رغــــم اســــتنزافها للراتــــب الجمعيات الشهرية نجدة سريعة وملاذ آمن .. لا قروض ولا فوائد!

العدد: 9428

الأربعاء:18-9-2019

راتب متواضع والتزامات تلهث وراءه، تسعى لتقطيعه إرباً إرباً، ولا يبقى في الجيب ما نداوي به الداء، ولا قسط ندفعه للدورات، مما دفع أغلبية المواطنين للركض وراء جمعيات شهرية أو أسبوعية لعلها تسندهم في موقف بائس أو مفاجئ، فهل الرواتب تتحمل استنزافاً أكبر؟ وهل تحقق هذه الجمعيات جدواها الاقتصادية في ظل ظروفنا الحياتية؟
كانت لنا لقاءات مع بعض الموظفين والمواطنين أصحاب العمل الحر..
المعلمة لما: اشتركت في جمعية شهرية بعشرة آلاف ليرة رغم أن راتبي استنزف تماماً، ولكني كنت مضطرة للاشتراك بها إذ لدي أربعة أطفال ومشتركة بدورات إنكليزي وكل دورة نحتاج 20 ألف ليرة والأقساط الأولى لابد من دفعها، ولا يوجد وقت لسحب قرض ناهيك عن همومه وفوائده والكفلاء، فاضطررت للاشتراك بجمعية مع عشرة أشخاص ولعشرة أشهر وحصلت على 100 ألف ليرة.
المهندسة راما موظفة في إحدى الدوائر الرسمية تقول: اشتركت في جمعية هي الأفضل على الإطلاق إذ يدفع كل شخص 200 ليرة في اليوم ويأخذها شخص ما بعد أسبوع ونحن عشرون موظفاً فيحصل كل شخص حسب الدور على 28 ألف ليرة، وأنا أحبذ هكذا جمعيات بمبالغ بسيطة لأنه يمكن الاستغناء عن فطيرتي أو كوب الشاي صباحاً وأشترك بها وتدفع كل يوم ونأخذها مجموعة من دون عناء الفوائد أو استنزاف للراتب.
السيد عهد عامل في محل ألمنيوم يقول: طبيعة عملي لا تسمح لي بسحب قرض أو الاستعانة ببطاقة التأمين الصحي لأنني لست موظفاً، مما اضطرني للاشتراك بجمعية مع جيراني لإجراء عمل جراحي مستعجل ولابد من (تحويش) المبلغ بأسرع طريقة فكانت الجمعية هي ملاذي الوحيد، وانسحب من راتبي مبلغ 5 آلاف ليرة شهرياً وما زلت أدفعها حتى اليوم ولكن تبقى الجمعية أفضل من سؤال الناس والطلب.
الموظفة مي: تقول وجدت في الجمعية الحل الأمثل للحصول على المال فالقروض لها أعباء كبيرة وهموم كثيرة، أما الجمعيات فنحصل عليها بكل يسر فمنذ فترة مضت كنت بحاجة إلى مبلغ بسيط جداً ولم يتوفر معي هذا المبلغ، ولا أريد الاستدانة من أحد، ومباشرة اقترحت على زملائي بالعمل فكرة الجمعية وكان دوري الأول وحصلت على المبلغ المطلوب دون أوراق ثبوتية وفوائد وهموم ومباشرة توجهت لمعهد أولادي وقدمت القسط اللازم ( فلتحيا الجمعيات).
السيد جعفر غير موظف لديه محل ألبسة في الريف يقول: احتجت في إحدى المرات إلى تصوير وتحاليل طبية بمبالغ مالية كبيرة فاضطررت للاشتراك بجمعية مباشرة بقيمة خمسة آلاف ليرة كل شهر لمدة 15 شهراً وقبضتها 75 ألف ليرة فكانت عوناً لي في الشدائد وكانت الحل الوحيد والأمثل أمامي.
المهندسة ريم : في كل الأحوال رواتبنا ضعيفة ولا تحتمل استنزاف أكثر لا قرض ولا جمعية، فيكفي أن الراتب مقسم قبل أن نقبضه من أقساط كهرباء ومياه وهاتف ومعاهد ودروس خصوصية فلا يبقى معي لأفكر مجرد التفكير بجمعية والوضع جداً بائس.
الموظفة أحلام .ع تقول: أعتبر الجمعية حلاً إسعافياً والأمثل على الإطلاق لكل مشاكلي، فهو قرض بلا فائدة ولا رهن ولا كفلاء وهنا نكفل بعضنا البعض، فاشتركت بجمعية لأصنع غرفة نوم لأولادي وكنت بحاجة لقسط أول وكانت الجمعية ملاذي الوحيد رغم استنزاف الراتب ولكنها الحل الأمثل لي.
اختلفت الأسباب في إقامة الجمعيات ومنها المضحك ومنها المبكي لكنها تبقى بالنتيجة الملاذ الآمن للمعظم.
وللتعرف على جدواها الاقتصادية وكيف يمكن النظر إليها من البعد الاقتصادي فكان لقاؤنا مع الدكتور علي ميا دكتور في كلية الاقتصاد باللاذقية وتحدث قائلاً: تعد الجمعيات بمثابة قروض ميسرة بدون فوائد يستخدمها ذوي الدخل المحدود وشرائح المجتمع المتوسطة والفقيرة لتسديد ديونهم وشراء حاجياتهم الضرورية، ومن الصعوبة الاستدانة من الأقارب أو الأصدقاء لأن معظم ذوي الدخل المحدود لا تكفيهم رواتبهم أكثر من نصف الشهر وبالتالي غير قادرين على الادخار وعلى الإقراض الحسن، ولذلك تعتبر الجمعيات الأسبوعية أو الشهرية ادخار إجباري على حساب معيشة الأسرة وتشكل استنزافاً كبيراً للأجر غير أن الطبقات الفقيرة والمتوسطة مجبرة عليها بحكم ظروفهم الاقتصادية القاسية كونها ذات جدوى اقتصادية كبرى أكثر من القروض البنكية لارتفاع فوائدها من جهة وحاجتها لضمانات شخصية وعينية وغالباً تكون غير متوفرة لدى تلك الشرائح.

تغريد زيود 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار