من أين الطريق؟

العدد: 9428

الأربعاء:18-9-2019

سئلت يوماً ما هو الإنسان فقلت: الإنسان كائن حي ميزه الله بالعقل, وهو كتلة مشاعر وأحاسيس واجتماعي بالفطرة لكنه جُبل على الطمع والحسد وحب الذات, وما يحدد ميزاته هو النهج الذي ينهجه خلال حياته مع أسرته ومحيطه وعلاقاته العامة, فإما أن تكون صفاته ذات سمة حسنة أو سيئة, هناك نظرة في المجتمع وخاصة لدى النساء حول الرجل وهي إن عليه أن يكون ذكياً ناجحاً وعلى معرفة بكل شيء وفي حال انكفائه عليه الإقامة في البيت ورعاية الأبناء, أرى في هذا صحة ما قلت يوماً إن قلّت الحاجة للمرء قلّ احترامه.

هذه مظلمة على المرء تغيير هذه الفكرة النشاز, لأنِ هكذا قول يخضعه لقيود غير منطقية وتنكر عليه وقاره وأحقيته بالاحترام لم بذل من جهد ومعاناة خلال مسيرة حياته, وتجعله يشعر بالتعاسة كأنه ثوب مهترئ يجب التخلص منه, أو أنه عالة على أسرته فهذا أمر منكر, لكن ما من أحد إلا ويرغب ويحلم بأن يكون ذكياً وناجحاً لكن على معرفة بكل شيء هذا هو المستحيل وركنه في البيت جريمة بحق الإنسان والأخلاق.
لهذا حريّ بالمرء لأن ينظر إليه باحترام عند تقدمه بالسن أو عند عجزه لأن هذا أمر خارج عن إرادته, وهذا مصير محتوم لكل إنسان سواء كان إمرأة أو رجلاً.
لذلك هذا الحق الفريد إن سعى المرء إليه في بداية حياته قد تستبعده رغباته عن السلوك الصحيح , لقيامه بالكسب بأي طريقة والاستعلاء واستبعاد الآخرين إن تسنى له مثل ذلك ليثبت أحقيته بالاحترام وينكر حق الآخرين أمام حقوقه, ويدرج على عادة الإعجاب بنفسه وإنه من النبلاء إذا قورن بغيره, وهو يحمل ندوبه كميداليات وندوب غيره بنظره جرائم, ويصبح تواقاً لحياة على مقاسه تنسجم مع رغباته وهذا ينقله من سيء إلى أسوأ, فلا عقل يرشده وفكر يجول فيما لا يفيد ووقته مهدور, ويسكن قعر حفرة الوهم حبيس رغباته متناسياً, لن يكون ذا شأن إلا إذا دفع أثمان باهظة وسددها بلذة وابتسامة ولو وشحتها الدموع, لكن هناك من تتكون لديه قناعة إنه على المرء أن يحيا وحيداً, متناسياً أن الإنسان اجتماعياً بالفطرة, وهكذا قناعة تضع صاحبها على طريق متعاكسة وهو يرنو إلى مصير قابع بانتظاره في إحدى زوايا الحياة, وفي حال حصوله على مبتغاه قد يسيء استعماله وبذلك يهدر قيمة أتعابه, وليكون المرء محترماً عليه احترام نفسه أولاً فهذا أمر لا يمكن شراءه أو فرضه, من يتجاهل الآخرين عليه أن يعلم إن لديهم كبرياء وإرادة تجعلهم ينسوا من هو, فالمرء هو من يصنع لنفسه سعادة أو شقاء.

نديم طالب ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار