العدد: 9427
الثلاثاء:17-9-2019
في صباح منسي، وفي غفلة من صقيع تفتحت وردة الشتاء..
تحت ضربات حبات البرد ذوت وردة الشتاء، وعليها
سفحت الفراشات دموع الفراق.
***
حبة مطر، اغتالتها رصاصة طائشة، قبل أن ترطب
شفاه الجندي الرابض على حدود القلب،
ليحمي أزهار الوطن..
صباح غيمة، انكسر جناحاها، لم تستطع الطيران
أبعد من ذلك، حزنت لأنها سقطت فوق مرج البحر الأزرق،
وكانت تحلم بالوصول إلى حقل قمح، أو كرم زيتون على التلال
***
في ذلك المغيب دبّ اليباس في نفوس أهل قريتي،
زهرة الريح الذين كانوا ينتظرون قدوم المطر على جناح الغيوم التي طردتها أصوات الطائرات العدوة، وكانوا ينتظرون على أطراف الحقول
***
الشاعر الصيدناوي (أنتيباتروس)
أيها الغريب هنا يثوي (هوميروس) تحت هذه الرمال التي يلطمها صوت الأمواج
وماذا بمقدوري أن أفعل إن مررت على الرمال التي يثوي تحتها (هوميروس)
لن أستطيع إيقاف الموج الذي يقلق راحته في موته الأبدي، ولن أفلح في صناعة ناي من إحدى عظامه التي ثوي في الرمال، هذا إن عثرت على عظام له؟ لأنفخ فيها لحناً يوقظه مع الميتين إلى جواره، ويصيح صوت ذلك اللحن ليتماهى مع صداح
الموج: اعذرني يا سيدي (أنتيباتروس) لأنني لن أستطيع أن أقدم أيّ خدمات لصديقك العزيز (هوميروس).
رأت الشاة قصّابها يشحذ سكينه، فقالت له: احترس يا سيدي من أن تجرح إصبعك
ميخائيل نعيمة
لم يعد يذبح شاة فقط!. كلّ ما يأتي في طريقه.. كلّ يقع بين يديه.. كلّ ما تطاله سكينه يذبحه.. إن يذبح أخاه الإنسان.. ويذبح الفصول.. والطفولة والأزهار.
سيد نعيمة لو أمد الله بعمرك، أكثر وشاهد ما يجري في هذا الشرق، لطلبت من الله أن يقبضك.. علماً أنك تجاوزت المئة وشاهدت كيف مزقوا الكروم والدروب والأرواح.. وهم على مزيد من الذبح، والفجور.. هم لا يحبون الشمس.. يبكون عندما تغيب الشمس وتمتلئ محاجر عيونهم بدموع التماسيح . . لأنها سوف تمنعهم من التمتع برؤية النجوم.
بديع صقور