خريــــــف!

العدد: 9427

الثلاثاء:17-9-2019

 

أيام تمضي، تشعر فيها أنك غير قادر على امتلاك زمام الحروف، عاجز عن جعل الكلمات تتناسق حتى في مخيلتك..
لحظات غريبة تغادرك فيها القصيدة وكأنها تمضي مع الراحلين إلى غير رجعة..
من شرفة القلب تطير الفراشات بجناحات يثقلها الحزن، وتطبع على الجبين قبلة اعتذار باردة.. لماذا فقدت صباحاتك بريقها؟ كيف ينبت الشوك فوق حنجرتك ويمنعك أن تدندن حتى أغنيتك المفضلة؟ كيف تنسى أن تتوضأ بكمشة من الفرح قبل أن تبدأ يومك؟
هل يمكن أن يبقى ذهنك مشغولاً بسعر صرف الدولار، والصراع اليومي مع الراتب الشهري، وجشع تجار الأزمة، ومشكلة دخان النفايات في مدينتك البحرية والذي بدأ يعشعش في رئتيك كسرطان مؤجل؟
كيف تخفي شجونك وأنت تردد مع الصوت الفيروزي الساحر: (لا تندهي ما في حدااا)، وتسقط ما قالته أغنيتها الجميلة حد الوجع على العديد من القضايا المؤجلة والعالقة في مجتمعك، والتي تتطلب حلاً جذرياً كي نرقى إلى مستوى إنسانيتنا؟
يسألك قلمك وكثير من الأسئلة معلقة كذبائح على جدار الوقت، من أين تبدأ في جمع هذا الشتات الذي يعتريك؟ وكيف تتدثر بحروفك حين يحاصرك برد المسافات؟ كيف يورق أيلول رغم الحزن في داخلك أسماء، وحكايات، وقصائد، ووجوهاً غابت في زحام الحياة، ويفتح للقلب نوافذ اغترابات، حتى وإن نام الوقت لا تنام؟

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار