قلعـــــة المهالــــبة…بـــدل أن يقرّوها «بلديـــة ســــياحية» ألحقوها بـ «ديـــروتان» المواصـــــلات غائبــــة كــلّياً والمياه «عطشـــــان يا صـــــبايا»
العدد: 9428
الأربعاء:18-9-2019
كموضع القلب من الصدر، تتربع قرية قلعة المهالبة بين قمتين شاهقتين هما جبل الأربعين والقمة التي بنيت عليها قلعة المهالبة الأثرية والتي يعود لها اسم القرية.
تقع قرية قلعة المهالبة الى الشمال من مدينة القرداحة وعلى بعد ١٠ كم عنها، وإلى الشرق من مدينة اللاذقية وعلى بعد ٤٠ كم عنها، وتتربع على أعالي القمم حيث ترتفع عن سطح البحر ٧٥٠ م، وتتزين بردائها الأخضر دائماً حيث الأشجار الحراجية وغابات الصنوبر على مد النظر فيها، طبيعتها ساحرة، ونسيمها عليل يرد الروح، يتلاقى فيها الماضي العريق والحاضر في آن معاً، يتميز أهلها بكرمهم وحسن ضيافتهم عبر السنين لجميع الضيوف القادمين إلى قريتهم بقصد السياحة وزيارة معالم القرية الأثرية والدينية، ولكنهم في ظل هذه الظروف الصعبة التي فرضتها سنوات الحرب باتوا يعانون من الإهمال وقلة الخدمات على كافة الأصعدة تقريباً بدل الارتقاء بالواقع للأفضل وهم الذين وُعدوا من سنوات قليلة ماضية بتنفيذ أول (تلفريك) في قريتهم يربط قمة جبل القلعة بقمة جبل الأربعين ليكون الأول أيضاً في المحافظة وليتحسن على إثره وضع كل الخدمات المقدمة إلى القرية بدءاً من الأشياء البسيطة إلى تحويلها إلى قرية سياحية تكون مقصداً للزوار والسياح من كافة المناطق السورية ولكن كل وعودهم طارت مع الريح لتسوء الخدمات فيها تدريجياً وتتحول كما ذكر الأهالي إلى قرية نائية نسيها الزمن والمسؤولون.
جريدة الوحدة زارت القرية ورصدت واقع الحال والخدمات فيها والتقت العديد من أبنائها الذين باحوا بالكثير من الوجع وكانت البداية مع السيد عفيف فياض أمين الفرقة الحزبية والذي قدم لنا بداية لمحة عن القلعة الأثرية في القرية قائلاً: بنيت قلعة المهالبة في القرن الحادي عشر الميلادي في العام١٠٣٦ م من قبل عشيرة بني الأحمر فوق جبل صخري مرتفع، قاومت العديد من الهجمات التي تعرضت لها، استولى عليها أمير أنطاكية وأكمل بناءها واحتلها الصليبيون عام ١١١٨ وبقيت حتى حررها صلاح الدين الأيوبي عام ١١٨٨م ثم تُبعت لولاية حلب حتى القرن الثالث عشر الميلادي وبعد ذلك تبعت إلى ولاية طرابلس حتى القرن الخامس عشر ويقال أنها تعرضت لزلزال مدمر أدى إلى تهدمها وبعد ذلك هجرت ولم يسكنها أحد. وأضاف: القلعة مبنية بهندسة معمارية فائقة الجمال على طريقة الأقواس التي تحمل السقوف وأبوابها ومداخلها على شكل حدوة الفرس بقيت منها غرف وصهاريج تحت الأرض بالإضافة للقناطر والأبراج والسراديب وتهدم الباقي منها بفعل عوامل الزمن ويحيط بها سور ضخم وكانت في سنين سابقة مقصداً للزوار والسياح من جميع المناطق، وتابع السيد عفيف: أما من الناحية الخدمية لقرية قلعة المهالبة فقد كانت في السابق تُخدم من قبل بلدية قلعة المهالبة ولكن تمّ ضمها في العام ٢٠١٢ إلى بلدية ديروتان بقرار ضم البلديات الصادر آنذاك علما أننا نتبع إدارياً لناحية الجوبة والتي تمّ ضمنا إليها لإتمام شرط عدد السكان أثناء تشكيل ناحية جوبة برغال، وقد تقدمنا بالعديد من الطلبات لإعادة إحداث بلدية قلعة المهالبة وتحويلها إلى بلدية سياحية علماً أن عدد السكان فيها نحو ٤٥٠٠ نسمة ولكن بدل أن يحولوا البلدية إلى سياحية تم إلغاؤها بالكامل، نتمنى وعبر منبر الوحدة أن تتم الاستجابة لطلبنا بإعادة إحداث بلدية قلعة المهالبة واستثنائها من شرط عدد السكان وتصنيفها بلدية سياحية كون القرية تحتوي على قلعة أثرية كانت من أضخم القلاع في الساحل السوري بالإضافة للمعالم الأثرية والدينية وجمال الطبيعة الساحر وهذا كله يعود بالنفع على القرية التي بدل أن تكون من أغنى القرى في الساحل السوري باتت تئن تحت وطأة الفقر.
وأشار فياض أيضاً إلى شبكة الطرق الفرعية السيئة وحاجتها الماسة للصيانة كون أغلبها محفراً ومليئاً بالمطبات مثل طريق قلعة المهالبة – جبل الأربعين وطريق القلعة – ديروتان سيئة للغاية، كذلك هناك طريق خدمية تصل بين الحي الغربي للقلعة وعين جندل بطول ٦٠٠ متر حيث تم بقايا عليها وعبارات من العام الماضي وجهزوها للتعبيد ومن ثم صارت طي النسيان رغم ضرورة تعبيدها حتى لا تتأذى بعوامل الطبيعة، ويضيع تعبهم عبثاً ولفت أيضاً إلى العديد من طلبات ذوي الشهداء لتعبيد الطرق الواصلة إلى منازلهم ولكنها إلى الآن لم تنفذ رغم المطالبة المستمرة. أيضاً تحدث عن معاناة الحي الغربي من قلعة المهالبة مع مياه الشرب التي لا تأتي في بعض المنازل بالمطلق وبعضها ذوي شهداء كبيت شاهين وبيت أسعد وفي كل منهما شهيدان وما زالوا إلى الآن يشترونها بالصهاريج حتى في فصل الشتاء علماً أنه يوجد شبكة ولكن تصفر فيها الرياح، نتمنى إجراء دراسة جدية وإيجاد آلية جديدة لإيصال الماء إلى هذا الحي علماً أن كل أهالي القرية مشتركون بالعدادات، ولفت إلى أن واقع التعليم جيد في القرية ومدارسها متميزة ولكن يعاني طلاب صفي الخامس والسادس في مدرسة خريبات القلعة من إرسالهم إلى مدرسة القلعة التي تبعد عنهم مسافة تزيد عن ٣كم يمشيها الأطفال بكافة ظروف الطقس السيئة كون مدرسة خريبات القلعة مؤلفة من أربعة غرف صفية فقط ولا تستوعب صفي الخامس والسادس.
* مختار قرية قلعة المهالبة السيد عارف فياض فقد قال:
كل الخدمات المنفذة في القرية نفذت من أيام البلدية السابقة في قريتنا ومنذ تُبعنا لبلدية ديروتان لم نخدم بأي شيء باستثناء ترحيل القمامة وأشار أيضاً إلى مأساة القرية المتجسدة بعدم وجود وسائط نقل من وإلى القرية علماً أن عمر خط سير قلعة المهالبة – اللاذقية أكثر من ٥٠ عاماً وكان يخدمه أكثر من ١٥ سرفيساً وجميعها مسجلة على خط اللاذقية – قلعة المهالبة ولكن بعد ٢٠١٢ انتقلت السيارات وهربت عن الخط رغم وجود توصية بعدم نقل أي سيارة عن الخط الذي تعمل عليه إلى خط آخر إلا بعد تأمين البديل ونحن نتساءل من الذي قام بنقلها دون تأمين البديل ولمصلحة من تم هذا النقل وترك مئات الموظفين والطلاب والعساكر مشردين على الطرقات ينتظرون الفرج وترك قرانا هكذا بلا مواصلات لا إلى القرداحة ولا اللاذقية وتحت رحمة السيارات الخاصة التي تتحكم بالأجور كما يحلو لها، كل شيء يتطور إلى الأفضل إلا ريفنا يتراجع خدمياً بكل شيء دون أن نعلم الأسباب والمسببين لذلك وبدل المحافظة على الخدمات التي حصلنا عليها نراها تسوء أو تنعدم الواحدة تلو الأخرى، وبالنهاية نحن هدفنا المواطن الذي يتكلف الكثير من المال والوقت والجهد وليس الإساءة لأي كان همنا تأمين وسائط نقل لأبنائنا وفي القرية وبالأسماء ما يزيد عن ١٥٠ طالباً جامعياً يذهبون ويعودون بشكل يومي معتمدين على طلبات خاصة أرهقت كاهل أهاليهم، وأشار أيضاً إلى واقع الزراعة في القرية قائلاً: أغلب أراضي القرية حراجية وأملاك دولة وحيازة الفلاح وملكيته قليلة جداً وما بقي منها فهي فقيرة ولا تعطي تلك المواسم المرجوة لغلاء الأسمدة وعدم وجود ماء للسقاية.
* الأستاذ دريد الزيتي تحدث عن مشكلة الهواتف الأرضية قائلاً: نتبع لمقسم الضاحية بالقرداحة وتوجد في القرية مجمعة ضوئية تخدم قرى قلعة المهالبة وعين جندل وخريبات القلعة، لافتاً إلى أن المجمعة موصولة عن طريق التسلسل فإذا انقطعت الكهرباء عن خط الساحل أو عن خط الجبل تقطع الهواتف الأرضية عن كامل القرية فلما لا يتم تزويدها بطاقة شمسية للمحافظة على الهاتف دون انقطاع وهذا ما يعود على المؤسسة بالفائدة والنفع، بالإضافة لذلك لا توجد فيها بوابات علماً أن جميع القرى المحيطة بنا تم تخديمها ببوابات الانترنت وخاصة أن الانترنت أصبح حاجة أساسية للموظف والمدرس والطالب من الابتدائي إلى الجامعة في المناهج الحديثة والمطورة فلما هذا التجاهل لأقل المطالب العامة كذلك أشار إلى مشكلة السير وما يعانيه كل أبناء القرية وما يتكلفون به يفوق قدراتهم المادية حتى أن بعض العوائل صارت تمتنع عن إرسال أبنائها إلى الجامعة لأن مصاريف مواصلاتهم الخاصة هدت كاهلهم وفاقت قدرتهم ونناشد السيد المحافظ والمعنيين بهموم السير والمواصلات بإيجاد حلول بديلة تخدم ٤٥٠٠ نسمة على الأقل إن لم يكن بإرجاع السرافيس القديمة يكون بإرسال باصات النقل القديمة الصغيرة.
* السيد مجير غانم أشار إلى طريق خريبات القلعة ديروتان وحاجتها الماسة لتعزيل جوانبها وصيانتها وخاصة أن الحفر فيها تزداد عمقاً واتساعاً كلما ساءت الأحوال الجوية وازدادت الأمطار حتى أن العديد من السيارات تأذت كثيراً بسبب مساوئ هذا الطريق، ولفت أيضاً إلى ضرورة صيانة طريق حي بيت مسعود وإعادة تزفيته بالإضافة لذلك طرق ذوي الشهداء والتي يطالبون بها منذ حوالى عامين لم تنفذ حتى الآن مثل تفريعة ذوي الشهيد وليم غانم، كما ونعاني الويلات من تأمين المواصلات لنصل إلى مراكز عملنا في القرداحة أو اللاذقية أما مشكلة ماء الشرب فحدث عنها ولا حرج حيث تأتي كل ثمانية أيام لساعة واحدة فقط نطالب المعنيين في هذا المجال أن يتم ضخها مرتين على الأقل في الأسبوع ولفترات أطول بالإضافة إلى مطالبة الأهالي بحفر بئر في الجهة الغربية من خريبات القلعة كونها تغفو على بحر من الماء وإذا ما تم حفر هذا البئر فإنه سيحل جميع مشاكل أبناء القرية في هذا المجال وأشار أيضاً إلى الحاجة الضرورية لصيانة الصرف الصحي في بعض الأماكن مثل جانب منزل رامي علي والذي تقدم بطلبات عديدة ومنذ وقت طويل وخاصة أنه قريب من نبع الماء في القرية والذي امتنع الأهالي عن استخدامه خوفاً من تلوث مياهه بالصرف.
* السيد فراس فياض تحدث عن رغبة الجميع بإعادة إحداث بلدية قلعة المهالبة وتسميتها بالسياحية دون الرجوع إلى شرط عدد السكان وإعطاء القرية الاهتمام الذي يليق بها وبالقلعة الأثرية الوحيدة في المنطقة.
* السيد محمود شاهين والد شهيدين شرح معاناة أسرته من عدم تأمين مياه الشرب مؤكداً أنه يشتري نقلة الماء سعة سبعة براميل ب ٣٠٠٠ ليرة صيفاً وشتاء وقد وعدوه مراراً وتكراراً بحل هذه المشكلة وإيصال الماء إلى منزله عبر الشبكة الممددة شكلياً فقط وخاصة أنه عاجز عن الحركة بعد استشهاد ولديه ورغم أنه من أوائل المشتركين في القرية في مؤسسة المياه وأضاف: بعض أقاربي هجروا القرية إلى المدينة لعدم وجود الخدمات الجيدة وفي أولها الماء والمواصلات و…
* السيد حبيب ديوب وهو جريح حرب تحدث عن معاناته الشديدة مع المواصلات وما يتكلفه بشكل دائم خلال ذهابه وإيابه لمراجعة الأطباء لتلقي العلاج الخاص به حيث الراتب سيئ للغاية والمعيشة غالية.
* أيضاً تجمّع عدد من السادة منهم شفيق كحيلي ولؤي كحيلي وعارف علي وآخرين مناشدين السيد المحافظ بالنظر لوضع المواصلات في قريتهم وحل هذه الأزمة التي لا يعجزون عن حلها لو أرادوا فقد طالت معاناتهم طويلاً في هذا المجال.
* السيد شمعون معلا رئيس بلدية ديروتان أكد أن مجال عمل البلدية واسع جداً وخاصة بعد قرار ضم البلديات ويتبع لمجال عملها عشرة قرى كبيرة ومع ذلك فالبلدية لديها عامل واحد وجرار واحد ونعمل جاهدين على تقديم الخدمات بالتساوي ما بين هذه القرى ونقوم بترحيل القمامة بمعدل مرة واحدة أسبوعياً وأضاف: منذ نحو شهر تم وضع ٢٥ برميلاً للقمامة في قرية القلعة وخريبات القلعة، وأشار معلا للأعمال التي نفذتها البلدية ضمن قرية قلعة المهالبة وخريبات القلعة وعين جندل حيث تم شق طريق عقاري بقرية عين جندل بطول ٥٠٠ متر خدمت أكثر من ٥٠ عائلة من بينهم العديد من عوائل الشهداء حيث قامت البلدية بإحضار اللجان العقارية وتحديد الطريق وتم العمل فيها لمدة ثلاثة أيام متواصلة ونعمل حالياً على الإسراع بتنفيذها، كذلك قمنا بدراسة لجدارين استناديين للانهدامات أحدهما بالقلعة جانب منزل عبد الكريم الزيتي والثاني بخريبات القلعة جانب منزل الشهيد عصام إبراهيم وننتظر الدراسة من قبل مكتب خدمات القرداحة.
أيضاً قمنا بالتعاون مع مديرية الخدمات الفنية والتي أرسلت لنا تركساً صغيراً لتعزيل بعض الطرقات لمدة ثلاثة أيام ولكن قطاعنا الكبير يحتاج إلى وقت أطول وآليات أكثر ومزيد من الدعم في هذا المجال حيث أن موازنة البلدية المستقلة لهذا العام ٣ ملايين و٢٠٠ ألف ليرة سورية كموازنة مستقلة لبلدية ديروتان هذا العام سيتم فيها صيانة طريق ديروتان بمليون ونصف المليون ليرة بالإضافة لمشروع صرف صحي بطول ١٠٠ متر في قلعة المهالبة بقيمة مليونين ونصف المليون ليرة والدراسة جاهزة وسيعلن عنها خلال الأيام القريبة القادمة.
سناء ديب