعضها الآخر من التراث السوري والساحلي إضافة إلى مقطوعات من موسيقانا العربية، وقدم صاحب الغناء هذا العزف الموسيقي في فقرات أخرى فقد قدم عدد من طلاب المعهد أغان مع عزف لها، تنوعت بين مختلف المقامات والدرجات الموسيقية حتى كان لموسيقى الدبكة حضور في هذه الأمسية التي أمّها جمهور غفير عبّر عن رقي السوري ومزاجه المحب للحياة دائماً.
بعد انتهاء الحفل كان لنا لقاء جانبي مع قائد الفرقة وسألناه:
* كيف تختلف الموسيقى في زمن الحرب وماذا تقول؟
** دائماً في الحرب يكون إفرازات، الخير يطفو، والشر يطفو، والإنسان زمن الشدائد يظهر معدنه وأصله وأنا أسميت فرقتي بـ أوركسترا طلاب رامز غنيجة في زمن الحرب قصداً.
* كيف تقيّم الحركة الموسيقية السورية بين اليوم والأمس؟
** في زمن الحرب يجب أن نختار موسيقى تحاكي واقعنا المرير لأن الإنسان المبدع يظهر ويعطي ضمن الظروف الصعبة وليست الظروف المريحة ونبعث رسائل إلى كل العالم نحن حضارتنا بموسيقانا إذا أردت أن تتعرف على أخلاق الشعوب فاستمع إلى موسيقاها وموسيقانا تدل على أخلاقنا, كانت الموسيقى أو الأغنية بمثابة رسالة إنسانية فكانت الأغنية تعتمد على المثلث الذهبي وهو الكلمة الهادفة واللحن الشجي والصوت الجميل، أما اليوم باتت تشوه السمع والبصر والأخلاق وكله عبر المحطات الفضائية التي أصلاً هذا هدفها تشويه الفن وتشويه أخلاق أولادنا ولكن وبوجودي وأمثالي من الناس سنمنع هذه الظاهرة ونعيد موسيقانا الجميلة، لأن الحضارة خرجت من عندنا بدليل أول نوتة موسيقية في العالم كانت من مدينة اللاذقية موقع رأس شمرا وسميت بالرقيم الأوغاريتي وأول أبجدية كذلك وأول حبة قمح ودمشق أقدم عاصمة بالتاريخ مأهولة بالسكان.
* الاتجاه القوي نحو الموسيقى من الأجيال الجديدة بعد الحرب إلى ماذا تسقطه؟
** في زمن الحرب رأيت إقبالاً كبيراً على الموسيقى خصوصاً من هذه الأجيال الصغيرة وذلك سببه الهروب من الحرب وملحقاتها، فرأت في الموسيقى متنفساً جميلاً.
* كم عدد أعضاء الفرقة, وما هي النشاطات القادمة؟
** هذه الأوركسترا عددها اليوم أكثر من 120 عازفاً ومغنياً وهناك أيضاً الكثير غيرهم، ومنهم من أصبحوا نجوماً في عالم الفن وهم من أكثر من خمسين قرية ومن جميع الطوائف الكريمة وأنا أعمل لوحدي، كل الذي رأيتموه هو جهد شخصي وعلى مدى سنوات وإن شاء لله بين فترة وأخرى نقوم بنشاط ثقافي.

* كما كانت لنا وقفات جانبية مع بعض العازفين…
* غيدق ضاهر (عازف عود): كانت مشاركتي اليوم على آلة العود، قدمنا فيها معزوفات متعددة كتحميل بيان ورقصة الكمان فواصل شامية، ومعزوفات جبلية من التراث، أنا في المعهد منذ خمس سنوات واخترت الموسيقى بالذات لأنني أحتاج أن أعبر عن نفسي في مجال ما بعيد عن المدرسة، قضاء لأوقات الفراغ واخترت الموسيقى لأنني أحس بأن حجم الإبداع فيها أكبر وأستطيع أن أعبر فيها عن كل شيء.
* شادي البيرق (عازف عود): عندما أردت أن أتعلم الموسيقى اخترت العود لأنني أعده الآلة المناسبة للتعبير عن الموسيقى وبه إحساس متفرد أستطيع أن أنقله.
* حسين صادق سالم (عازف إيقاع): أنا من ريف اللاذقية منطقة الحفة، أعزف على عدد من الآلات الموسيقية، وأنا اليوم مشارك بآلة إيقاعية لأنني ومنذ طفولتي كان الإيقاع يلفت انتباهي لذلك تعلمته سماعياً في البداية ومن ثم أخذت دروسه على يد الأستاذ الموسيقي حسن ديوب، وتابعت مع الأستاذ رامز غنيجة، وأتمنى أن تكون هذه الأمسية قد نالت إعجاب الجمهور.
* تيم رامز غنيجة (عازف كمان وعود): منذ صغري أحببت الموسيقى ليس لأن أبي يعلم الموسيقى بل لأنني أحببت النغم الذي هو تعبير عميق عن الروح وأحاسيسها، وأحلم عندما أكبر أن أصبح مثل أبي، أعلّم الموسيقى وأنشرها بين الناس.

سلمى حلوم 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار